أهم ملامح تأسيس المملكة العربية السعودية

مرت نشأة المملكة العربية السعودية بفترة مخاض سياسي منذ عام 1727م، حتى توحيد إعلان الدولة عام 1932م، وعلى قدر الاضطراب الذي شهد ميلاد الدولة، بما رافقه من نزاع سياسي داخلي بين القبائل والأمراء المتصارعين، فضلا عن تدخل قوى خارجية، جاء الميلاد تعبيرا عن مدى قدرة عائلة آل سعود على اجتياز أزمات سياسية متفاقمة، وتوطيد دعائم الحكم ، وبدء أول نظام سياسي حديث بالمنطقة استطاع أن يكون نموذجا للاستقرار السياسي والتنمية المتواصلة على مدى عقود لاحقة، وساهم اكتشاف النفط في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي في توفير دعم اقتصادي أتاح للدولة توطيد دعائم الحكم في فترة وجيزة.

نشأة الدولة السعودية :

تعود جذور أسرة”آل سعود” إلى تاريخ ممتد في قلب الجزيرة العربية. وهم مؤسسو الدولة السعودية الحديثة، يقسّم المؤرخون تاريخ المملكة العربية السعودية إلى ثلاث دول متعاقبة؛ حيث اتسمت الحالة السياسية و الاجتماعية في الجزيرة العربية في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي (القرن الثاني عشر الهجري)  بالاضطراب والتنازع بين الولايات المتناثرة.

مراحل التطور السياسي والإقتصادي بالسعودية :
• استمرت حالة الفوضى السياسية إلى أن نشأت الدولة السعودية الأولى (1744-1818م) (1157- 1233 هجرية) بتوفيق الله ثم بجهود الإمام محمد بن سعود، ولكن ما لبثت الدولة أن تعرضت لهجوم من الدولة العثمانية ممثلة في والي مصر آنذاك “محمد علي باشا” مما أدى إلى سقوطها.
• شهدت مرحلة الدولة السعودية الثانية (1824-1891م) (1240- 1309 هـ) اضطرابات سياسية نتيجة الحملات العسكرية المصرية التي استهدفت الأمراء الحاكمين، فضلا عن التنازع بين القبائل القائمة على الحكم. ولكن تخللت تلك الفترة نظم حكم مستقرة.
• تمثل مرحلة الدولة السعودية الثالثة ( 1902 م- حتى الآن) (1319 هـ – حتى الآن) النشأة الحقيقية للمملكة العربية السعودية كأول دولة حديثة في المنطقة، واستطاع جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود تأسيس دولة كانت بمثابة نقطة تحول في تاريخ المنطقة، حيث تم توحيد معظم  أجزاء شبه الجزيرة العربية، وتحقيق تنمية اقتصادية غير مسبوقة.
شهد يوم التاسع عشر من شهر سبتمبر/ أيلول عام 1932م (السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351هـ)  صدور أمر ملكي أعلن فيه جلالة المفغور له الملك عبد العزيز توحيد البلاد وتسميتها باسم (المملكة العربية السعودية) ابتداء من يوم الخميس الموافق 23 سبتمبر/ أيلول 1932م (21 جمادى الأولى عام 1351هـ.
•  لم يكن متاحا للنظام السياسي في السعودية أن يتطور بدون قاعدة اقتصادية قوية،فقبيل اكتشاف النفط، كان الاقتصاد السعودي جزئي وصغير يعتمد على التجارة، وتصدير المحاصيل المحلية مثل البلح، والإيرادات السياحية من قبل الحجاج الذين يقصدون مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وبالتزامن مع مرحلة نشأة الدولة الجديدة، لعب النفط واكتشاف الثروات المعدنية دورا مهما في دعم استقرار الدولة الحديثة، حيث بدأت المملكة العربية السعودية عام 1923 م في دعوة العديد من المستثمرين الأجانب للاستثمار في  الثروات البترولية والمعدنية بالمملكة. ولكن لم تتوصل جهود تلك الشركات إلى أي نتائج.

تاريخ المملكة العربية السعودية

 

وعادت الحكومة السعودية عام 1933م  لتمنح امتيازا للتنقيب عن البترول واستخراجه لشركة ستاندر أويل أوف كاليفورنيا (سوكال آنذاك و شيفرون حالياً) في مساحة قدرها 495900 ميل مربع.  وبعد عدة أشهر من توقيع الاتفاقية، أظهرت نتائج عمليات التنقيب عن النفط دلائل مشجعة لوجوده في منطقة جبل الظهران.
•  تم في عام 1938م اكتشاف النفط بكميات تجارية. وتم تصدير أول شحنة من البترول السعودي من ميناء رأس تنوره في مايو/ أيار 1939م.
•  ساهمت الاكتشافات البترولية، بما وفرته من موارد اقتصادية هائلة متمثلة في إيرادات النفط عام  1938، في توطيد دعائم الدولة الجديدة، اتساقا مع خطط للتنمية استهدفت تطوير كافة مظاهر الحياة في المجتمع السعودي.

استطاعت المملكة العربية السعودية، بسبب الزيادة الحادة في إيرادات البترول عام 1974، أن تكون واحدة من أسرع الدول المتنامية اقتصاديا في العالم، وتتسم تجربة التحول الاقتصادي الهائل الذي أحدثته المملكة خلال القرن العشرين بقدرة على تحقيق النمو دون إضعاف البنية الاجتماعية مع المحافظة على القيم والمعتقدات الاجتماعية والدينية .