هناك اعتقاد سائد بأن السعال الديكي يصيب الصغار من دون الكبار، وهذا غير صحيح، فالمرض يمكن أن يطاول الكبار، خصوصاً المدخين والمصابين بأحد أمراض الجهاز التنفسي أو بضعف في الجهاز المناعي والأمراض التحسسية، وقد يأخذ المرض عندهم منحى خطيراً ينتهي بالتهابات رئوية قاتلة.
ولعل الأمر المربك في السعال الديكي لدى الكبار هو أن عوارضه تكون مبهمة وغير واضحة وتتشابه الى حد كبير مع مظاهر السعال العادي، لكن مع مرور الوقت تكون مسيرة الداء في السعال الديكي مختلفة، إذ يأخذ السعال طابعاً تشنجياً عنيفاً يلازم صاحبه أسابيع طويلة، وإذا لم يتم لجم السعال في الوقت المناسب فإنه يؤدي الي الفتق السري أو هبوط المستقيم جراء زيادة الضغط المتواصل داخل البطن، ويستطيع الطبيب في الأحوال العادية وضع التشخيص لمرض السعال الديكي من القصة السريرية وبعد فحص المصاب عن كثب، وفي بعض الحالات قد يحتاج الأمر الي إجراء بعض التحاليل من أجل وضع النقاط على حروف المرض.
السعال الديكي
ويتوجب على كل شخص بالغ يعاني من نوبات السعال التي لا تهدأ أن يستشير الطبيب، فمن يدري فقد يكون الزائر العتيد هو مرض السعال الديكي، وعندها فإن أفضل وسيلة لعلاج المرض هي وصف الأدوية التي تكبح نوبات السعال المنهكة التي يمكن أن تستمر بضعة أشهر قبل أن ترحل عن صاحبها.
أما سبب مرض السعال الديكي فهو جرثومة تفرز سموماً مضرة، ولا يمكن علاج هذه الميكروبة بالمضادات الحيوية التي تعطى لمدة وجيزة بهدف تقليص فترة المرض، وهناك لقاح متوافر ضد السعال الديكي يعطي حصانة لمدة 10 سنوات فقط، لذا يجب إعطاء جرعات داعمة لتأمين حماية مستمرة.