تقوم الساعة و الروم أكثر الناس

تقوم الساعة و الروم أكثر الناس

المتأمل للكتاب والسنة يرى فيهما الكثير من امور الدين  والدنيا، ولايوجد صفة إيجابية في الروم أو غيرهم إلا وقد اشار اليها ديننا ، فالحلم والتريث والحكمة جميعها من الصفات التي ورد ذكرها الكتاب والسنة، وهذا ما يجب  أن نكون عليه.

تقوم الساعة و الروم أكثر الناس

تحليل حديث تقوم الساعة و الروم أكثر الناس

في هذا الحديث ذكر لعلامة من علامات يوم القيامة، وهي كثرة الروم عما سواهم من الأقوام.

وعندما سمع عمرُو بن العاص هذا الحديث على لسان المستورد بن شَدادٍ قالَ لَه: (أَبصرْ ما تَقولُ)، أي: تأكَّدْ ممَّا تقولُ.

فلمَّا أكَّد لَه المستورد أنه سمعه منَ النبي صلى الله عليه وسلَّم، علل عَمرُو بن العاص رضي اللهُ عنه سبب كثرتهم وانتشارهم آخرَ الزمان بهَذه الصفاتِ، وهي:

  • انهم يمتازون بالعقل والتثبيت عند حدوث الفت.
  • وهم أَكثرهم معرفة بطرق علاجها والخروج منها.
  • وانهم لديهم المبادرة للعودة إلى القتال عند الإصابة و الهزيمة.
  • وانهم وخير الناس في الإِحسان إلى المساكين واليتامى والضعفاء.
  • كما أن ملوكهم لا يظلمونهم، وهذه الخَصلة استَحْسَنَها عمرو رضِي اللهُ عنه، وقال عنها: حَسنةٌ وجميلةٌ .

العرب يومئذ قليل وَجُلُّهُمْ ببيت المقدس

وعند مسلم أيضا عن أمّ شَريكٍ، أَنَّهَا سَمعَتِ النبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: لَيَفرَّنَّ النَّاسُ منَ الدَّجَّال فِي الْجبَالِ.

قَالَتْ أم شَرِيكٍ: يَا رَسُولَ اللهِ فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذ؟

قَالَ: همْ قَلِيلٌ .

وجاء في رواية عند ابن ماجه ” فَقَالَتْ أمّ شريكٍ بنْت أَبِي الْعَكَرِ: يَا رَسولَ اللَّهِ فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟

قَالَ: همْ يَوْمَئِذ قَليلٌ، وَجلهُمْ ببيْتِ الْمَقْدِسِ، وَإِمَامهمْ رَجُلٌ صَالِحٌ ” .

وفي تفسير معنى الحديث قال الشيخ محمد بن علي بن آدم الإثيوبي:

( لَيَفرَّنَّ ): والله ليهربن.

(النَّاسُ): أي ويقصد بهم المؤمنون.

(مِنَ الدَّجَّالِ فِي الْجِبَالِ): خوفا من فتنته متجهين الى الجبال.

(قَالَتْ أم شَريكٍ) رضي الله عنها: (يَا رَسولَ اللهِ، فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ )

(قَالَ) النبيّ صلى الله عليه وسلم: (هُمْ)؛ أي: العرب يومئذٍ (قَلِيلٌ)؛ أي: عددهم قليل فلا يقدرون عليهم.

أن فيهم لخصالا أربعا إنهم لأحلم الناس عند فتنة

إِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ اَلنَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ” ، اي انهم اكثر الناس ثباتاً وحلماً وقت وقوع الفتن.

” وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ “ اي: سرعان ما يرجعون إن كان في حرب.

وهي خصال حميدة وحسنة فيهم، كما أن هذا يتضمن مدح للروم بالشجاعة؛ لأن الجبان هو الذي يفر ولا يكر، إنما الشجاع فهو يكر ولا يفر بالهروب.

(وَخَيْرُهُمْ لِمِسْكِينٍ وَيَتِيمٍ وَضَعِيفٍ)، أي: عندهم عطف على المساكين، والأيتام، والفقراء.

(وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ اَلْمُلُوكِ)  يعني: أكثرهم قدرة على رفض بطش وظلم الملوك لهم،  يعني أنهم يدافعون عن حقوقهم، ولا يخضعون للظلم.

وهذه الصفات يذكرها عمرو بن العاص كخصال لهذا الجنس، ولا يعني أنها صفة مطردة وملازمة لكل الناس في جميع الأوقات، فأحوال الناس تتغير بعوامل ومؤثرات مختلفة.

تتغير أخلاقهم كما تتغير ألوانهم باختلاف البلاد، واختلاف ظروف الحياة، ووسائل الحياة.

وقد سرد عمرو بن العاص هذه الخصال وفقاً للحال الذي شهدهم علية وقتذاك، وما عرفه منهم عند معايشتهم، ومعاملتهم، ومعرفتهم.

حديث الرسول عن مدح الروم

في صحيح مسلم عن المستورد القرشي أنه كان عند عمرو بن العاص فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقوم الساعة والروم أكثر الناس، فقال له عمرو أبْصِرْ ما تقول!

قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقال عمرو بن العاص: لئن قلت ذلك، إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك”.

أحاديث صحيحة عن الروم

عن أسير بن جابر رضي الله عنه قال: هاجت ريح حمراء بالكوفة، فجاء رجل، ليس له هجيرة (عادة) إلا: يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة: قال: فقعد وكان متكئاً.

فقال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة.

ثم وجه بيده هكذا ونحاها نحو الشام.

فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام.

قلت: الروم تعني.

قال: نعم، ويكون عند ذلك القتال ردّة شديدة، فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع الأغالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة.

فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة.

فيقتتلون حتى يمسوا فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب، وتفنى الشرطة.

فإذا كان اليوم الرابع نَهَدَ إليهم بقية أهل الإسلام، فيجعل الله الدائرة عليهم، فيقتتلون مقتلة إما قال إلا يرى مثلها.

وإما قال: لم ير مثلها، حتى أن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتاً.

فيتعاد بنو الأم كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يفرح، أو أي ميراث يقسم .

فبينما هم كذلك إذا سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك.

فجاءهم الصريخ: إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم، فيرفضون ما بأيديهم، ويقبلون، فيبعثون عشرة فوارس طليعة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعرف أسماءهم، وأسماء آباءهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ أو قال من خير فوارس. ”

حديث عن الروم إنهم أحلم عند الفتنة

ومن ضمن أحاديث الروم، حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

“لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم.

فيقول المسلمون: لا والله كيف نخلي بينكم وبين إخواننا؟

فيقاتلوهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتح الثلث، لا يفتنون أبداً فيفتحون قسطنطينية.

فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح الدجال قد خلفكم في أهليكم.

فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال يسوون صفوفهم.

إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم، وأمّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء،

فلو تركه لذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، يعني المسيح فيريهم دمه في حربته”.

تابعنا على تلغرام تابعنا على تويتر