ذكاء الحجاج بن يوسف الثقفي يحكي عنه الكثير من كتب التاريخ والروايات، حيث أصبح الحجاج من الشخصيات المشهورة التي يقرع لها الآذان، لما خلفه وراءه من أفعال وأقوال وقصص طريفة ولها حكمة، فهذا الرجل عرف بالشدة والقهر، لم يسلم منه الصغار ولا الكبار، ولا الملك ولا الفقير، حتى كانت الفرائص تذعر من تردد اسمه، فمع مجيء الحجاج يصاحبه السيف، ومع قدوم خطواته ينتشر الخوف في جميع الأرجاء.
ذكاء الحجاج بن يوسف الثقفي
ومن طرائف ونوادر الحجاج بن يوسف الثقفي انه كان ذكي، فمن تلك المواقف الذكية له ما يلي:
- يحكى عن ذكاء الحجاج بن يوسف الثقفي أنه كان قتل صبي.
- وكانت أمه تدعي على الحجاج في الصباح وفي المساء، وقد وصل للحجاج خبرها فأمر جنده أن يقوموا بإحضارها إليه وبالفعل أحضروها.
- ولكن الحجاج بن يوسف لم يكن موجودًا حينها،.
- فعرض الجنود بعض الأسئلة عليها.
- ومنها: ما تقولين في الحجاج ؟ فأجابت أشهد بالله أنه عادلٌ مقسطٌ.
- فنظر إليها الجند بكل تعجب فهذا عكس ما يردد الناس عنها.
- فقالوا لها ادعي دعوة الحجاج، فقالت المرأة اللهم ارفع قدمه واسكن روحه واستر عورته ثم ذهبت.
- ولما جاء الحجاج سأل عن هذه المرأة فأخبره الجند أنها قالت أشهد الله أنه عادلٌ مقسطٌ.
- فقال لهم لقد أساءت إلي: وذكر قول الله تعالى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا } {سورة الجن، الآية 15}.
- ثم قال أيضًا قول الله تعالى :{ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } { سورة الأنعام، الآية 1} وقال له الجنود أنها دعت له فقالت هذا الدعاء: اللهم ارفع قدمه وأسكن روحه.
- فرد عليهم الحجاج وقال: لقد دعت علي بالموت فعندما قالت اللهم استر عوراته كانت تقصد اللهم اجعله يموت.
- وعندما قالت اللهم ارفع كعبه كان تدعي علي بالشنق والصلب.
وكانت هذه من أبرز القصص التي كانت أحد الأمثلة الرائعة على ذكاء الحجاج.
طرائف الحجاج بن يوسف الثقفي
الحجاج بن يوسف الثقفي له العديد من القصص الطريفة التي انتشر صيتها بين العرب
وتحدث الناس بها ففي عهده وتداولت أيضًا بعد موته،
ومن اهم طرائفه قصة الحجاج وأهل العراق، هذه القصة من القص المشهورة للحجاج في التاريخ لذا تابع لمعرفة تفاصيل القصة وهي:
- عندما تولى ولاية العراق قيل للناس هناك هذا الحجاج بن يوسف الثقفي قد جاء أميرًا على العراق.
- وبعدها دخل الحجاج إليهم حاملًا سيفه وصعد المنبر.
- وظل فترة طويلة لساعة تقريبًا لا يتحدث ولا يهمس حتى تهامس الجالسين.
- وقال أنا ابن جلا وطلاع الثنايا، متى أضع العمامة تعرفوني.
- وبعد ذلك قام بإلقاء الخطبة المعروفة له.
- وهي كالتالي: والله يا أهل الكوفة والعراق إني لأرى رؤوسًا قد أينعتْ وحانَ قطافُها وإني لصاحبُها، وكأنِّي أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى، وإنَّ أمير المؤمنين نثرَ كنانتَهُ فعجمَ عيدانَها فوجدني أمرها عودًا وأصلبها مكسرًا.
- ورماكم بي لأنَّكم طال ما وضعتم في الفتنة واضطجعت في مراقد الضَّلال، والله لا حزمنكم حزمَ السلمة وأضربكم ضربَ غرائِبِ الإبل.
- ثم قال: فإنكم لكأهلِ {قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}.
- وإنِّي أقسم بالله لا أجد رجلًا تخلفَ بعد أخذ عطائه بثلاثة أيام إلا ضربتُ عنقَه.
- يا غلام اقرأ عليهم كتاب أمير المؤمنين إلى من بالكوفة من المسلمين.
- فقال الغلام: سلامٌ عليكم، فلم يقلْ أحدٌ شيئًا.
- فقال الحجاج: اكف يا غلام، ثم أقبل على الناس.
- وقال: يسلم عليكم أمير المؤمنين فلم تردُّوا عليه شيئًا؟ هذا أدب ابن نهية.
- أما والله ليؤدبنكم غير هذا الأدب أو لتستقيمن، اقرأ عليهم يا غلام كتاب أمير المؤمنين، فلما بلَغ إلى قوله: سلام عليكم، لم يبق أحد في المسجد إلا قال: وعلى أمير المؤمنين السَّلام، ثم نزل فوضع للناس أعطياتهم.
ومن هنا وصلنا لنهاية المقال، وقمنا بشرح وافي ومفصل عن ذكاء الحجاج بن يوسف الثقفي.
وتحدثنا أيضًا عن طرائف الحجاج بن يوسف ومنها أشهر قصة وهي الحجاج وأهل العراق، وأتمنى أن ينال هذا المقال على إعجابكم.