إن الاستقامة لها العديد من الفوائد التي تعود على الإنسان بالنفع، كما أن هناك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتحدث عن الاستقامة، هذا بجانب أن لها شرطان لكي تكون ناجحة، وسوف نقوم فيما يلي بالحديث عن كل ما يتعلق بالاستقامة.
أنواع الاستقامة
في الحقيقة أن لها ٣ أنواع وهي كالتالي:
- استقامة الجوارح، واستقامة القلوب، واستقامة الأرواح والأسرار.
- حيث أن استقامة الجوارح يتم تحصيلها بكمال التقوى، وكذلك تحقيق المتابعة للسنة المحمدية.
- كما أن استقامة القلوب يتم تحصيلها بتطهيرها من سائر العيوب، مثل الكبر والعجب، والرياء، والسمعة، وكذلك الحقد والحسد، بجانب حب الجاه والمال.
- كذلك ما يتفرع عن ذلك من العداوة والبغضاء، وترك الثقة بمجيء الرزق، وخوف سقوط المنزلة من قلوب الخلق، والشح والبخل وغيره.
- كما أن استقامة الأرواح والأسرار، يتم تحصيلها بعدم الوقوف مع شيء سوى الله عز وجل.
- بجانب عدم الالتفات لغيره حالاً كان أو مقاماً أو كرامة”.
ثمرات الاستقامة
هناك الكثير من الثمرات الخاصة بها، ومن هذه الثمرات كل ما يلي:
- الأمان يوم القيامة: حيث أن الله عز وجل قال: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (الأحقاف/ 13).
- البشرى بالجنة: حيث أن ذلك بمنتهى الفوز بالوعد الإلهي للذين آمنوا واستقاموا.
- حيث أن الله عز وجل قال: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ).
- الفلاح: فعن رسول الله (ص): “إن تستقيموا تفلحوا”.
- السلامة: فالاستقامة ملاذ المؤمن من التعثر، فعن الإمام علي (ع): “من لزم الاستقامة لزمته السلامة”.
فوائد الاستقامة
في الحقيقة أن لها فوائد عدة ومن بينها ما يلي:
الحياة الطيبة
- حيث أنها تعود على المسلم بالسعادة الحقيقية، إذ أن الله عز وجل قال في كتابه العزيز: “أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ”.
- كما قال تعالى: ” مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً “.
- حيث أن الإيمان الصادق مع العمل الصالح ينتج عنه حياة سعيدة طيبة.
حفظ الله للعبد وماله وأهله وسعة الرزق
- حيث أن ذلك للإنسان وأهله وولده وماله، إذ أن صلى الله عليه وسلم قال: «احفظ الله يحفظك».
- كما أنه لا بد أن تحفظ الله بالتزام شرعه وأوامره.
- هذا بجانب الاستقامة على دينه، ومن ثم سوف يحفظك الله عز وجل في الدنيا والآخرة.
- كما أنه سوف يحفظ أهلك وذريتك ومالك؛ حيث قال تعالى: ” إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا “.
- كذلك قال الله عز وجل في الحديث القدسي : «من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب».
- كذلك قال صلى الله عليه وسلم : «من صلى الفجر فهو في ذمة الله».
- كما أنه قال في رواية : «من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله» (صحيح الترغيب والترهيب).
- هذا بالإضافة إلى أن المقصود بها أيضاً؛ الطاعة والإسلام وطريق الحق مثلما قال أئمة التفسير.
شروط الاستقامة
هناك أمرين لا بد أن يقم بهما العبد بالسير عليهما، وهذان الأمران هما:
- الأمر الأول: الاستقامة على أمر الله سبحانه وتعالى ظاهراً وباطناً، بالإخلاص لله عز وجل.
- بجانب متابعة رسول الله بذلك بغير إفراط أو تفريط، أو غلو أو جفاءٍ.
- الأمر الثاني: الثبات على ذلك الأمر وكذلك عدم السير على السبل، والصبر على لزومه حتى الممات.
فضل الاستقامة
عن الإمام علي (ع): “لا مسلك أسلم من الاستقامة، لا سبيل أشرف من الاستقامة”.
- كذلك أنه عن علي (ع): “اعلموا أنّ الله تبارك وتعالى يبغض من عباده المتلوّن، فلا تزولوا عن الحقّ، وولاية أهل الحقّ، فإنّ من استبدل بنا هلك”.
- بجانب أن المتلون يكون العبد الذي لا يقوم باتخاذ موقف مبدئي من الأحداث والوقائع.
- كما أنه يتلون تبعاً للمصلحة والطمع ومنفعته الخاصة.
- كذلك يساير على حساب الرسالة وكلاّ من المبادئ والقيم.
- هذا بجانب أنه عن علي (ع) في شرح قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ…).
- كما أن الاستقامة لا بد بها ثلاثة أمور ألا وهي: عدم الانحراف عنها.
- كذلك عدم إلصاق أمور بالشريعة وهي ليست منها، وعدم المخالفة فيما أمر الله تعالى ونهى عنه.