نوادر الحجاج بن يوسف الثقفي

نوادر الحجاج بن يوسف الثقفي

الحجاج بن يوسف الثقفي قائد الجيوش في العهد الأموي، من الرجال المعروف عنهم الفصاحة والقدرة على الخطابة، معروف بالقوة في القتال، أُطلقت العديد من النوادر عنه، وفيما يلي في معلومة سوف نعرض بعض نوادر الحجاج بن يوسف الثقفي.

نوادر الحجاج بن يوسف الثقفي

هناك العديد من النوادر التي ارتبطت بالحجاج بن يوسف الثقفي، ومنها:

قصة الحجاج بن يوسف الثقفي مع منقذه

ذات يوم كان الحجاج بن يوسف يسبح في النهر، و أوشك على الغرق فرآه أحد المسلمين وأنقذه من الغرق وهو لا يعرفه وخرج به إلى الشاطئ، وعند الوصول إلى البر قال له الحجاج بأن يطلب ما يشاء و يجاب طلبه، فسأله الرجل من هو حتى يستطيع أن ينفذ له أي طلب، فرد الحجاج عليه بأنه هو الحجاج بن يوسف الثقفي، فما كان من الرجل إلا أنه هز يده بأسف وطلب منه طلب واحد ولكنه غريب وهو أن سأله بالله أن لا يخبر أحد أنه أنقذه.

قصة الحجاج بن يوسف الثقفي وزوجته

كان الحجاج قد تزوج من إمرأة تدعى هند رغم عدم موافقتها هي وأبيها، وفي يوم وبعد مرور عام على ذلك الزواج وبين ما تتزين هند أمام المرآة بدأت تترنم ببيتين من الشعر وهما؛

وما هند إلا مهرة عربية

              سليلة أفراس تحللها بغل 

فإن ولدت مهراً فلله دره

            وإن ولدت بغل فقد جاء به البغل 

فسمعها الحجاج فغضب جداً، وطلب من غلامه أن يخبرها أنه طلقها في كلمتين فقط ولا يزيد وإلا قطع الحجاج لسانه، وأعطاه عشرين ألف دينار يعطيها لهند زوجته، فذهب إليها الغلام فقال لها كنتِ فبنتِ (والمقصود كنتِ أي كنتِ زوجته، فبنتِ أي أصبحتِ طليقته)،كانت هند أكثر بلاغة من الغلام فكان ردها:

كنا فما فرحنا…. فبنا فما حزنا، ومنحته العشرين ألف دينار بسبب تلك البشري بطلاقه، وبعد طلاق الحجاج لها لم يجرؤ أحد على التقدم لخطبتها، وما كانت هي لترضى بأقل من الحجاج، فدفعت للشعراء لكي يمدحوا جمالها عند عبدالله بن مروان، فأعجب بها وأرسل في سؤال عامله في الحجاز عنها فكان رده أنها لا عيب فيها، وبعد خطبتها أرسلت له وقالت إن الإناء قد ولغ فيه الكلب، فرد عليها أن اغسليه سبعاً أحداهم بالتراب فردت عليه بالموافقة بشرط أن يكون الحجاج نفسه هو من يسوق بعيرها من مكانها إليه في بغداد، فوافق عبدالله بن مروان وأرسل إلى الحجاج ليصطحب مركبها، وبين ما هي في الطريق فألقت ديناراً عن قصد، وأبلغت الحجاج أنها قد سقط منها د هماً، فلما رآه أخبرها أنه ديناراً وليس درهماً فقالت الحمد لله الذي أبدلني بدل الدرهم ديناراََ ففهمها الحجاج وهي تقصد أنها تزوجت من هو أفضل منه، وعندما وصلوا تأخر الحجاج عن الوليمة ولما أرسل الخليفة في طلبه قال ربتني أمي علي ألا آكل فضلات الرجال، ففهم الخليفة ولم يدخل بزوجته وأمر ان تجلس بقصر وكان يذهب إليها يومياً لزيارته، فلما علمت ما قاله الحجاج أرسلت في طلب الخليفة وعند قدومه قطعت عقد اللؤلؤة ورفعت ثوبها لتضع حباته في ثوبها، فلما رأها أعجب بها جداً، فقالت هند سبحان الله، فسألها ولما تسبحين ردت بأن هذا اللؤلؤ خلقه الله لزينة الملوك، قال نعم فردت عليه ولكن يشاء الله أن لا يستطيع ثقبه إلا الغجر ففهم قصدها وندم أنه سمع كلام الحجاج.

قصة الحجاج بن يوسف والصائم

عرف عن الحجاج حبه لسفك الدماء الجبروت والقوة، ولكن رغم ذلك كان كريماً لا تخلو مائدة من الآكلين، وكان يرسل رسله في طلب مستطعمين، وذات يوم خرج الحجاج وأعوانه للصيد فلما جاء موعد الغداء، طلب من معاونيه أن يبحثوا عن من يأكل معهم فذهبوا للبحث ولم يجدوا إلا أعرابياً أحضروه معهم

فـقـال له الحجاج: هيا فلتأكل معنا أيها الأعرابي، فرد الأعرابي: أنه قد سبق ودعاه من هو أكثر منه كرماً، فسأله الحجاج: ومن هو ؟؟

قـــال الأعرابي: الله سبحانه وتعالى، قد دعاني إلى الصوم فـــــأنا صائم، قـــال الحجاج: أتصوم هذا اليوم رغم حره؟، فرد عليه الأعرابي:  أنه صام ليوم أكثر حراً من ذلك اليوم، قـــال الحجاج: أفطر اليوم وتصوم غداً،

فسأله الأعرابي: هل يضمن له أن يعيش إلى الغد، قـــال الحجاج: أنه لا يمكنه ذلك ليس في يده، فسأله الأعرابي: كيف أن يطلب منه أن يؤجل الصيام وهو ليس لديه سبيل، قــال الحجاج: إن الطعام طيب، قـــال الأعرابي: إن الطعام ليس بطيب خبزه ولا طبخه ولكن طيبته في العافية، قـــال الحجاج: أبعدوه عني.

تلك بعض من نوادر الحجاج بن يوسف الثقفي وله العديد من المواقف الأخرى سوف نناقشها مرة أخرى في إنتظار تعليقاتكم.