أركان الصلاة وواجباتها وشروطها وسننها عند المالكية والشافعية والحنابلة

أركان الصلاة وواجباتها وشروطها وسننها عند المالكية والشافعية والحنابلة

الصلاة هي ركن من أركان الإسلام، وهي عماد الدين وأول ما يسأل عنه المسلم بعد موته، هي الصلة بين العبد وربه، إذا صلحت صلح الأمر كله وإذا فسدت فسد الأمر كله، هي فرض على كل مسلم بالغ عاقل، فرضها الله في الإسراء والمعراج، وعددها خمسة فروض يومياً، وفيما يلي في معلومة سوف نتحدث بالتفصيل عن أركان الصلاة وواجباتها وشروطها وسننها عند المالكية والشافعية والحنابلة.

أركان الصلاة وواجباتها وشروطها وسننها عند المالكية والشافعية والحنابلة

ما هي أركان الصلاة 

ركن الصلاة هو الأمر الذي لا تصح الصلاة بدونه، فلا يمكن تركه سهواً أو عمداً أو جهلاً.

ومن أركان الصلاة ما يلي:

النيّة:

  • الركن الأول من أركان الصلاة.
  • معناه قيام المصلي بعزم النية على تأدية الصلاة.
  • كما يتطلب الأمر من المصلي أن يحدد نوع صلاته سواء فرض أم سنة.
  • أيضا يحتاج إلى تحديد الصلاة التي يؤديها، هل هي صلاة الظهر أم العصر وهكذا.

القيام في الفرض للقادر:

  • عند تأدية الصلاة على المصلي أن يقف بلا اعوجاج أو انحناء.
  • ويشترط الوقف في صلاة الفرض في حالة المقدرة.
  • كما أن صلاة السنن لا يشترط فيها الوقف في الصلاة.

تكبيرة الإحرام:

  • تلك التكبيرة التي يقوم فيها المصلي بالإعلان عن دخوله في الصلاة.
  • يرفع يديه إلى الأذن و يقول “الله أكبر”.
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللّهِ – صلى الله عليه وسلم: (إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ).

قراءة الفاتحة:

  • تعد قراءة سورة الفاتحة في كل الركعات من أركان الصلاة، فلا تصح الصلاة بدونها.
  • تقرأ السورة سواء كانت الصلاة فرض أو سنة، وسواء كانت الصلاة جهرية أو سرية.
  • قال رسول الله ﷺ في حديث يرويه عبادة بن الصامت: (لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ).

الرّكوع:

  • قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا).
  • لذا فإن الركوع ركن من الأركان الأساسية حتى تصح الصلاة.
  • يكون الركوع عبارة عن انحناء المصلي حتى تلمس يديه ركبتيه.
  • كما عليه أن يجعل ظهره مستوياً، وتكون الرأس في مستوى الظهر.

الاعتدال من الرّكوع:

  • وهو قيام المصلي بالوقف معتدلاً مطمئناً بعد تأدية الركوع.

السجود:

  • يسجد المصلي سجدتين في كل ركعة.
  • يقوم المصلي بالسجود على أعضائه السبعة وهي: الأنف واليدين والركبتين وكذلك أطراف الأصابع للقدمين.

الجلوس بين السجدتين: 

  • يقوم المصلي بالجلوس بين السجدتين سواء كانت الصلاة فرض أو سنة.
  • وذلك استناداً إلى قول السيدة عائشة رضي الله عنها: (أنَ النَّبِيُّ ﷺ إذا رفع رأسَهُ من السجدَةِ؛ لَمْ يَسْجُدْ حتَّى يستَوِيَ جالِسًا).
  • من السنة أن يجلس المصلي مفترش على القدم اليسرى، كما عليه أن ينتصب على القدم اليمنى مع مراعاة توجيهها إلى القبلة.

الطمأنينة في كل ركن من الأركان: 

  • ينبغي على المصلي السكون بمقدار الذكر المطلوب منه، وذلك حتى تتحقق الطمأنينة.

الجلوس للتشهُّد الأخير:

  • التشهد الأخير يعد من أركان الصلاة فهو فرض بدونه لا تصح الصلاة.
  • كما أن الجلوس للتشهد له نفس حكم الفرضية، فيجب على المصلي الجلوس لتأدية التشهد الأخير.
  • ويردد المصلي في التشهد ما يلي: (التحيَّاتُ للهِ، والصلَواتُ الطيِّباتُ، السلامُ عليْكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، السلامُ علينا وعلَى عبادِ اللهِ الصالحينَ). 

التسليم بعد التشهد الأخير: 

  • يعد التسليم هو آخر ركن من الأركان.
  • يقوم المصلي بالالتفات إلى اليمين، ويقول “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
  • كما يقوم بالالتفات إلى اليسار قائلاً: “السلام عليكم ورحمة الله”.
  • وذلك استناداً إلى قول السيدة عائشة رضي الله عنها: (أنَ مرحبا ﷺ يَخْتِمُ الصَّلاَةَ بِالتَّسْلِيمِ).
  • وقد ورد أنه من الممكن أن يكون التسليم في صلاة السنة أو الجنازة، تسليمة واحدة فقط.

الترتيب بين الأركان:

  • يراعى أن يقوم المصلي بأداء الصلاة بنفس ترتيبها.
  • بحيث لا تصح الصلاة إذا قام المصلي بالسجود قبل الركوع، أو الركوع قبل قراءة الفاتحة.

واجبات الصلاة

هناك واجبات في الصلاة، في حالة ترك واجب منها من قبل المصلي ولم يكن متعمداً ذلك، ليس عليه الإتيان به، ويمكن أن يسجد المصلي سجدتي السهو، ومن تلك الواجبات ما يلي:

تكبيرات الانتقال:

  • وتكون تلك التكبيرات قبل بداية الانتقالات وعند نهايتها.
  • كما أن تكبيرة الإحرام غير مصنفة ضمن تلك التكبيرات.

التسميع:

  • وهو قول “سمع الله لمن حمده” بعد القيام من الركوع، سواء من قبل الإمام أو المصلي المنفرد.

التحميد:

  • حيث يقول المصلي “ربنا ولك الحمد”.

التسبيح في الركوع: 

  • قول المصلي أثناء الركوع “سبحان ربي العظيم”.

التسبيح في السجود:

  • بأن يقول المصلي أثناء السجود “سبحان ربي الأعلى”.

الاستغفار بين السجدتين:

  • حيث يقول المصلي في الجلوس بين السجدتين “رب اغفر لي”.

التشهّد الأول والجلوس له:

  • هناك تشهد بعد تأدية ركعتين من الصلاة.
  • وهو ليس من أركان الصلاة ولكنه من واجباتها.

شروط الصلاة

يعرف الشرط بأنه الأمر اللازم القيام به حتى يصح الأمر، وليس جزءاً من الأمر.

وهناك عدة شروط للصلاة بدونها لا تصح الصلاة ومن تلك الشروط ما يلي:

شروط الوجوب    

الإسلام:

  • حيث أن الصلاة فرض على كل مسلم بالغ عاقل يؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
  • لا تسقط الصلاة عن المسلم لأي ظرف، إلا أنها تسقط عن المرأة خلال فترة الحيض أو النفاس.
  • لذا نجد أن شرط لقبول الصلاة هو الإسلام، فهي لا تقبل من أصحاب العقائد لأنهم غير مسلمين.

العقل:

  • يعد العقل من شروط الصلاة، حيث أن المجنون أو المريض عقلياً تسقط الصلاة من عليه.

البلوغ:

  • يكلف المسلم بالصلاة ويحاسب عليها عند سن البلوغ.
  • أما الصبي فعلى والديه تعويده على الصلاة من سن سبع سنوات، والعقاب عليها عند سن العشر سنوات، والجدير بالذكر أنه ليس مكلف بها شرعاً وإنما ذلك من باب التعود.

الخلو من الموانع الشرعية:

  •  والمقصود بها فترة الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة، وذلك لأن تلك الفترات تكون بمثابة عذر شرعي للمرأة بعدم الصلاة.
  • كما يجب التنويه أن المرأة غير مطالبة بقضاء الصلاة بعد انتهاء ذلك العذر.

شروط الصحة:

الطهارة:

  • وهي شاملة الطهارة من الحدث الأصغر وهو دخول الخلاء، وتكون الطهارة بالوضوء.
  • كما أن الطهارة من الحدث الأكبر وهو الحيض أو النفاس أو الجنابة واجبة، وتكون عن طريق الاغتسال.
  • وكذلك الطهارة تشمل اللباس والثوب و أيضا المكان.

استقبال القبلة:

  • حتى يصبح استقبال القبلة من شروط الصلاة، فإنه يجب أن يتحقق أمران وهما القدرة والأمن.
  • لذا نجد أنه في حالة العجز عن استقبال القبلة نتيجة مرض أو أمر آخر، يمكن للمصلي أن يصلي في الجهة المواجهة له.
  • بخصوص الأمان إذا خاف المصلي من أمر على نفسه أو أهله، في تلك الحالة يمكن أن يستقبل القبلة بحيث يستطيع مواجهة الخطر.
  • أيضا في تلك الحالة ليس على المصلي إعادة الصلاة عندما يأمن على نفسه.

النية:

  • تستحضر النية للصلاة مزامنة مع التكبير، ولا تصح الصلاة إذا كانت النية متأخرة عن التكبير.

ستر العورة:

  • لابد من ستر الجسم والعورة عند استقبال الصلاة حتى تصبح الصلاة صحيحة.
  • ويكون ذلك سواء كان المصلي يصلي بمفرده أو مع الآخرين، أيضا حتى وإن كان المكان مظلم.

دخول الوقت: 

  • يجب التحري والتأكد من أن وقت الصلاة قد دخل.
  • فلا تصح الصلاة إذ لم يكن المصلي على علم بدخول الوقت، ويكون ذلك العلم يقيناً أو ظناً عند صعوبة التيقن.

ترك مبطلات الصلاة:

  • يجب على المصلي أن يتجنب الأمور التي تبطل الصلاة.

العلم بالكيفية:

  • على المصلي أن يتعلم فرائض الصلاة، فلا يقوم بفعل سنة على أنها ركن، ولا  يترك ركن من أركان الصلاة جهلاً.
  • كما يجب عليه معرفة أركان الصلاة وواجباتها وشروطها وسننها وذلك حتى تصح الصلاة.

سنن الصلاة 

السنة هي القول أو الفعل التي يؤجر من يقوم بها كما أن من يتركها غير آثم، أيضا لا تبطل الصلاة إذا تركها المصلي عامداً.

وهناك سنن مؤكدة وأخرى غير مؤكدة وهم:

سنن الصلاة المؤكدة:

هي سنن مؤكدة في الصلوات الأساسية وعددهم أثنى عشر ركعة وهم:

  • ركعتان قبل صلاة الفجر.
  • أربع ركعات قبل الظهر.
  • أيضا ركعتان بعد الظهر.
  • ركعتان بعد المغرب.
  • وكذلك ركعتان بعد صلاة العشاء.

سنن الصلاة الغير مؤكدة:

  • أربع ركعات قبل صلاة العصر.
  • أيضا ركعتان قبل المغرب.
  • ركعتان قبل العشاء.

والسنن عند الأئمة كالتالي:

سنن الصلاة عند المالكية:

  • السنة في المذهب المالكي هي ما طلبه الشرع وأكد عليه وأعطاه قدره وظهر في الجماعة.
  • كما أن مذهبهم يرى أن السنة يؤجر من يفعلها ولا يأثم من يتركها.
  • يرى المالكية أن الصلاة لها أربع عشر سنة، كما أن لها ثمانية وأربعين أدباً.

من تلك السنن:

  • قراءة سورة أو آيات من الكتاب بعد قراءة الفاتحة في الركعتين الأولى والثانية.
  • القيام في حالة الفرض.
  • الجهر بالقراءة في الصلوات الجهرية.
  • أيضا مراعاة السر في الصلوات السرية.
  • التكبيرات الانتقالية في الصلاة.
  • التسميع في الصلاة.
  • التشهد.
  • الجلوس للتشهد.
  • الصلاة على النبي بعد الانتهاء من التشهد الأخير.
  • سجود المصلي على صدر القدمين والركبتين وكذلك الكعبين.
  • الجهر بالتسليم.
  • الإنصات للإمام في الصلوات الجهرية.
  • الطمأنينة الزائدة.

سنن الصلاة عند الشافعية:

هناك نوعان من السنن هما الأبعاض والهيئات.

الأبعاض:

  • هي السنن التي في حالة تركها يعوض عنها بسجدة السهو وهي ثمانية هم:
    • التشهد الأول.
    • الجلوس للتشهد الأول.
    • الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد.
    • الصلاة على النبي وآله وصحبه في التشهد الأخير.
    • القنوت في الصبح.
    • أيضا الوتر في آخر نصف رمضان.
    • القيام للقنوت.
    • أيضا الصلاة على النبي وعلى آله وصحبه بعد القنوت.

الهيئات:

  • أربعون وهي كل ما هو ليس ركن من أركان الصلاة وليس من الأبعاض.
  • وهي مثل التسبيح وغيره، وعند تركها لا يجبر عنها بسجدة سهو.
  • الجدير بالذكر أن السنن عند الشافعي في حالة أن يتركها المصلي، لا ينبغي عليه العودة إليها بعد تأدية ركن آخر.
  • على سبيل المثال: إذا ترك المصلي التشهد الأول واعتدل ثم تذكره، في تلك الحالة لا يعود لتأديته ولكن يمكن أن يسجد سجود سهو.
  • وإن عاد له وهو يعلم أن ذلك منهي عنه فإن صلاته باطلة، أما في حالة العودة سهواً فإن صلاته صحيحة وعند تذكره يقوم فوراً ويسجد للسهو سواء كان المصلي إماماَ أو منفرداً.
  • في حالة أن المصلي مأموماً، عليه إتباع الإمام، وتبطل صلاته إذا لم يتبع الإمام. هو عالم و متعمد، أما إذا نوى المفارقة فإن صلاته غير باطلة.

سنن الصلاة عند الحنابلة:

  • تنقسم السنن إلى الأقوال والأفعال والهيئات.

سنن الأقوال:

عددها اثني عشرة سنة وهم:

  • دعاء الاستفتاح.
  • التعوذ قبل بداية القراءة.
  • البسملة.
  • تأمين أي أن يقول المصلي آمين.
  • أيضا قراءة سورة في أول ركعتين في أي صلاة، سواء رباعية أو ثلاثية أو ثنائية كالفجر والجمعة والعيد.
  • الجهر في حالة الصلوات الجهرية.
  • الإخفات في حالة الصلوات السرية.
  • أيضا الدعاء في نهاية التشهد الأخير.
  • كذلك قول “ملء السموات وملء الأرض” .
  • بعد التحميد مثلما تقدم، وما يزيد عن المرة الأولى في التسبيح سواء في الركوع أو السجود.
  • أيضا ما يزيد في قول: “رب اغفر لي” عند جلوس المصلي بين السجود.
  • كذلك الصلاة على النبي وآله وصحبه في التشهد الأخير.
  • أيضا قنوت المصلي في الوتر.

السنن الفعلية:

يطلق عليها أيضا هيئات، وعددها حوالي ست وخمسين سنة، ومنها على سبيل المثال:

  • رفع اليد أثناء تكبيرة الإحرام.
  • بسط اليدين عند الرفع بعد القيام من الركوع.
  • وضع اليدين بعد القيام من الركوع.
  • وضع اليد اليمنى على اليسرى عند الوقوف بعد الركوع وعند القراءة أيضا.
  • النظر إلى مكان السجود عند القيام.
تابعنا على تلغرام تابعنا على تويتر