مرض الزهايمر يصيب مخ الإنسان ويعمل على ضمور خلاياه بشكل سريع في حال عدم اكتشافه من البداية والعمل على علاجه والتقليل من أعراضه.
يسمي مرض الزهايمر بمرض خرف الشيخوخة ويصيب عادة كبار السن، فهو يزيد من فرص نسيانهم للأسماء والأشخاص والمواقف والتواريخ وكل ما هو محيط بهم، بالإضافة إلى الإصابة بالهلاوس والجنون في حالات متطورة.
ولهذا عليك معرفة كل التفاصيل عن المرض، من أسباب وأعراض وكيفية تشخيصه وطرق المتبعة في علاجه.
أسباب مرض الزهايمر
هناك نسبة كبيرة من المصابين بمرض الزهايمر لا يعرفون ما الذي أدى بهم إلى هذه الحالة، وخاصة إذا كانت متأخرة للغاية، لذلك عليك بمعرفة الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض الزهايمر:
السن:
من أبرز الأمور التي تصيب الإنسان بمرض الزهايمر، إذ يظهر عادة بعد تخطى سن الـ 65 عاما، وإذا ظهر في سن قبل ذلك تكون في حالات نادرة للغاية.
ينتشر مرض الزهايمر بين الأشخاص من عمر 65 عاما لـ 74 عاما بنسبة 5%، بينما الأشخاص الأكبر من 75 عاما وحتى 85 وما فوق كبار السن يكون بنسبة 50%.
التاريخ العائلي والعامل الوارثي:
يكون نسبة الإصابة بمرض الزهايمر أكبر لدي الأشخاص الذين قد عانى أحد أفراد عائلتهم سواء الأب أو الجد أو الجدة أو آباء الأجداد بهذا المرض، لأنه من أكثر الأمراض التي تنتقل بعامل الوراثة والجينات.
الجنس:
هناك دراسات ونظريات طبية علمية، تؤكد أن السيدات هن الأكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر أكثر من الرجال، وذلك يعود لعدة أسباب منها أن النساء يعيشن سنوات أكثر من الرجال، بالإضافة إلى أنهم يتحملون أعباء المنزل والأولاد والمواعيد والدراسة والعمل وغيرها من الأشياء الكثيرة على مدار سنوات عمرهن، وبالتالي يصبن بالزهايمر عند الكبر.
عيوب إدراكية:
قد يكون سبب الإصابة بمرض الزهايمر، معاناة الشخص من عيوب إدراكية بسيطة خلال مراحل حياته، مما يجعلها تتطور بشكل سريع مع الزمن وتحولها إلى مرض الزهايمر عند الكبر.
أسلوب الحياة:
يساعد أسلوب الحياة عند الأشخاص على زيادة فرص إصابتهم بالأمراض من عدمه، وخاصة مرض الزهايمر لأنه من الأمراض التي تزيد نتيجة تضاعف إصابة الإنسان بأمراض جسدية أخرى مثل مرض القلب وضغط الدم المرتفع وفرط الكوليسترول في الدم وداء السكري وغيرها من الأمراض.
ولذلك تعد المواظبة على التمارين الرياضية وتناول الأطعمة الصحية من أهم ضروريات الحياة، لأنها تزيد من تدريب الدماغ ونشاط العقل، وذلك يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
المستوى التعليمي:
رغم أنه سبب ضعيف ولا يمكن الاعتماد عليه، إلا أن هناك دراسات أكدت على وجود علاقة قوية بين الأشخاص ذوي المستوى التعليمي المنخفض وبين خطر الإصابة بمرض الزهايمر، لكن السبب الدقيق لهذه الدراسة غير واضح حتى الآن.
وفسر بعض العلماء هذه الدراسة على أساس أنه كلما تم استخدام العقل والدماغ بشكل أكبر، كلما تم إنشاء المزيد من مناطق التماس والاتصال بين الخلايا العصبية في المخ، وبالتالي يتم تشكيل احتياطي أكبر عن بلوغ سن الشيخوخة.
حادث قوي:
يمكن للشخص الإصابة بمرض الزهايمر، عندما يتعرض لحادث قوي للغاية وخاصة في منطقة الرأس، لأنه يؤدي إلى حدوث خلل في خلايا المخ، وتعمل على فقدان المعلومات التي يحملها الدماغ على مدار سنوات طويلة.
البروتينات المتراكمة:
كشفت بعض الدراسات الحديثة أن هناك سبب رئيسي وراء الإصابة بمرض الزهايمر، وهو تراكم البروتينات على خلايا المخ مما يصيبها بالأضرار وتدمير المسارات الموجودة في المخ، وبالتالي يصاب المرء بمرض الزهايمر.
التطعيمات:
بالفعل تسبب عدم الألتزام بتناول التطعيمات التي تتم من أجل منع الإصابة بهذا المرض، على زيادة فرص الإصابة بها مع التقدم في العمر، ولذلك لا يجب الإهمال في تناول الأمصال والتطيعمات التي تظهر مفعولها على المدى الطويل لأنها هامة للغاية في صحة الإنسان.
أعراض مرض الزهايمر
يمر مرض الزهايمر بعدة مراحل عند الإصابة، ولكل مرحلة من تلك المراحل أعراض وعلامات مختلفة ومتطورة، وتختلف سرعة تدهور الحالة من شخص لآخر على حسب طبيعته ونمط حياته والأمراض المصاب بها والعلاجات التي يتناولها وغيرها من العوامل.
وعند بداية المرض يشعر الإنسان ببعض الاضطرابات والتشوش وصعوبة التذكر ثم يزداد الأمر سوءًا من مرور الأيام من دون الاكتشاف والتشخيص وتحجيم المرض بالعلاجات اللازمة.
وتكون أعراض مرض الزهايمر على النحو التالي:
اضطرابات العقل والذاكرة:
البداية مع النسيان وفقدان الذكرة العرضي والذي يستمر مع العديد من الأشخاص ويتحول إلى مرض الزهايمر، ولكنه من المشاكل التي تزداد سوءًا مع مرور الأيام وتؤثر على نفسية الشخص وحياته.
وتظهر اضطرابات الذاكرة على النحو التالي:
- تكرار الأسئلة والجمل لأكثر من مرة مع عدم إدراك هذه المشكلة.
- النسيان المتكرر للكلام والحوارات التي تمت من فترة بسيطة وقد تكون دقائق أو ساعات.
- وضع الأشياء في أماكن مختلفة ونسيان تلك الأماكن نهائيًا.
- عدم الانتباه للطرق والضياع في أماكن تمر عليها يوميًا.
- إيجاد صعوبة في ترتيب الكلام والنطق الصحيح للحروف.
- عدم الإمكانية في المشاركة في المحادثات والحوارات التي تدور بجانب المريض.
- نسيان أسماء أفراد العائلة وأسماء الأغراض المستخدمة يوميًا.
- عدم الإحساس بالوقت والشعور بالضياع الدائم.
- تغيرات متعددة في شخص المصاب بمرض الزهايمر وسلوكه، إذ يؤثر المرض على المشاعر والأفعال وطريقة الكلام.
- يمكن لمرض الزهايمر أن يصيب المريض بأعراض لأمراض أخرى متعلقة بالشخصية والحالة المزاجية التي يمر بها المصاب ومنها: الاكتئاب، الخوف، الانطواء، العزلة، العناد المستمر، انعدام الثقة في الآخرين، المزاج المتقلب، العدوانية.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات اللازمة وعدم الاستجابة للأمور اليومية التي كان يفعلها المريض من قبل مثل احتراق الطعام منه، عدم القدرة على تناول الطعام بمفرده، عدم القدرة على اتخاذ الإجراءات اللازمة في حال الوقوع في مشكلة ولو بسيطة.
تشخيص مرض الزهايمر
يحتاج مرض الزهايمر إلى تشخيص دقيق من قبل أطباء متخصصين في المجال، وذلك من خلال الفحص المجهري للكشف عن اللويحات والحبيكات.
اللويحات:
هي البروتينات المتراكمة على المخ والتي تصيبه بأضرار في عملية الاتصال بالخلايا وتسبب تدميره والإصابة بمرض الزهايمر.
الحبيكات:
وهي الجزء الداخلي في خلايا الدماغ ويكون سليم في حالة وجود بروتين يدعى تاو، وفي حالة مرضى الزهايمر تحصل تغيرات في ألياف هذا البروتين الذي يؤدي إلى تلفه.
وهناك عدة إجراءت معملية أخرى يمكن من خلالها الكشف على الإصابة بمرض الزهايمر:
- فحوصات مخبرية.
- اختبارات مسح الدماغ.
وتتم من خلال الأشعة التالية: التصوير بالرنين المغناطيسي، التصوير المقطعي المحوسب، التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
علاج مرض الزهايمر
حتى الآن لا يوجد علاج يشفى نهائيًا من الإصابة بمرض الزهايمر، ولكن يمكن السيطرة عليه الخلايا الدماغية والتخفيف من الأعراض والتقليل من سرعتها من خلال بعض العلاجات ومنها:
العلاجات الداوئية التي يصفها الطبيب على حسب الحالة الصحية للمريض والعلاجات والأدوية الأخرى المستخدمة.
العلاجات الأخرى وهي طرق وتقنيات مستخدمة في المساعدة على التذكر وعدم النسيان بشكل كبير بالإضافة إلى التأقلم مع الوضع الجديد ومعرفة أسبابه والعمل مع الأعراض بطرق بسيطة حتى لا يزيد من خطورة الإصابة بمضاعفات مرض الزهايمر.