لقد جاء في آيات القرآن الكريم العديد من قصص الأمم السابقين، والذين أرسل الله إليهم الرسل والأنبياء ليدلوهم على طريق الحق وطريق الإيمان لكنهم عاندوا وأصرّوا على كفرهم حتى أتاهم عذاب الله، وقد وردت هذه القصص في القرآن الكريم ليتسنى للناس أخذ العِبرة والعظة منها، قوم ثمود واحد من الأقوام السابقين، ما هو العذاب الذي وقع على قوم ثمود؟ تابعونا
ما هو العذاب الذي وقع على قوم ثمود
أُطلق على العرب الذين أقاموا في منطقة الحِجر في الجزء الشمالي الغربي من المدينة “قوم ثمود” وتُعرف هذه المنطقة باسم “مدائن صالح” في هذه الأيام، يرجع أصل قوم ثمود إلى نفس أصل قوم عاد، لكنهم قطنوا في منطقة مختلفة، بعث الله إلى قوم ثمود رسول منهم وهو نبي الله صالح بن عبيد الذي ينتسب إلى ثمود بن عاد، وقد تميز قوم ثمود ببنية جسدية قوية جداً فتمكنوا من نحت البيوت في الجبال وأنشؤوا القصور في الجبال أيضاً، وقد كان النبي صالح -عليه السلام- من أشراف القوم وينتسب إلى عائلة عريقة، وتميّز بالحِكمة والرُّشد ورجاحة العقل، فقد كانوا يلجؤون إليه في الخصومات، ويطلبون رأيه في المشاكل، وأوشكوا على تنصيبه ملكاً عليهم قبل البعثة.
عندما بعث الله النبي صالح إلى لقومه، وأخذ يدعوهم لتوحيد الله وترك عبادة الأصنام، والتفكّر بنعم الله وقام بتحذيرهم وترهيبهم من الهلاك كما حلّ بقومِ عاد؛ لكنهم لم يكترثوا لكلامه وأصرّوا على كفرهم وجحودهم بأنعُم الله، واتهموه بالكذب والسحر، لكن هذا لم يمنعه عن الاستمرار في دعوته، ولم يكتفِ قوم ثمود بكفرهم بل أخذوا يستهزئون بمن آمن الله، وأمعَنوا في الكُفر والتجبر والتكبر، ورغم كل هذا استمر النبي صالح في الدعوة إلى الله ولم يمل ولم يتعب، وهذا ما سَبّب الحِيرة لكبراء قومهم وبدؤوا يبحثون عن خطط توقف صالح عن دعوته، وأخذوا ينشرون الشائعات بأن صالح ومن آمن معه قوم مشؤومون، أي من يتبعهم يصيبه الشؤم والنحس وتتوالى عليه المصائب، ومَن ينأى عنهم يعش حياة كريمة.
لكن رسالة الحق لابد أن تستمر، فواصل النبي صالح دعوتهم وتذكريهم بآيات الله وتحذيرهم من عنادهم وشركهم بالله، ثم قال قائل من قوم ثمود: “يا صالح إن كُنت نبياً حقاً فأتِنا بمعجزة لنصدقك” وحينها بدأ كُبراء القوم يسخرون ويستهزئون، وطلبوا اختيار المُعجزة بأن تكون ناقة يتم إخراجها من صخرة كبيرة ولهم شرط أيضاً أن تكون ناقة ضخمة عشراء و تستطيع شرب كمية من الماء بما يُعادل كمية الماء التي تشربها القرية بأكملها.
دعا النبي صالح قومه للاجتماع، وعكف بالدعاء إلى ربه أن يُخرج الناقة من الصخرة الكبيرة أمامهم، فبدأت الصخرة تهتز وتتزلزل وخرجت منها ناقةٌ ضخمة وفيها كافة الشروط التي طلبوها في صورةِِ مهيبةِِ تقشعر لها الأبدان وتشخص فيه الأبصار، ثم أخبرهم النبي صالح بأن هذه هي ناقة الله وسوف تعيش بينكم وهي معجزة الله لكم، وبسبب حجمها الضخم جعلها تشرب في يوم والقوم يشرب في يوم، فاتركوها تأكل وتشرب في أرض الله الواسعة وحذرهم من مساسها أو إيذاءها فسوف يحل عليهم حينها العذاب الشديد.
بعد أمر المعجزة الإلهية ووجود الناقة، بدأ الكثير من الناس يليون تجاه صالح وهذا الأمر لم يروق لكبراءهم فاجتمعوا وقرّروا قتل الناقة، وأوكلوا هذه المهمة لشخص منهم وقام بعقر الناقة أي قتلها، فقام النبي صالح -عليه السلام- بتهديدهم أن يَحِلّ عليهم العذاب من الله في غضون ثلاثة أيام، فاجتمع النفر الذين تآمروا على قتل الناقة وخططوا لقتل صالح عليه السلام والمؤمنين الذين اتبعوه، فجاء الأمر الإلهي للنبي صالح بالخروج من القرية، وأنزل الله عليهم العذاب الشديد فأهلكهم بالصيحة ولم يبقَ من المشركين أحد، وبذلك نكون قد أجبنا لكم على سؤال ما هو العذاب الذي وقع على قوم ثمود؟
- الإجابة هي: الصيحة.