يبدو التركيز على الفرص التجارية، من أهم التحولات التي أقدمت عليها مايكروسوفت، فيما يتعلق بمواقعها على الشبكة العالمية، إذ أعادت تصميم موقع Sidewalk على إنترنت، كدليل أمريكي للبضائع والخدمات، كان ينظر إلى موقع Sidewalk، الذي بدأ العمل به في إبريل 1997، كدليل للفنون والتسلية في عدد من المدن الأمريكية، وكمنافس لمواقع ويب الموجهة لتلك المدن، وللصحف المحلية فيها.
إلا أن هذا الموقع، الذي بات يعرف باسم MSN Sidewalk، والذي أُعيد تصميمه مرة أخرى، مستهدفاً فئات جديدة من المستخدمين، يُغطي مجالات أوسع، ويأخذ طابع دليل الصفحات الصفراء الإلكتروني، ويلبي احتياجات عدد من كبار المتعاملين في هذا المجال.
وبموجب التصميم الجديد، هبطت التسلية إلى المرتبة الثالثة في لائحة الخيارات، التي باتت تتضمن: دليل صفحات صفراء قومي، ودليل المشترين لمنتجات، مثل: السيارات وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة الاستيريو، وخدمات، مثل: السفر والخدمات القانونية والخدمات الطبية.
يعتقد مات كيرش، المدير التجاري لهذه الوحدة، أنه على الرغم من وجود مواقع رائدة على شبكة ويب، تستخدم في أمور مثل البحث، أو البريد الإلكتروني أو الأخبار، إلا أنه لا يوجد موقع شامل للتسوق، النشاط الذي يحتل المرتبة الخامسة على شبكة إنترنت.
وأضاف كيرش:” توجد حاجة كبيرة لم يتم العمل على إشباعها على إنترنت، فالهدف هو توفير حل متكامل للمستهلكين، ليتمكنوا من اتخاذ قراراتهم المتعلقة بالشراء”.
ويحتوي الموقع الجديد على مجموعة من المرشحات (filters)، التي تقود المستخدمين لمنتجات بعينها، كما يمكنه أن يوفر مجموعتين من المعلومات جنباً إلى جنب، عن منتجين (مثل جهازي تليفزيون من نوعين مختلفين). أما المحتوى التحريري الذي يقدمه موقع Sidewalk، وسواءً تم إعداده بواسطة العاملين في الموقع، أو بواسطة جهات أخرى، مثل أدلة المستهلكين، فيهدف إلى تزويد المستهلك بمعلومات محايدة.
وسيقوم موقع Sidewalk بتوجيه المستخدمين إلى مواقع أخرى لشركة مايكروسوفت، مثل موقع CarPoint للسيارات، وموقع Expedia للسفر. ويبدو أن ذلك يأتي انسجاماً مع توجهات الشركة، لإيجاد نوع من التكامل الوثيق بين ممتلكات مايكروسوفت على إنترنت، تحت مظلة شبكة مايكروسوفت MSN.
وقال كيرش أن طريقة مايكروسوفت في توفير المعلومات، ومن ثم جمع المشترين والبائعين تمتاز على الطريقة التي تستخدمها المخازن الإلكترونية الأخرى، مثل Amazon.com، التي لها اهتمام ثابت ببيع منتجات معينة.
وأضاف كيرش أن Sidewalk ستعتمد في الوقت الحالي، على الدخل المتحقق من الإعلانات كمصدر لتمويل هذا الموقع، على الرغم من أنه لم ينفي احتمال حصولها على عمولات مستقبلاً مقابل عمليات البيع.
وقال كيرش:” يجب أن نقر في المحصلة، أن إنترنت ستتطور، وسنتطور نحن معها”.
وطبقاً لما أورده من معلومات، فإن ممثلي المبيعات حصلوا على عقود إعلان، ضمن موقع Sidewalk الجديد، بقيمة 26 مليون دولار منذ بدئهم العمل في الترويج له منذ يناير/كانون الثاني الماضي. وقال:”أننا بالتأكيد بصدد بناء تجارة مربحة، وبما أننا قلنا ذلك، فإننا نعتبره رهاناً طويل الأمد”.
وعلق كيرش على خطة التوسع في خدمات Sidewalk، فقال: بالإضافة للمكاتب التسعة التي فتحتها Sidewalk، فستستمر في فتح مكاتب محلية لها، كلما تطلب الحال ذلك، على الرغم من أن معظم عواصم الولايات الأمريكية ستتم تغطيتها من قواعد البيانات التي تم شراؤها، وقال عن إمكانيات توسعها في الخارج: أجلت Sidewalk ولأمد غير محدد، التوسع في دول أخرى، باستثناء مشروع مشترك مع جهات أسترالية.