الفرق بين مسجد قباء والمسجد النبوي، من الأمور التي يفضل أن يكون كل مسلم على وعي بها، حيث يعتقد البعض عدم وجود فارق بين المسجدين، فثواب الصلاة واحد بهما كما أنهما يقربان من بعضهما البعض، إلا أن هناك فوارق واضحة ذكرتها الأحاديث النبوية وروايات العلماء والمفسرين، فكل مسجد له مكانة وقيمة دينية خاصة، لذا عمدنا إلى تسليط الضوء على هذا الأمر اليوم.
المسافة بين مسجد قباء والمسجد النبوي
- يقع كلا من المسجدين في المدينة المنورة.
- فمسجد قباء موجود في الجنوب الغربي من المدينة المنورة على الطريق المعروف باسم بطريق الهجرة التي يربط بين مكة والمدينة المنورة.
- وكان شكله عبارة عن مربع طول ضلعه 40 متر وبه قبة عالية وذكرت الأقاويل التاريخية إن تلك القبة كانت مبرك ناقة رسول الله عندما دخل قرية قباء.
- أما المسجد النبوي فيمكن الوصول إليه بما يقارب نصف ساعة من المشي.
- وقد اشترك الرسول في بناء مسجده مع الصحابة الكرام.
- ومر بعدة تجديدات وتصليحات في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه ثم بعهد الخليفة عمر بن عبد العزيز.
- وقد كانت آخر التجديدات التي شهدها المسجد في زمن الدولة العثمانية في عهد السلطان محمود الثاني وولده عبد المجيد.
فضل مسجد قباء
- يحتل المسجد مكانة عالية بين صفوف المسلمين فهو أول مسجد تأسس في الإسلام بعد هجرة الرسول من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
- وشارك الرسول صلى الله عليه وسلم في وضع حجر تأسيسه بيده الشريفة.
- ثم أكمل الصحابة بنائه بعد ذلك، وكان الرسول يحب الصلاة فيه خاصة يوم السبت وينصح الصحابة بالصلاة فيه هم الآخرون لمكانته الهامة في الإسلام.
- كما ذكر الرسول في حديثه الشريف فضله فيقول” من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كان كعمرة”
- كما ذكر القرآن أهمية مسجد قباء حيث قال تعالي في كتابه العزيز “لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ، فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ”.
قصة أول مسجد في الإسلام
- يعرف مسجد قباء بأنه أول مسجد بنى في الإسلام، وتعود قصة بنائه عندما هاجر الرسول من مكة المكرمة بعدما تعرض للعنف والأذى الشديد من قبيلة قريش.
- وعلى مشارف المدينة المنورة جلس في بقعة مظللة طلبا للراحة من الرحلة الشاقة والمتعبة.
- وكانت تلك البقعة تدعى قباء وبها بئر واسع يملكه الصحابي “أبى أيوب الأنصاري”.
- وعندما أراد الرسول بناء مسجد بالمدينة اختار تلك البقعة وبدأ ببناء الحجر الأول.
- وبمجرد أن رآه الصحابة الكرام هموا بمساعدته حتى اكتمل بنائه في ثلاث أيام كاملة دون توقف.
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص على زيارته والصلاة فيه يوم السبت لمكانته الخاصة في قلبه.
- فعن عبد الله بن عمر “رضي الله عنهما” أنه قال: ” كان رسول الله يأتي قباء كل سبت، كان يأتيه راكبًا أو ماشيًا”.
- كذلك أهله ففي حديث شريف رواه أبى هريرة رضى الله عنه قال فيه “نزلت في أهل قباء فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين”.
- فهؤلاء القوم كانوا يعشقون التطهر والنظافة فقال عنهم الرسول” يا معشر الأنصار، إن الله قد أثنى عليكم في الطهور، فما طهوركم، قالوا: نتوضأ للصلاة، ونغتسل من الجنابة، ونستنجي بالماء، قال: فهو ذاك، فعليكموه”.
سبب تسمية مسجد قباء
- سبب تسمية مسجد قباء بهذا الاسم يرجع إلى البئر الذي كانت موجودة به وكانت تعرف باسم” قبا”.
- وتلك القرية كان يسكنها بنى عمرو بن عوف ومر عليها الرسول في رحلة هجرته إلى المدينة المنورة.
- واختارت ناقته مكان المسجد كي تبرك به وترتاح من المسافة الشاقة حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه دعوها فإنها مأموره.
- وبعد استقرار الرسول بالمدينة اختار القرية لبناء مسجده وأطلق عليه اسم “قباء” تكريما لها.
- وكان بناءه بسيطا مكونا من ثلاث أبواب.
- إلى جانب ممر طويل مظلل بأغصان النخيل، وفي جهته الجنوبية مكان مسقوفًا للصلاة خلال نزول المطر.
- وظل الاسم معروفا بين الناس حتى يومنا هذا، ومر بعدة تصليحات في العصور الإسلامية المختلفة.
- وعلى الرغم من كثرة المساجد وتعدد أسمائها إلا أن مسجد قباء لا يزال محتفظًا بمكانته الإسلامية وعراقته.