تحدث الدورة الشهرية نتيجة تغيرات هرمونية بجسد المرأة، تبدأ في مرحلة البلوغ وتقدر من سن ثمان سنوات حتى خمسة عشر عامًا، وتنتهي بدخول المرأة مرحلة انقطاع الطمث والتي تعرف بسن اليأس وتبدأ من سن 45 إلى 55 سنة، تصل فترة الدورة إلى 28 يوم، وتتراوح أحيانًا بين عشرون أو أربعون يومًا.
تتأثر الدورة الشهرية بعوامل عديدة تؤدي إلى عدم انتظامها، قد تكون عوامل مرضية أو هرمونية تؤثر على الجهاز التناسلي للمرأة، وقد تظل الدورة غير منتظمة بعد مرور الفتاة بمرحلة البلوغ لمدة عام أو عامين، فإذا لم تنتظم الدورة الشهرية خلال تلك المدة ينبغي البحث عن أسباب عدم انتظام الدورة وكذلك الطرق المختلفة في تنظيم الدورة الشهرية.
طريق تنظيم الدورة الشهرية
تتعدد وتتنوع طرق تنظيم الدورة الشهرية، ولكن ينبغي أولًا تشخيص حالة عدم انتظام الدورة الشهرية والتعرف على العوامل المؤدية إلى عدم انتظامها، لاتخاذ الطريقة المناسبة لعلاج عدم انتظام الدورة.
تشخيص عدم انتظام الدورة الشهرية
- تعتمد مرحلة التشخيص بشكل كبير على تاريخ المرأة المرضي، ومن الهام جدّا للفتاة معرفة العمر الذي بدأ فيه نزول الحيض، وموعد نزول الحيض، ووقت أخر حيض، وتسجيل أوقات ظهور الحيض، وكذلك الأعراض التي تظهر قبل وأثناء فترة الحيض.
- يعتمد الطبيب على إجراء الفحص الجسدي للمرأة لملاحظة أي علامات قد تشير إلى أسباب عدم انتظام الدورة.
- إجراء الاختبارات:
- تتعدد الاختبارات التي يمكن إجرائها لمعرفة عوامل عدم انتظام الدورة، ويتحدد الاختبار بناءً على الأسباب المؤدية إلى عدم انتظام الدورة الشهرية.
- إجراء اختبارات لقياس مستوى الهورمونات النسائية بالدم، اختبار قياس مستوى هرمونات الغدة الدرقية، واختبارات أخرى تساعد في تشخيص الحالة.
- رؤية الجهاز التناسلي والاطمئنان على أعضائه الداخلية والرحم، عبر اختبار يعتمد على التصوير يعرف بالتخطيط فوق الصوتي.
- تشخيص وجود الأورام بالغدة النخامية عبر تصوير الرنين المغناطيسي.
عوامل عدم انتظام الدورة الشهرية
وتتعدد العوامل من عوامل طبية، وعوامل أخرى تتعلق بنمط الحياة اليومي ومن هذه العوامل:
- فرط النشاط للغدة الدرقية أو قصورها.
- الارتفاع في مستوى الهرمون الذكوري، وتواجد الأورام بالغدة النخامية.
- تكيس المبيض.
- خلل في هرمون تنظيم الدورة الشهرية.
- عوامل تتعلق بنمط الحياة
- الرضاعة الطبيعية.
- استخدام وسائل منع حمل تشتمل على هرمونات.
- اتباع نظام غذائي غير صحي.
- القلق والتوتر الزائد.
- ممارسة رياضات عنيفة.
أعراض عدم انتظام الدورة
يمكن التعرف على عدم انتظام الدورة الشهرية من خلال بعض الأعراض منها:
- عسر الدورة أو انقطاعها.
- نزول دام الحيض بغزارة، الألم والانقباضات الشديدة بالمنطقة أسفل البطن.
- الارتفاع في درجة حرارة الجسد.
- نمو الشعر بكثرة بكافة أنحاء الجسد.
طرق تنظيم الدورة الشهرية
الأطعمة الغذائية
قد يؤثر عدم تنوع الطعام وتناول كمية قليلة منه بشكل سلبي على الغدد الكظرية والنخامية المسؤولتين على حفظ توازن هرمونات الجسم، ومن الأمور الهامة الأخرى التي تساعد في تنظيم الدورة الشهرية والتي ينبغي على المرأة مراعاتها في نظامها الغذائي ما يلي:
تجنب اتباع نظام غذائي قليل السعرات:
- يؤثر اتباع نظام غذائي قليل السعرات في وظائف الغدة الدرقية، وهرمون اللبتين الذي ينظم الهرمونات التناسلية، وتفرزه الدهنيات، وينصح بتناول مقدار 225 إلى 325 جرام من النشويات بشكل يومي.
تجنب النظام الغذائي المليء بالألياف:
- حيث تؤدي إلى خفض هرمون البروجسترون، والأستروجين، وهرمون تنشيط الحويصلة، لذلك ينبغي تناول مقدار 25 جرام إلى 30 جرام من الألياف.
المحافظة على مستوى دهون جيد:
- تساعد نسبة الدهون الجيدة في المحافظة على صحة الهرمونات والإباضة وخاصةُُ الدهون الغير مشبعة والتي تتوافر بسمك السلمون بكثرة، وبالزيوت الطبيعية، بذور الكتان والجوز، وينصح للحفاظ على دورة شهرية منتظمة استهلاك مقدار جيد من الدهون ما يعادل من 20 إلى 35% من السعرات الحرارية ويكون مستوى الدهون الغير مشبعة منها من 5 % إلى 10%.
المحافظة على كمية جيدة من حمض الفوليك:
- حيث يساهم حمض الفوليك في زيادة نسبة هرمون البروجسترون بالجسم الأمر الذي يسهل الإخصاب، فينبغي تناول مقدار من 400 ميكروجرام إلى 800 ميكروجرام من حمض الفوليك يوميًا.
تناول البابايا والأناناس بكثرة:
- يساعد البابايا على انقباض الرحم، كما يدعم مستوى الأستروجين بالجسم حيث يشتمل على الكاروتين، بينما يحسن الأناناس تدفق الدم حيث يشتمل على البروميلين.
تناول المكملات الغذائية والأعشاب
الإينوسيتول:
- يساعد في استهلاك الجسم للأنسولين، يؤثر على بعض هرمونات الجسم، يساعد على الإباضة وحدوث الحمل، لذلك له دورًا هامًا في تنظيم الدورة الشهرية، يتوافر باللحوم، وبعض الحبوب، والحمضيات.
القرفة:
- تساعد القرفة على تحسين مستوى الأنسولين بالجسم الأمر الذي يساهم في تنظيم الهرمونات، كذلك تساعد في حالات آلام الحيض وتكيس البيض، ينصح بتناول مقدار 500 مليجرام من القرفة يوميًا.
الكركم:
- يخفف الكركم من الأعراض السابقة لفترة الحيض، ويقلل الالتهابات، ويحسن من الحالة المزاجية، ينصح بتناوله بجرعات تصل إلى (100_500) مليجرام.
زيت الخروع:
- يساعد زيت الخروع خلال فترة الحيض على تدفق الدم بكثرة، كذلك أثبت فاعليته في تقليل تشنجات الدورة وتخفيف آلامها، ويمكن استخدامه بغمس قطعة من القماش في الزيت وتطبيقها على البطن ووضع غطاء بلاستيكي فوقها، وإضافة مادة ساخنة عليها.
طرق أخرى لتنظيم الدورة الشهرية
علاج مشكلات الغدة الدرقية
- يساعد التخلص من مشكلات الغدة الدرقية في تنظيم الدورة الشهرية، ويمكن علاجها بواسطة استخدام الأدوية، أو الجراحة، أو باستخدام عنصر اليود المشع بحسب وصف الطبيب.
التخلص من السمنة
- تؤثر السمنة المفرطة على صحة المرأة بشكل عام، ويساعد تقليل الوزن في إنتاج الجسم كميات منخفضة من الأنسولين، مما يخفض نسبة التستوستيرون، مما يحسن عملية الإباضة، الأمر الذي يساهم في تنظيم الدورة الشهرية.
العلاج النفسي
- يؤثر التوتر والقلق الإجهاد العاطفي للمرأة بشكل سلبي على دورتها الشهرية، لذلك ينصح بالتخلص من كل تلك المشاعر السيئة عن طريق الاستعانة بتقنيات تساعدها على الاسترخاء، وينبغي مواجهة الضغوطات التي تسبب تلك المشاعر، وزيادة الطبيب النفسي إذا تفاقم الأمر عليها.
الأدوية
تتوافر مجموعة من الأدوية التي تساعد المرأة في تنظيم دورتها الشهرية ونذكر من تلك الأدوية التالي:
- ميتفورمين: يساعد هذا الدواء في تنظيم نسبة الأنسولين بالجسم، وهذا ما يعمل بالتدريج في تنظيم دورة الإباضة، مما يساعد في تنظيم الدورة الشهرية.
- حبوب منع الحمل: تساعد حبوب منع الحمل التي تشتمل على هرموني البروجسترون والأستروجين في خفض إنتاج الأندروجين، وتقليل النزيف.
- قد تؤدي جروح أو ندوب قديمة إلى حدوث مشكلات بالرحم، أو بقنوات فالوب، وقد يكون الحل هو إجراء عملية جراحة للتخلص من تلك المشكلة.
ختاماً تعكس الدورة الشهرية الحالة الصحية للمرأة، فينبغي عليها تتبعها ومعرفة مواعيدها، والأعراض التي تظهر عليها خلال تلك الفترة، ومعرفة الأسباب التي تؤدي إلى حدوث اضطرابات الدورة والتعرف على مختلف الطرق التي تساعدها في تنظيم الدورة الشهرية.