اكتشاف جديد يعيد النظر في نظرية تطور الإنسان

اكتشاف جديد يعيد النظر في نظرية تطور الإنسان

أعلن العلماء الذين قاموا بفحص الجمجمة التي تم العثور عليها في الصين ، بأنها تثبت أن نظريتنا الحالية التي تفسر كيف نشأ البشر قد تكون خاطئة ، حيث يعتقد معظم علماء الإنسان (الأنثروبولوجيا) ، أن جنسنا البشري قد ظهر في أفريقيا منذ 200 ألف عام ، ثم لم تبقَ منه إلا مجموعة واحدة فقط بعد مرور 80 ألف عام ، والتي انتشرت حول العالم .

اكتشاف جديد يعيد النظر في نظرية تطور الإنسان

سقوط النظرية القديمة للتطور :
أثبتت الأبحاث الحديثة أن بعض الصفات الهامة للبشر، قد تطورت في شرق آسيا مما يدحض هذا الاعتقاد السائد بأن البشر جميعًا قد جاءوا من أفريقيا .

في الواقع قد تكون هناك عصور من التداخل والاختلاط ، بمعنى انتقال هؤلاء البشر الأوائل في آسيا إلى أفريقيا ذهابًا وإيابًا ، وهذا يعني – إذا كان الباحثون على صواب – أن البشر المعاصرون يحملون خليطًا من الحمض النووي والجينات لأسلافهم القادمين من آسيا وأفريقيا.

وتمثل هذه القصة تطورًا للنظرية التي رُفضت لعقود من أكبر الأكاديميين حول العالم ، وزعم بعضهم أنها أٌلِّفت فقط من أجل أن تؤكد على دور الصين ، ولكن إذا صحت الادعاءات الحديثة سيتضح أن تلك النظرية التي طالما سخروا منها صحيحة.

حقيقة جمجمة الصين “دالي” :
إن تلك الجمجمة التي عثروا عليها في الصين ، منذ أربعين عامًا تدعى “جمجمة دالي” ، وتعود إلى أحد أفراد نوع أوَّلي من أسلافنا يدعى “الإنسان المنتصب/ هومو إريكتوس” ، وكانت الجمجمة سليمة لدرجة مدهشة حتى أن العلماء استطاعوا رؤية الوجه وتجويف الدماغ بنفس الحالة الذي كان عليها عندما كان مالك الجمجمة حيًا منذ 260 ألف عام .

ومن المدهش أيضًا أن تلك الجمجمة تتشارك في بعض التشابهات الغريبة مع النوع الحديث الذي يدعى “الإنسان العاقل / هومو سابينز/ وهو النوع الوحيد غير المنقرض من بني البشر” ، كما أثبتت الأبحاث الحديثة أنها تتشارك مع النماذج التي عُثر عليها في المغرب في تشابهات كثيرة ،أكثر مما توقع العلماء ، مما يثير كثيرا من التساؤلات .

حقيقة أن البشر الأوائل المنعزلون خاطئة :
أكد الباحثان شينسي من الأكاديمية الصينية للعلوم وشيلا أثريا من جامعة تكساس : أنه بجمع كل تلك الأدلة معًا يتضح أن البشر لم يتطورا في أفريقيا كما كان مُعتَقدًا منذ زمن طويل ، فتلك التشابهات تثبت أن البشر الأوائل لم يكونوا منعزلين في مكان واحد أثناء تطورهم ، بل انتقلوا من مكان لمكان مما أدى إلى مشاركة الخصائص الجينية في كثير من أنحاء العالم .

ويأمل العلماء حاليًا في إجراء مقارنات مفصلة أكثر بين جمجمة دالي والجماجم التي عُثِر عليها في المغرب ، حتى يفهموا لماذا تتشابه جمجمة دالي مع هذه الجماجم ، في حين تختلف مع النماذج المكتشفة بالبشر الأوائل .

إنضم لقناتنا على تيليجرام