القضاء هو تقدير الله عز وجل في كل الأشياء ، وعلمه سبحانه وتعالى بكل شيء سيقع وطريقة وقوعه حسب ما قدره سبحانه وتعالى ، وقد أقر بعض العلماء بأنه لا فرق بين القضاء والقدر ، ولكن بعض العلماء عرفوا القدر بأنه توجيه الأسباب بقدر معلوم .
والإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أصول الإيمان بالله ، والتي لا يكتمل إيمان الإنسان إلا بها ، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الإيمان هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره ” .
وهناك أربعة مراتب للإيمان بالقضاء والقدر كما وضح العلماء ، وهذه المراتب هي : العلم والكتابة وأن إرادة الله تقع لكل الأشياء في هذا الكون والخلق والإيجاد .
مراتب الإيمان بالقضاء والقدر
المرتبة الأولى : العلم
إن المرتبة الأولى من مراتب الإيمان بالقضاء والقدر هي العلم ، وهي تعني الإيمان بأن علم الله سبحانه وتعالى شامل كل شيء وكل أمر، وأنه سبحانه وتعالى محيط بكل شيء علمًا ، وأنه عالم الغيب والشهادة ، وعالم بما هو كائن وبما سيكون ، وما لم يكن لو كان كيف سيكون .
المرتبة الثانية : الكتابة
أما المرتبة الثانية من مراتب الإيمان بالقضاء والقدر هي أن يضع الإنسان نصب عينيه في كل وقت أن الله سبحانه وتعالى قد كتب كل أمر يخص الخلق في اللوح المحفوظ ، سواء كان صغيرًا أو صغيرًا ، وهذه الأمور قد كتبت قبل أن يخلق الله عز وجل الكون ، وذلك مصداقًا لقول رسول الله صلى الله عليه سلم “كتب الله المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ، قال وعرشه على الماء ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما قال عز وجل في سورة الأنعام ” وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴿٣٨﴾ ” والكتاب هنا هي اللوح المحفوظ .
والإيمان بالكتابة يستلزم من الإنسان الرضا والاطمئنان ، وعدم الاكتراث لتدابير البشر ، لأن كل أقداره مكتوبة ، وأنه حتى لو اجتمع الإنس والجن ليضروره بشيء ، فإنهم لن يضروه أو ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله سبحانه وتعالي له .
المرتبة الثالثة : الإيمان بنفاذ حكم الله
فأمر الله تعالى نافذ في كل شيء ، ماضِ فينا حكمه في كل شيء كان أو سيكون ، وما من شيء يتحرك في هذا الكون إلا بأمره فهو سبحانه يجري السحاب وينزل الغيث ويرسل الرياح لتهلك ما يشاء أو تمنع الضر عمن يشاء ويعلم ما في الأرحام ، وما من دابة في الأرض إلا وحكم الله تعالى نافذ بها ، يقول عز وجل في سورة التكوير “وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) ” .
المرتبة الرابعة : الخلق والإيجاد
الخلق والإيجاد يعني أن نؤمن بأن الله تعالى خالق الكون كله ، قال تعالى في سورة الزمر ” اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) صدق الله العظيم ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ” إن الله يصنع كل صانع وصنعته ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .