تَقع الغدة الدرقية أسفل الرقبة، تَحديدًا أمام القصبة الهوائية، تأخذ شكل الفراشة، تَنتج هرمونات تُساعد في تَعزيز صحة الجسم وعمل الأجهزة الأخرى، في حالة عدم قدرتها على إفراز الهرمون تُسمى تلك الحالة (قصور نشاط الغدة الدرقية)، أما إن كانت يَتم إفرازه بكميات كبيرة يُطلق عليها فرط نشاط الغدة الدرقية، والذي سَنَتحدث عنه في هذا المقال في كل ما يَتعلق حوله.
فرط نشاط الغدة الدرقية
تَنتج الغدة الدرقية نوعان من الهرمونات الأساسية كلاهما يَتحكمان في طريقة استخدام الجسم للطاقة، بالإضافة إلى أنهما يَعملان على تَعزيز وظائف التمثيل الغذائي، بواسطة تلك الهرمونات، وعند حدوث فرط نشاط الغدة الدرقية يَنتج بسبب إفراز الهرمونات بكميات أكثر من المطلوب ويَرجع ذلك لعدة أسباب مثل
- ارتفاع مُستوى اليود T4 ,T3 والذي يُعتبر عامل أساسي في الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية.
- الإصابة بالأورام في المبايض أو الخصيتين.
- الإصابة بالأورام الحميدة إما في الغدة النُخامية أو في الغدة الدرقية.
- إدخال كميات كبيرة من يودوثيرونين في الجسم إما عن طريق المكملات أو تَناول أحد الأدوية.
- التهاب الغدة الدرقية.
- وجود عقيدات في الغدة الدرقية.
- الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية
تَتسبب تلك الحالة في ظهور بعض الأعراض وهذه هي الأعراض الأكثر شيوعًا
- فقدان الوزن الغير مٌبرر بجانب تَناول كميات كبيرة من الطعام.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- القلق واضطرابات الحالة المزاجية.
- العرق الزائد.
- الارتعاش.
- اضطرابات في مراكز الإدراك مع عدم التَركيز.
- الحكة الشديدة.
- نَمو الثدي لدى الرجال.
- تَرقق الشعر والأظافر.
- تَساقط الشعر والأظافر.
- الضعف العام.
- العصبية الزائدة.
- القيء والغثيان.
- الحاجة المُتكررة للتبول.
- فقدان الرغبة الجنسية.
- العطش المُستمر.
- ضعف العضلات.
- عدم تَحمل الحرارة.
- الاهتزاز بشكل مٌفاجئ.
- الإعياء.
- زيادة حركة الأمعاء بشكل مَلحوظ.
- تَرقق الجلد والبشرة.
- اضطرابات في الدورة الشهرية لدى النساء.
وقد تَزداد الأعراض في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية لدى كبار السن فتَشمل على
- حدوث فشل في القلب.
- الارتباك والهذيان بشكل مُستمر.
- ارتفاع ضغط الدم بصورة مُفاجئة.
- الحمى والقشعريرة.
أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية الجسدية
لعل تلك الأعراض التي تَجعل المريض يَعلم أنه يُعاني من مشكلة بالغدة الدرقية مثل
- تَورم منطقة الرقبة والذي يَنتج من تَضخم الغدة الدرقية.
- خفقان القلب المُستمر.
- الرعشة المُستمرة.
- احمرار راحة اليدين.
- دفء الجلد مع التَعرق الزائد.
- ظهور الطفح الجلدي والذي يُرافقه الشعور بالحكة، وتُعرف تلك الحالة باسم ( الشري).
- ظهور مشاكل في العين مثل تَشوش الرؤية، جفاف العين، الاحمرار.
متى يَجب استشارة الطبيب على الفور
تَظهر بعض الأعراض التي تٌشير تَدهور الحالة، والتي يَجب فور ظهورها طلب المُساعدة الطبية على الفور مثل
- الدوخة والإغماء.
- ضيق في التنفس بصور بالغة الخطورة.
- فقدان الوعي التام.
- سرعة ضربات القلب بشكل غير مُنتظم.
وبعد التَعرف على أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، ومتى يَجب طلب المُساعدة، عند ظهور أي عرض من الأعراض السابقة يٌرجى التوجه الفوري للطبيب لعمل اللازم والحصول على العلاج المناسب على الفور”.
كَيف يَتم تَشخيص فرط نشاط الغدة الدرقية
بعد ظهور الأعراض التي تٌشير بوجود مُشكلة صحية يَجب زيارة الطبيب للقيام بالتَشخيص السليم والذي يَمر بتلك الخطوات
- يَبدأ الطبيب في معرفة ما هي الأعراض التي يُعاني منها المريض، ووقت ظهورها، بجانب معرفة التاريخ المرضي، والعائلي.
- أهم الخطوات في التَشخيص هي مُلاحظة الأعراض الظاهرية على المريض مثل مُلاحظة جحوظ العين، والتَورم حول منطقة الرقبة، فقدان الوزن، قياس مُستوى ضغط الدم، وسرعة النبض.
- إجراء فحص مُستوى هرمون المُنبه الغدة الدرقية TSH.
- فحص مُستوى الكولسترول في الدم للتَحقق من هرمون الغدة الدرقية T4 ,T3.
- من أهم الفحوصات التي يَهتم الطبيب بإجرائها اختبار الدهون الثلاثية والتي تُوضح انخفاض الدهون الثلاثية، والذي يَتسبب في ارتفاع مُستوى مَعدل التمثيل الغذائي.
- فحص التَصوير بالموجات فوق الصوتية للتَحقق من حجم الغدة الدرقية، وللتَحقق من وجود أي كتل داخلها، وفي حالة وجود معرفة إن كانت كيسية أو صلبة.
- في بعض الحالات يأمر الطبيب بإجراء فحص التَصوير بالأشعة المقطعية أو بالتَصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على صور مُفصلة أكثر وضوحًا ورم بالغدة الدرقية.
- فحص الغدة الدرقية والذي يَتم عن طريق قيام المريض بابتلاع كمية من اليود المُشع أو الحصول عليها عن طريق الحقن، ومُلاحظة وتَقييم قدرة الغدة على امتصاصه بالإضافة إلى تَغير شكل وحجم الغدة الدرقية.
طرق علاج فرط نشاط الغدة الدرقية
بعد المرور بمرحلة التَشخيص، والتأكد من حدوث حالة فرط النشاط يَستطيع الطبيب تَحديد خطة العلاج المُناسبة لحالة المريض والتي تَكون بثلاث طرق
أولًا: العلاج بالأدوية
والتي يُستخدم فيها بعض الأدوية تٌعرف اسم (الثيوناميدات)، والتي تٌستخدم في الغالب في جميع حالات فرط نشاط الغدة الدرقية، عن طريق إيقاف هرمونين الغدة الرئيسية ويُعتبر تلك الأنواع هي الأكثر استخدامًا
- CARBIMAZOLE.
- PROPYLTHIOURACIL.
- يَتم فيها تناولها لمدة تَتراوح من شهر إلى شهرين أو حسب ما تَحتاج الحالة، وفي تلك الفترة يَطلب الطبيب إجراء تَحليل الدم لمُراقبة مُستوى الهرمون.
- بالإضافة إلى استعمال بعض الأدوية الأخرى التي تُساعد في التَخفيف من الأعراض التي تَتسبب في الشعور بالألم، مثل حاصرات بيتا.
- لا يُمكن التوقف عن تَناول الأدوية التي يأمر الطبيب بصرفها فقد يأمر بالاستمرار في تناولها مدى الحياة، أو لبعض الوقت، وفي حين الانتهاء عن تَناولها يَتم إيقافها بشكل تَدريجي.
ثانيًا: علاج فرط نشاط الغدة الدرقية باستخدام اليوم المُشع
- العلاج باليود المُشع هي أحد طرق العلاج المُستخدمة في علاج فرط نشاط الغدة الدرقية، وهو قسم من أقسام العلاج الإشعاعي، والذي يٌساهم في تَدمير بعض خلايا الغدة الدرقية التي تُنتج الهرمون، وبالتالي تَقل الكمية التي يَتم إفرازها ويَتم العلاج على مدار أسابيع أو شهور بطريقتين.
- الطريقة الأولى عن طريق تَناول مشروب أو كبسولة تَحتوي على جرعة من اليود، ثم التَعرض للإشعاع حتى تَستطيع الغدة الدرقية على امتصاص اليوم.
- بعد العلاج باليود يَتم صرف بعض الأدوية للمريض يَستمر في تناولها عدة أشهر أو لفترة طويلة يُحددها الطبيب مثل carbimazole أو propylthiouracil.
- يَتطلب بعد العلاج باليوم المٌشع منع الحمل لمدة 6 أشهر للمرأة، وللرجل عدم الإنجاب لمدة 4 أشهر.
ثالثًا: العلاج بالجراحة
في حالة فشل العلاج بالأدوية، أو باليود المُشع، أو إن كنت حالة المريض مُتفاقمة، وتَحتاج للتَدخل الفوري، يَظل خيار العلاج بالجراحة هو الأفضل، لأنه قد تؤثر حالة فرط النشاط في تَضخم الغدة بشكل مُبالغ فيه أو حدوث مٌضاعفاتها بحدوث مشاكل في العين مثل
- جفاف العين.
- تَشوش الرؤية.
- ضعف الرؤية.
- احمرار العين بشكل مُبالغ فيه.
- انتفاخ العين.
- حساسية الضوء.
- تَورم العين وسحب الجفون.
- انتفاخ العين.
- وجود خطر احتمالية فقدان البصر، خاصًة وإن كان المريض يُعاني من مشاكل في العين.
- تَتم الجراحة بإزالة الغدة الدرقية بالكامل، أو إزالة جزءً فقط حسب ما تَستدعي حالة المريض إذ أنه في حالة إزالتها بالكامل سَيخضع المريض لتَناول الأدوية والمُكملات التي تُساعد في تَعويض الجسم الهرمونات التي لا تَستطيع الغدة على إفرازها، وبالتالي احتمال الإصابة ب فرط نشاط الغدة الدرقية.