الحدس هو ذلك الشعور الذي يسمح لنا بمعرفة بعض الأمور ، وأحيانًا يقودنا إلى اتخاذ بعض القرارات ، دون معرفة السبب الحقيقي الذي أدى بنا إلى ذلك ، أو دون القدرة على شرح تلك الأمور وتبرير تلك القرارات.
يعتقد العلماء أنهم قد كشفوا السر وراء “الحدس” ، مدَّعين أن العقل البشري لديه نوع من أنواع الواي فاي ، يُمكنه جمع المعلومات بصفة مستمرة من الآخرين بمجرد النظر إليهم.
حيث أجرى الأستاذ بجامعة شيفيلد ديجبي تاتوم دراسة حول كيفية تواصل العقول البشرية وكذلك البشر مع بعضهم البعض ، فقد رأى من خلال عمله أن اللغة تلعب دورًا محدودًا في عملية التواصل ، ولذا يعتقد لاعبو البوكر المحترفون أنَّ بإمكانهم النيل من خصومهم معتمدين في ذلك على بعض الدلائل البصرية والحركات الطفيفة .
الحدس والبينية العقلية :
يقول تاتوم ، الأستاذ الإكلينيكي للطب النفسي بالجامعة ، أن البشر يمكنهم الإنصات إلى المعلومات اللاشعورية ، حيث كتب عن اكتشافاته في كتاب جديد اسمه “The Interbrain” ، والذي تمت طباعته بواسطة مطابع جيسيكا كينجلسي .
وبناءً على ما ورد في صحيفة صنداي تليجراف ، فقد قال الأستاذ تاتوم : ” يُمكننا أن نعرف مشاعر الآخرين بطريقة مباشرة ، كما يُمكن معرفة الأمور التي تجذب انتباههم ، وهذا يعتمد على الاتصال المباشر والمتبادل بين عقولنا وعقول الآخرين ، حيث يمكنني تسمية ذلك بالبينية العقلية”.
التواصل العقلي واللغة وحاسة الشم :
يعتقد تاتوم أن اللغة تؤدي دورًا جزئيًّا في عملية التواصل العقلي بين البشر ، بينما يعمل العقل بجد من أجل جمع بعض الإشارات الصغيرة التي تساعد على التواصل الجيد ، وقد كتب هذا أيضًا في كتابه ، مُضيفًا أن القشرة الأمامية للمخ توجد بالقرب من منطقة الأنف ، وهذا قد يُفسر عمليات التواصل التي تحدث عن طرق حاسة الشم .
خطر استخدام وسائل التواصل الإلكترونية على التواصل العقلي :
كما قال : “إن تواجدنا وسط الزحام ، يجعلنا نمارس ما يمكن أن نطلق عليه تجاوزًا من منظورنا ووقتنا ومكاننا وقدرتنا” ، كما حذر من أنَّ التواصل عبر مكالمات الفيديو باستطاعته أن يقطع ذلك التواصل أو يُفسده .
وأضاف أيضًا : “تحدث العدوى العاطفية بسرعة الضوء ، وليس بسرعة النقل الألكتروني ، وذلك لأن التواصل وجهًا لوجه يكون مصحوبًا بالأصوات والإيماءات والروائح ، وربما بالتلامس أيضًا ، مما يعزز ذلك التواصل .
فائدة هذا الاكتشاف :
وجد العلماء بناءً على هذا الاكتشاف أن دماغ الإنسان تدرس النشاط الاجتماعي وتصرف الناس حولها ، فإذا تطابقت هذه “الموجات” فسيتمكن الناس ليس فقط من التواصل على نفس ذات الموجة بل وأيضا حضور اجتماعات أو حفلات على شكل مجموعات.