لقد تفضل الله على عبادة بليلة مباركة تعد فضل من ألف شهر، وهي ليلة القدر الكريمة، ويطلق عليها أسماء عدة منها ليلة التنزيل، ليلة الخير، ليلة الفصل، ليلة القرآن وقد ذكر القرآن الكريم كل تلك الأسماء.
لماذا سيمت ليلة القدر
لقد اصطفي الله من الليالي ليلة القدر، وهي ليلة من ليالي شهر رمضان الكريم، وتكون في العشر الأواخر من الشهر الفضيل، وهي ليلة نزول القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن جزيل بركتها أن سورة “القدر” سمية على تلك الليلة، قال تعالى، {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}.
دعاء ليلة القدر الذي أوصى به الرسول
وأما سبب تسميتها بالقدر فيرجع ذلك إلى عدة أسباب منها:
قال ابن عباس رضي الله عنهما، لأن الله سبحانه وتعالى يقدر فيها للإنسان مقاديره من الآجال والأرزاق والسعادة والشقاء تلك السنة وحتى ليلة القدر التالية، الدليل على ذلك قول ربنا تبارك وتعالى في سورة الدخان {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}.
وأيضا سمية بالليلة القدر للتعظيم من قدر الليلة، وبيان عظيم شرفها عن بقية الليالي.
ودعاء ليلة القدر الذي أوصى به الرسول هو :
« اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»
فضل ليلة القدر
تناول القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، بيان فضل تلك الليلة وما فيها من بركة عظيمة وفضل مضاعف، وأن تلك الليلة لا تعادلها ألف ليلة، أي طاعة واحدة يفعلها المسلم خير له من عمل طاعة في ألف شهر، وهي ليلة غفران الذنوب كما أخبرنا النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه في الحديث الشريف [من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر الله له ما تقدم من ذنبه].
علامات ليلة القدر
كما ذكرنا سابقًا أن ليلة تكون في العشرة الأواخر من شهر رمضان المبارك، التي على المسلم أن يتحرى وقتها لقول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، [ تحروا ليلة القدر في العشرة الأواخر من رمضان] وفي رواية أخرى للنبي صلوات ربي وسلامه عليه [ في الوتر من العشرة الأواخر من رمضان]، واختلف العلماء في تحديد موعد ليلة القدر، وأن الله أخفاها حتي يجتهد المسلم في العبادة.
لكن هناك بعض العلامات التي تدل على ليلة القدر، وهي نقاء وصفاء الجو، وشعور الإنسان بسكون في النفس، أن يشعر المسلم أنه موفق للدعاء، ويشعر بأقبال على الله، ويكون الجو فيها معتدل، وخروج الشمس في اليوم التالي لها بدون شعاع.