علاج التهاب الحلق عند الأطفال حديثي الولادة والوقاية منه

علاج التهاب الحلق عند الأطفال حديثي الولادة والوقاية منه

يعتبر التهاب الحلق عند الرضع من الصعب أن يصنف كحالةً طبية طارئة، ولكنها لا تزال تثير قلق الآباء والأمهات الجدد على حد سواء، لذلك يعتبر التهاب الحلق السبب الرئيسي لزيارات الرعاية الإسعافية للرضع، والجدير بالذكر أن المسبب الرئيسي لالتهاب الحلق عند الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 2 سنة أو أكبر هو التهاب الحلق بجراثيم المكورات العقدية، كما أن التأخر في علاج التهاب الحلق عند الرضع قد يسبب في وقت لاحق الحمى الروماتيزمية، لذلك لمنع هذه المضاعفة يجب البدء بالعلاج المناسب بالمضادات الحيوية لمدة 10 أيام من الإصابة، وتشمل البكتيريا الأخرى التي تسبب التهاب الحلق وتتطلب علاجًا بالمضادات الحيوية المكورات البنية، وفي هذا الموضوع سوف نعرض أسباب وأعراض وعلاج التهاب الحلق عند الأطفال حديثي الولادة.

أسباب وعلاج التهاب الحلق عند الأطفال حديثي الولادة

تتعدد أسباب التهاب الحلق عند الرضع وتشمل عوامل لا يمكن مشاهدتها عند البالغين، ويرجع هذا الأمر للمقاومة الضعيفة عند الأطفال، بالإضافة إلى أن هناك بعض الحالات التي يتم اكتسابها بعد الولادة مباشرة، ومن أشيع أسباب التهاب الحلق عند الرضع الآتي:

  • الزكام؛ غالبا ما يحدث التهاب الحلق عند الرضع بسبب عدوى فيروسية مثل نزلات البرد، وفي المتوسط، قد يصاب الأطفال بسبعة مرات في السنة الأولى من حياتهم، ومع تطور نظام المناعة لديهم ونضوجهم، تقل الإصابة بالزكام.
  • إلتهاب اللوزتين؛ يمكن أن يعاني الأطفال من التهاب اللوزتين، وعادة ما يكون السبب فيروسيًا، ويجب الانتباه للتغذية الجيدة للرضيع لأن الالتهاب يترافق بألمٍ في البلع، مما يجبر الرضيع على تجنب الطعام.
  • مرض الفم واليد و القدم؛ مرض شديد العدوى ينجم عن الإصابة بعدة فيروسات، وهي شائعةٌ عند الأطفال دون سن الخامسة، كما أن الرضيع قد يصاب ببثور وقروح وطفح جلدي في الفم والقدم واليد، مما يجعل البلع مؤلمًا.
  • كذلك يمكن أن تتسبب الجراثيم في الإصابة بالتهاب الحلق عند الرضع؛ التهاب اللوزتين هو نوع من التهاب الحلق الناجم عن عدوى جرثومية، وعلى الرغم من أنه غير شائعٍ لدى الأطفال دون سن الثالثة، إلى أنه لا يزال سببًا محتملًا لالتهاب الحلق.

أعراض و علاج التهاب الحلق عند الأطفال حديثي الولادة

هناك العديد من الأعراض والعلامات التي قد تظهر على الرضيع بسبب إصابته بالتهاب الحلق، وفي ما يأتي بعض منها: احمرار الجزء الخلفي من الحلق، وكذلك مواجهة صعوبة عند البلع، وأيضًا ارتفاع درجة حرارة الجسم عن 38.5 درجة مئوية، وكذلك ظهور أعراض الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، كالسعال، وبحة الصوت، وسيلان الأنف، واحمرار العيون، وتورم الغدد اللمفاوية في الرقبة، ومن أعراض التهاب الحلق أيضًا تورم اللوزتين مع ظهور بقع بيضاء في بعض الحالات، ومن الجدير بالذكر أنه يصعب التمييز بين التهاب الحلق الفيروسي، والبكتيري من خلال الأعراض، لذا يجب إجراء مسحة للحلق عند ظهور هذه الأعراض في بعض الحالات، وخاصةً للأطفال الأكثر عرضةً للإصابة بالحمى الروماتزمية، كما تتوجب مراجعة الطبيب في حال ظهور أي من هذه الأعراض على الطفل الرضيع: المعاناة من صعوبة التنفس، معاناة الطفل من فقدان الشهية، و ظهور علامات الجفاف على الطفل، و تصلب رقبة الطفل، سيلان اللعاب من فم الطفل، و ظهور القيح في حلق الطفل، أو انتفاخه، أو احمراره، ظهور تقرحات في فم الطفل.

علاج التهاب الحلق عند الأطفال حديثي الولادة في المنزل

فيمكن علاج التهاب الحلق عند الرضع؛ فقد تكون بعض العلاجات المنزلية مفيدة للطفل المصاب بالتهاب الحلق، وتتميز هذه المعالجة بأنها قليلة التكلفة، كما أنها متوفرة عند معظم أفراد المجتمع، بالإضافة إلى أنها توفر علاجًا سريع التحضير، ومنها الآتي:

  • المرطب؛ فقد يساعد المرطب في غرفة الطفل على تخفيف أعراض التهاب الحلق، كما أن المرطب يساعده على التنفس بشكل أسهل إذا كان يعاني من انسداد الأنف ويمكن استخدام المرطب حتى تتحسن أعراض الطفل، ولكن يجب إخبار الطبيب في حال عدم التحسن بعد عدة أيام.
  • شفط المخاط الأنفي؛ الأطفال غير القادرين على التنفس من أنوفهم يستفيدون من استخدام أداة الشفط لامتصاص المخاط الأنفي، كما أن قطرات الماء المالحة قد تساعد في تخفيف المخاط لتسهيل إزالته عن طريق الشفط، السوائل المجمدة؛ و تستخدم في علاج التهاب الحلق عند الرضع، وذلك عندما يكون الطفل قادرًا على تناول الطعام الصلب، حيث يتم إعطاؤه الحليب المجمد لتهدئة التهاب الحلق، ولكن يجب مراقبتهم أثناء هذا العلاج المجمد لتحري علامات الاختناق.
  • من الجدير بالذكر بأنه ليس من الآمن إعطاء ماء العسل أو العسل الصافي لرضيعٍ يبلغ عمره أقل من عام، حيث يمكن أن يسبب التسمم.

علاج التهاب الحلق عند الأطفال حديثي الولادة بالأودية

ويمكن أن يعتمد علاج التهاب الحلق عند الرضع على سبب ذلك، فإذا كان السبب ناتج عن الزكام، فمن المحتمل ألا يوصي الطبيب بالأدوية ما لم يكن الطفل مصابًا بالحمى، وفي هذه الحالة يمكن استخدام المرطب والسوائل التي تساعد في الحفاظ على رطوبة الطفل حتى تتحسن الأعراض، وعلى الرغم من ذلك قد تكون هناك حاجةً إلى المضادات الحيوية إذا كان التهاب الحلق ناجم عن عدوى بكتيرية مثل المكورات العقدية، وعند وجود الحمى يمكن للطبيب أن يصف عقار الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، تتنوع طرق العلاج المتبعة في حالات التهاب الحلق لدى الأطفال، وفيما يأتي بيان بعض هذه الخيارات العلاجية: المضادات الحيوية الفموية؛ لأن التهاب الحلق يعود إلى البكتيريا العقدية، فإن الطبيب يصف المضادات الحيوية التي تقتل البكتيريا، ومن المهم تناول الدواء حسب ارشادات الطبيب، وعدم مشاركة الدواء مع الآخرين ممن تظهر عليهم الأعراض نفسها، بالإضافة إلى أهمية إنهاء الفترة العلاجية كاملة، وأخذ الجرعة في وقتها المحدد، وأيضًا مسكنات الألم؛ و يمكن تناول مسكنات الألم وخافضات الحرارة، كالباراسيتامول والآيبوبروفين لتخفيف الألم وخفض الحرارة المرتفعة.

الوقاية من التهاب الحلق عند الرضع

عرضنا في هذا الموضوع علاج التهاب الحلق عند الأطفال حديثي الولادة، وسنعرض طرق الوقاية من التهاب الحلق للرضع: نجد العديد من الأطفال يتعرضون للإصابة بالبلغم وهو بحد ذاته ليس مرضًا، وإنما عرضًا مزعجًا من أعراض التهابات الحلق والرئة، ولا يمكن للطفل التخلص منه بالشكل الطبيعي كما يتخلص منه البالغين، حيث يقوم الأطفال ببلعه مما يجعله أكثر ألمًا وإزعاجًا عند الأطفال ويسبب لهم الكثير من الألم، ولا يختلف من حيث الأسباب بين الصغير والكبير، ويكون الاختلاف بمدى قوته وحدته حسب مناعة الطفل وقوة جسده، وقد لا يكون من الممكن منع التهاب الحلق تماما، خاصةً إذا كان بسبب الزكام، لكن اتخاذ التدابير التالية قد يساعد في تقليل خطر إصابة الطفل الصغير والرضيع بالمرض مرة أخرى، ومن الإجراءات الوقائية المتبعة الآتي: إبقاء الطفل بعيدًا عن الأطفال أو الأشقاء أو البالغين الآخرين الذين يظهر عليهم علامات وأعراض الزكام أو التهاب الحلق قدر الإمكان، و تجنب المواصلات العامة والتجمعات العامة مع مولود جديد، و تنظيف لعب الأطفال واللهايات بشكل جيد، و غسل اليدين قبل إرضاع أو لمس الطفل، و يمكن للبالغين في بعض الأحيان التقاط التهاب الحلق أو الزكام من الأطفال الرضع، ولمنع ذلك يجب غسل اليدين بشكل متكرر.