حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية الإسلام سؤال وجواب، حيث بدأ الكثير من الأشخاص يبحث عن موقف الشرع من الاحتفالات التي تقام في دول العام بمناسبة رأس السنة، ويُعتبر الحكم الشرعي من الأمور التي يهتم بها المسلمين في حياتهم، حيث أمر الله تعالى ورسوله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بالرجوع إلى مصادر التشتيع الاسلامي وهي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في أي مسالة دنيوية، ومن هذا المقال نقدم لكم حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية الإسلام سؤال وجواب.
حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية الإسلام
إن حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية الإسلام هو حرام، ولا يجوز للمسلم أن يحتفل بهذه المناسبة ولا حتى مشاركة الآخرين باحتفالاتهم، ويرجع السبب في أن المسلم لا يحتفل إلا بعيدين هما الفطر والاضحى، روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- ما يأتي: “قدِمْتُ المدينَةَ ولأهلِ المدينةِ يومانِ يلعبونَ فيهما في الجاهليَّةِ ، وأنَّ اللهَ تعالى قدْ أبدَلَكم بهما خيرًا منهما يومَ الفطرِ ويومَ النحرِ”.
- كما في الاحتفال براس السنة تشبه بالكفار، ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التشبه بالكفار، حيث قال: سول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: “منْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهوَ منهمْ”.
أقوال أهل العلم في الاحتفال برأس السنة الميلادية
هناك الكثير من الأقوال المتداولة حول الاحتفال برأس السنة الميلادية، ولقد عبر أهل العلم عن رأيهم بهذه المسالة الهامة مع الاستعانة بكافة الأدلة الشرعية، وفيما يلي نقدم أقوال أهل العلم في الاحتفال برأس السنة الميلادية:
- قال ابن القيم رحمه الله:
وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه.
- قال ابن تيمية شيخ الإسلام:
موافقة الكفار في أعيادهم لا تجوز من طريقين: الدليل العام، والأدلة الخاصة: أما الدليل العام: أن هذا موافقة لأهل الكتاب فيما ليس من ديننا، ولا عادة سلفنا، فيكون فيه مفسدة موافقتهم، وفي تركه مصلحة مخالفتهم، لما في مخالفتهم من المصلحة لنا، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) فإن موجب هذا تحريم التشبه بهم مطلقا، وكذلك قوله (خالفوا المشركين)، وأعيادهم من جنس أعمالهم التي هي دينهم أو شعار دينهم، الباطل، وأما الأدلة الخاصة في نفس أعياد الكفار، فالكتاب والسنة والإجماع والاعتبار دالة على تحريم موافقة الكفار في أعيادهم.
- قال الشيخ عبد الوهاب الطريري:
أن المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر، وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة؛ فإذا كانت المشابهة في أمور دنيوية تورث المحبة والموالاة، فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإن إفضاءها إلى نوع من الموالاة أكثر وأشد، والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان.
حكم التهنئة برأس السنة الميلادية
إن التهنئة برأس السنة الميلادية هي من مظاهر الاحتفال بالسنة الميلادية، ولقد ذكرنا لكم أن الاحتفال براس السنة غير جائز في الإسلام، كذلك لا يجوز التهنئة بقدوم راس السنة الميلادية، ولقد اتفق عدد كبير على من العلماء على تحريم الاحتفال والتهنئة بعيد راس السنة الميلادية، إلا هناك بعض العلماء أجازوا الاحتفال واستندوا على الأدلة التالية:
- يقول العلماء المجيزون للإحتفال برأس السنة الميلادية، أنه لا يوجد حرمة في ذلك، حيث يتم الاحتفال من باب اظهار الفرح بميلاد النبي عيسى عليه السلام، وشكر الله تعالى على إرساله رسولاً للبشرية.
- أيضًا، استندت دار الافتاء في تحليل الاحتفال برأس السنة الميلادية، حديث يروي أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قدم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، “فَقالوا: هذا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وهو يَوْمٌ نَجَّى اللهُ فيه مُوسَى، وأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ، فَقالَ: أَنَا أَوْلَى بمُوسَى منهمْ. فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ”.
- كذلك يجوز تهنئة المسيحين بعيدهم الذين يسكنون بجواركم، لقوله تعالى: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.
وصلنا لنهاية المقال، وفيه عرضنا حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية الإسلام سؤال وجواب، كما وضعنا لكم موقف الشرع الاسلامي من التهنئة برأس السنة الميلادية، وأقوال أهل العلم في الاحتفال برأس السنة الميلادية.