اعوام عديدة مرت على رحيل النجمة الجميلة مديحة كامل التي لم تعرف السينما المصرية مثيلاً لجمالها ورقتها وبريقها الفنّي.
عاشت مديحة حياتها الفنّية كممثلة لها جاذبية خاصة حبها يتسلل إلى القلب بسرعة الصاروخ وشخصيتها تحمل كثيرًا من الجاذبية والتأثير على عقل وقلب الجمهور.
اكتشفها الفنان سمير غانم في منتصف الستينيات حينما شاهدها صدفة وهي عائدة من المدرسة الثانوية، فانجذب لجمالها وعرض عليها أن تكون ممثلة، فوافقت وقد اشتركت مديحة كامل مع الفنان سمير غانم في أكثر من عمل منهم فيلم ” 30 يوم في السجن” و فيلم “تجيبها كده تجيبها كده هي كده”.
قدمت مديحة كامل على مدار حياتها الفنّية أفلامًا كثيرة لعل أشهرها فيلم «الصعود إلى الهاوية» الذي قامت فيه بدور الجاسوسة.
وصنف دورها في الفيلم بأجر مشهد في السينما المصرية وإختارها له المخرج كمال الشيخ نقطة التحول والإنطلاق لبطولات الصف الأول لها ويأتي بعده أفلام من أهمها «بريق عينيك»، «أغنية على الممر» و«أبناء الصمت».
ظلت مديحة بعيدة عن الأضواء بعد اعتزالها وحجابها حتى رحلت عن دنيانا في يناير 1997. وبالرغم من رحيلها، إلا أنها لا تزال النجمة الجميلة صاحبة التأثير في قلوب محبيها. وخلال العام الفائت أطلت ابنتها الوحيدة ميرهام كمصممة أزياء لملابس سهرة وعبايات تحمل إسم «مديحة كامل» حيث استخدمت اسم والدتها ليكون ماركة تصميماتها.
حيث ظهرت إبنة الفنانة الراحلة السيدة “ميرهام الريس” وإبنتها حفيدة الفنانة المصرية، خلال حلقة سابقه من برنامج “الستات ميعرفوش يكدبوا” المذاع على شبكة قنوات CBC، وشاركت في الحلقة باعتبارها مصممة أزياء للمحجبات حيث تحدثت عن اهتمامها بالجديد في الموضة بعالم الازياء للمحجبات.
وقررت مديحة كامل الاعتزال وارتداء الحجاب عام 1992 أثناء تصويرها فيلم «بوابة إبليس»، مما تسبب في مشكلات بينها وبين المنتج، حيث كان يتبقى لها عددًا محدودًا من المشاهد ورفضت استكمال مشاهد اليومين المتبقين في التصوير، ما دفع فريق العمل للاستعانة بدوبليرة لاستكماله، وامتنعت عن الظهور ورفضت التقاط صور لها بالحجاب.
وفي الخمس سنوات خرجت لتنفى للصحافة شائعة زواجها من الداعية ياسين رشدي، كما كان ظهورها في برنامج ” حوار صريح جدًا ” ضجة كبيرة، خاصة وأنها هاجمت الوسط الفنّي، لذلك لم ترى الحلقة النور، حسبما صرحت ابنتها “ميرهام” في حوار تلفزيوني.
بعدها بعدة أشهر توفيت الفنانة مديحة كامل في اليوم الرابع من شهر رمضان التي حلمت أن يكون فيه رحيلها، فتوقعت وفاتها ونالت أمنيتها وغادرت الحياة في الوقت المحبب لنفسها في 13 يناير 1997.
وبحسب تصريحات إبنتها: فكانت مديحة كامل تحب شهر رمضان لما فيه عبادة وصفاء روحي وذهني، كما أنها كانت تشتري فانوس رمضان دومًا حتى بعدما كبُرت، وكانت دائمة الخلاف بمرح مع إبنتها على فانوس رمضان، فقد كانت تشتري لنفسها فانوس كبير وتشتري لإبنتها “ميرهام” فانوس صغير.
وكشفت الابنة أنها وجدت فى الدولاب الخاص بالفنانة مديحة كامل بعد وفاتها عددا من الكتيبات الدينية التى توزع فى العزاء صدقة على روح المتوفى طبعتها والدتها واحتفظت بها دون أن تخبرها وبالفعل تم توزيعها بعد وفاتها، كما اكتشفت الكثير من أعمال الخير التى كانت تقوم بها والدتها فى الخفاء.
وأشارت إلى أنها كانت تحب مشاهدة أعمال والدتها قبل وفاتها، خاصة مسرحية يوم عاصف جدا، حيث كانت الشخصية تحمل تشابها كبيرا مع شخصية والدتها الحقيقية، ولكنها لم تعد قادرة على مشاهدة أى عمل من أعمالها الفنية بعد وفاتها.
جدير بالذكر أن الفنانة مديحة كامل عانت من مرض القلب في حياتها، حيث أصيبت أثناء تصوير مسلسل” الأفعى” عام 1975 بجلطة، لكن المرض ازداد قبل وفاتها بعام وأقعدها في الفراش لمدة 10 أشهر قضتهم بمستشفى “مصطفى محمود”، وتراكمت المياه على رئتيها وضعفت عضلة القلب، هو ما أطال فترتها بالمستشفى.