علاج الأمراض النفسية في الإسلام

علاج الأمراض النفسية في الإسلام

بمجرد سماع جملة المرض النفسي ينتاب البعض الرفض التام لهذه الكلمات، ضعف إيمان، عدم الرضا ربما تحليلات من العامة لما يصيب الإنسان من كدر وهم وضيق، والاكتفاء بالذكر والقرآن والقرب من الله يزيل كل هذا، وعلى النقيض يرى العلمانيون أن لا دخل للإسلام بأي شيء وكل شيء، لذلك هنا سوف نذكر نبذة بسيطة عن علاج الأمراض النفسية في الإسلام بشكل عام.

علاج الأمراض النفسية في الإسلام

علاج الأمراض النفسية في الإسلام

مما لا شك فيه أن القرآن هو شفاء من كل داء، بآياته العذبة تنجلي الهموم، وقع القرآن على الآذان له تأثير السحر، يروق لقلبك أن يسمع كلام الرحمن.

  • ولما لا وهو المنزه عن النقصان المعجز لكل البشر في كل زمان ومكان، والإسلام دين حضارة لا يعترف بالخرافات والبدع، ويوكل المهام لأهلها.
  • عند قيام الشيوخ الثقة بالإفتاء بجواز صوم أحدهم أو فطره عند الإصابة بمرض ما.
  • يجب في ذلك أن يتم سؤال الطبيب المختص بالحالة المرضية، ولا يجعل الشرع رجال الدين أوصياء وبأيديهم صكوك الغفران والشفاء.
  • إذًا كذبت دعوى العلمانيون في البعد التام عن النصوص الدينية عند الاستشفاء من الأمراض، وفي ذات الوقت يعترف الإسلام بدور الطب والعلم ويعظم من دور العلماء بل يحث على العلم.
  • فنحن بالأول والأخير أمة أقرأ، وقد شهدت الخلافة الإسلامية باستثناء عصور الاضمحلال تطور الطب، ويعتبر المسلمون هم أول من بني مستشفي واسموه البيماريستان.

حكم المرض النفسي في الإسلام

على عكس السائد أن نظرة الإسلام للمريض النفسي كلها لوم وعتاب وأن الشخص بعيد عن الله لذا ابتلاه بهذا المرض، بل اعتمدت كل الأحكام الشرعية بالحديث عن المريض النفسي بأن يجب معاملته معاملة حسنة والرفق به والعرض على الأطباء المختصين.

  • يرفع الله بعض الواجبات والفروض الأساسية عن المريض النفسي الذي يكون مغيب تمامًا عن الوعي، مثل الصيام والصلاة وغيرها، فالله رؤوف بالعباد لا يكتب على عباده التعنت والقهر، بل هو أحن علينا من أمهاتنا.
  • ينحصر الدين عند العلمانيون في المساجد والكنائس فقط، لا يجب أن يمتد ليشمل العلاج والشفاء من الأسقام.
  • موضوعنا سيناقش هذا الأمر وهل حقًا يشفي القرآن المرض النفسي، كل ذلك وأكثر من خلال هذا المقال الشيق والشائك في نفس الوقت.

هل المرض النفسي ابتلاء

الحقيقة أن كل إنسان مبتلى قال تعالى” ولقد خلقنا الإنسان في كبد” والراحة النفسية نجدها فقط في الجنة بإذن الله، ومن رحمة الله علينا أنه يرفع درجاتنا على البلاء ويأجرنا، وبالقياس فإن الإصابة بمرض نفسي مهما كانت درجته سيثاب عليه الإنسان.

فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ).

وعليه فأن المرض النفسي ابتلاء يؤجر عليه المسلم ويكفر عنه خطاياه، حتى يلاقي الله بدون خطيئة.

يحث الإسلام على التداوي من الأمراض ويشجع مجالات البحث في كل ما يفيد البشر:

  • منع الإنسان وحمايته من الاكتئاب والانتحار يعتبر عمل عظيم في الشريعة.
  • كذلك مساعدة الأطفال المصابون بأمراض نفسية من تلعثم وفرط حركة والتوحد وغيرها، حتى ينصلح حالهم ويصبح عضو نافع في مجتمعه.
  • علاج التفكك الأسري وحل المشاكل الزوجية وخلق الوئام والانسجام بين الزوجين هو من أفضل ما يرنو إليه الشرع الحنيف.
  • غاية الإسلام ونبي الرحمة إتمام مكارم الأخلاق، والحرص على بث الطمأنينة والسكينة في قلوب العالمين.

علاج المرض النفسي بالقرآن

في الواقع الضيق والاكتئاب والحسرة على ما فاتك والقلق من المستقبل، والخوف والظواهر النفسية التي ليس لها أبعاد مرضية بحتة وتتعلق بتيه النفس البشرية يكون علاجها الأمثل القرآن الكريم والذكر.

في القرآن جلاء الهموم وانبعاث على الراحة النفسية، والإيمان بأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، وقتها سينجلي الضيق والحسرة والإحساس بالفشل.

أما ما يرتبط باضطراب كيمياء المخ وإحجام بعض الغدد عن إفراز الهرمونات، أو حتى زيادة إفرازها بالقطع يحتاج الأمر لطبيب قوي في مجاله يصف الدواء الشافي بإذن الله.

لا يتعارض العلاج الدوائي مع فكرة الإيمان بالله أو الاقتناع بما قسمه ومفهوم الصبر وأبعاده قال رسول الله «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً إِلَّا الْهَرَمَ» رواه ابن ماجة وأحمد وغيرهما.