يقول الشيخ الدكتور سالم عبد الجليل: في شريعتنا الإسلامية السمحة علمنا الله تعالي أن قد كُتب الصوم علي كل الخلق فقال ” كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ “، واختار الله شهر رمضان لأنه الشهر الذي انزل فيه القرآن، فنحن أمة الإسلام نصوم رمضان لأنه الشهر الذي أُنزل فيه القرآن، معني هذا أننا نحتفي بالقرآن الكريم الذي جعله الله تعالي حياة لأرواحنا وراحة لنفوسنا، وجعله الله منهجا لدنيانا يسلمنا الي السعادة في أُخرانا، وقد جعل الله تعالي صيام رمضان احتفاءا بهذه الذكري العظيمة بتنزيل القرآن ولذلك نحن نحيي رمضان بالقرآن، فنصوم نهارا ونقوم بالقرآن ليلا، وما بين الليل والنهار نتخلق بأخلاق القرآن الكريم ، فلا صيام لمن لم يتخلق بأخلاق القرآن ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: ” مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ”، ومن ثمَّ يجب علي الكل أن يلتزم في هذا الشهر الكريم بالسلوك الحسن والأخلاق القويمة.
يقول عبد الجليل: كان النبي عليه الصلاة والسلام يفطر علي شربة ماء، أو يفطر علي لبن، أوعلي تمر ولبن إن كان موجوداً، وفى هذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ، فَإِنَّهُ طَهُورٌ”، ثم يدعوا بالدعاء المبارك: ” اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ، ذهب الظمأُ، وابتلَّت العروقُ، وثبت الأجرُ إن شاء الله”، ثم يصلي، وإذا كان هناك طعام يتناوله أو يصبر.
وكان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بعد صلاة المغرب والعشاء يقيم الليل بقدر الإمكان، فكان يقوم وينام إلا في العشر الأواخر فكان يقوم ولا ينام، وقبيل الفجر يتسع لقراءة القرآن حوالي ثلث ساعة، ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم ينوي الصيام كل يوم.
كان رسولنا الهادي شديد الحرص على السحور، كما يحث على تأخيره و كان قبيل الفجر ينتهي من سحوره وكان يتسحر مع إحدى زوجاته، أو أحد الصحابه، وكان يأكل قليلا من الطعام، وكان يقول “لا تزالُ أُمَّتِي بخيرٍ ما عجَّلُوا الفِطرَ وأخَّرُوا السُّحورَ.”