هرمون الحليب والحمل .. وما العلاقة بينهما

هرمون الحليب والحمل .. وما العلاقة بينهما

هل توجد فعلا علاقة بين هرمون الحليب والحمل؟ وهل من الممكن أن يحدث الحمل حتى مع ارتفاع نسبة هرمون الحليب في جسم المرأة.

هناك العديد من التساؤلات التي تدور حول هرمون الحليب لدي الكثير من النساء وخاصة التي يتأخر الحمل لديها بدون وجود سبب واضح.

وقد أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أن هناك علاقة وثيقة بين نسبة هرمون الحليب وبين عملية الحمل، فوظيفة الهرمون لا تتوقف فقط عند المساعدة على إدرار الحليب من الثدي بعد الولادة كما تعتقد الكثير من النساء.

فهيا بنا نتعرف سويا على العلاقة بين ارتفاع هرمون الحليب وصعوبة حدوث الحمل.

نسبة هرمون الحليب والحمل

نسبة هرمون الحليب التي تمنع الحمل هي النسبة التي تتخطي المعدل الطبيعي لوجود الهرمون داخل جسم المرأة والحقيقة أن نسبة الهرمون تختلف من امرأة لأخري.

فالنسبة الطبيعية التي توجد داخل جسم المرأة العزباء تختلف بصورة كبيرة عن النسبة الموجودة داخل جسم المرأة الحامل.

فمن المعروف أن النسبة الطبيعية المفروض تواجدها داخل جسم المرأة غير الحامل هي أقل من 25 نانو جرام/مل، سواء أكانت المرأة عزباء أو متزوجة.

ونجد أن هذه النسبة في المرأة الحامل تتضاعف بصورة كبيرة وذلك نظرا لأن المرأة الحامل يزيد لديها إفراز هرمون البرولاكتين بصورة كبيرة أثناء فترة الحمل للمساعدة على إفراز الحليب بعد الولادة.

فنجد أن النسبة الطبيعية لهرمون الحليب داخل جسم المرأة تتراوح ما بين 34 نانو جرام/مل إلى 386 نانو جرام/مل.

وكذلك يتواجد الهرمون داخل جسم الرجل وتقوم الغدة النخامية بإفرازه ولكن بمعدل أقل بكثير من الموجود لدي المرأة فنجد أن النسبة الطبيعية لتواجد الهرمون داخل جسم المرأة تكون دائما أقل من 15 نانو جرام/مل وعند زيادة هذه النسبة عند الرجل فإنها تؤدي إلى ضعف الرغبة الجنسية وكذلك ضعف الخصوبة عند الرجل بصورة كبيرة.

ومن خلال النسب الطبيعية التي ذكرناها يتضح لنا أنه إذا زاد معدل الهرمون عن المعدل الطبيعي فإنه يؤدي إلى عدم حدوث الحمل وفي بعض الحالات ممكن أن يؤدي إلى الإصابة بالعقم.

هل هرمون الحليب يمنع الحمل نهائيا

ليس ضروريا أن يقوم الهرمون بمنع الحمل بصورة نهائية ولكن يختلف هذا الوضع من امرأة إلى أخرى حسب نسبة الهرمون في الدم.

  • ففي حالات الارتفاع البسيطة من الممكن أن يحدث الحمل ولكن مع وجود بعض المضاعفات الخطيرة التي تؤثر على الحمل وإتمامه بصورة كبيرة.
  • أما إذا كان الارتفاع بصورة كبيرة فمن المهم أن يتم العلاج أولا حتى تتمكنين من الحصول على فرصة للحمل.
  • إذا يمكننا القول أن ارتفاع هرمون الحليب لا يمنع الحمل بصورة نهائية إلا عندما يرتفع بصورة كبيرة.
  • وتوجد العديد من الأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى زيادة هرمون الحليب في الجسم ومن أبرز هذه الأسباب الضغوط النفسية والتعرض للقلق والتوتر بصورة كبيرة.
  • كذلك من الممكن أن يكون السبب خلل في إفرازات الغدة الدرقية أو الإصابة ببعض الأمراض مثل مرض تكيس المبايض.

أيضا من الممكن أن تسبب بعض الأدوية ارتفاع في هرمون الحليب مثل تناول أدوية الضغط والصداع والأرق.

هل ارتفاع هرمون الحليب البسيط يمنع الحمل

ارتفاع هرمون الحمل بنسبة بسيطة من الممكن ألا يؤثر على حدوث عملية الحمل، فمن الممكن أن يحدث ارتفاع الهرمون في الجسم بنسب بسيطة لا تؤثر على الدورة الشهرية بصورة كبيرة فمن الممكن أن تكون الدورة منتظمة مع هذه النسبة بشكل طبيعي جدا.

وعلى الرغم من انتظام الدورة الشهرية فإنك ستعانين من صعوبة الحمل نظرا لوجود خلل في بعض الهرمونات داخل الجسم والتي تعمل على حدوث الحمل بصورة طبيعية.

فمن المعروف أن ارتفاع هرمون الحليب يصاحبه انخفاض في هرمون الأستروجين مما يجعل البويضة غير قادرة على التعلق بجدار الرحم بعد عملية التخصيب.

هل يحدث حمل مع ارتفاع هرمون الحليب

هل يحدث حمل مع ارتفاع هرمون الحليب؟ كما ذكرنا تختلف الإجابة عن هذا السؤال من امرأة لأخري أو بالأحرى يمكننا القول أنه في حالات الارتفاعات البسيطة للهرمون من الممكن أن يحدث الحمل ولكن بصعوبة بالغة جدا.

فعند زيادة هرمون الحليب داخل الجسم يؤدي ذلك إلى ضعف المبايض بصورة كبيرة مما يقلل من فرص خروج البويضة خارج المبيض.

وهو ما يؤدي إلى وجود خلل في الدورة الشهرية بصورة كبيرة، وهو ما يؤثر على عملية التبويض لديك بصورة مباشرة وفي بعض الحالات يكون هناك انعدام تام للدورة الشهرية مما يعني عدم وجود أي فرصة للحمل.

والمشكلة تكون أكبر عندما تهملين علاج ارتفاع هرمون الحليب وعدم استشارة الطبيب ففي بعض الحالات يكون الارتفاع الشديد سببا كبيرا في إصابة العديد من السيدات بالعقم.

تأثير هرمون الحليب على الحمل

تأثير هرمون الحليب على الحمل كما ذكرنا سابقا أنه من الصعب حدوث الحمل مع وجود ارتفاع هرمون الحليب، وكما ذكرنا فإنه من الممكن أن يتم حدوث الحمل ولكن قد يصبح هذا الحمل مهددا بالإجهاض.

فهناك العديد من التأثيرات الضارة التي من الممكن أن تصيب الحامل عند ارتفاع مستوى الحليب عند الحامل، فمن المعروف أن هرمون الحليب مهم جدا لنمو الجنين فهي يعمل على تعزيز صحة الجنين ونمو المخ بشكل كبير.

ومع زيادة وارتفاع هرمون الحليب فإن مستويات هرمون الأستروجين والبروجسترون تقل داخل الجسم بصورة كبيرة وهو ما يساعد بصورة كبيرة على حدوث عملية الإجهاض.

كذلك هناك العديد من المشاكل التي من الممكن أن تصيب الحامل بسبب ارتفاع هرمون البرولاكتين ومن أبرز هذه المشاكل وجود بعض الإفرازات غير الطبيعية من منطقة الثدي.

كذلك من أهم المشاكل التي تصيب الحامل هو الشعور الشديد بالغثيان والدوخة مما يضاعف من أعراض الحمل التي تشعر بها الحامل.

و من المشاكل التي تواجه الحامل هو الشعور ببعض الألم الشديد في منطقة أسفل الظهر، وكذلك الشعور بنوبات من الصداع الشديد التي تؤثر على ممارسة الحامل لأنشطتها اليومية.

كذلك تزيد فرص الإصابة بالعديد من الأمراض وخاصة الأمراض السرطانية مثل سرطان المبيض وكذلك الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية.

وأيضا يصيب الحامل العديد من التغيرات المزاجية المزعجة مثل القلق والتوتر والتي من الممكن أن تسبب العديد من المشاكل لكلا من الحامل والجنين.

وأيضا من المشاكل الخطيرة التي تصيب الحامل هو الإصابة بالسمنة المفرطة والوزن الزائد، ومن الممكن أن تؤدي السمنة الزائدة إلى إصابة الحامل بمرض سكرى الحمل وارتفاع ضغط الدم الشديد.

ومن خلال العرض السابق يمكننا القول أن ارتفاع هرمون الحليب من الممكن أن يؤثر على الحمل بصورة كبيرة ويؤدي في النهاية إلى الإجهاض، ولذلك يجب عليك استشارة الطبيب والقيام بإجراء التحاليل اللازمة للتأكد من مستوى الهرمون داخل الجسم.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية رحلتنا حول هرمون الحليب والحمل وتعرفنا معا على تأثير ارتفاع هرمون الحليب داخل الجسم. وننصحك في حالة عدم انتظام الدورة الشهرية أو ظهور أيا من أعراض ارتفاع هرمون الحمل داخل الجسم أن تقومي باستشارة الطبيب على الفور لاتخاذ الإجراءات اللازمة.