تعتبر ممارسة الجري أو الرياضة في رمضان بصفة عامة، أحد التساؤلات الكثيرة التي يطرحها معظمنا قبيل بلوغنا شهر رمضان المبارك أو أثناءه، حيث تعتبر ممارسة الرياضة في رمضان أو لِنَقُل أثناء وقت الصيام مختلفة عن الأيام العادية، مع حاجتنا للمياه على وجه الخصوص لإنجاز تمارين رياضية معينة، والتي تتطلب مجهودًا لذلك، إذًا، هل يجب أن نتوقف عن الجري أو ممارسة الرياضة في رمضان ؟ ليس بالضرورة، يمكنك الجري و ممارسة الرياضة في رمضان، مع تحليك بنفس قوة الإرادة التي تتحلى بها غالبًا خلال ممارستك للرياضة طوال العام، ستجدون في هذه التدوينة 5 نصائح للجري أو ممارسة الرياضة في رمضان.
نصائح لممارسة الرياضة في رمضان
تجنب الرياضات الثقيلة، تمرن بذكاء وليس بعنف :
صحيح أن جسم الإنسان ليس بقطار يعتمد على الفحم الحجري ليتحرك، إلا أنه في نفس الوقت يحتاج للطاقة من أجل أن يؤدي بشكل جيد، فصيام 12 ساعة خلال اليوم يمنع عنك عدة أشياء تساعدك على الدفع بنفسك وبذل مجهود كبير في أي نشاط تُنجز، وبينما يمكنك الجري أو التمرن بشكل عادي خلال فترة الصيام، إلا أن بذلك لمجهود مبالغ فيه أثناء الجري قد يكون له عواقب وخيمة على جسدك أثناء فترة الصيام، والتي لن تستطيع خلالها تعويض ما خسرته سواء بالماء أو الطعام، لذا، احرص على أن تكون ممارستك للجري أو الرياضة في رمضان ممارسة خفيفة، والتي تتيح لك ممارسة رياضتك المفضلة دون أن تتسبب بأضرار لجسدك.
أصغِ إلى رسائل جسدك :
تتميز أجسادنا بنظام إنذار خاص، حيث تعمل على إعلامنا عندما تكون في حاجة للراحة أو تكون مجهدة، لذا عليك أن تتوقف في الحال عن تمرينك إذا شعرت بدوار أثناء ممارستك للجري أو أي رياضة أخرى، تخيل عندها أنك تقود سيارتك التي أضاءت أيقونة خزان الوقود، وتنذرك بأنها أصبحت فارغة منه وستتوقف عاجلا أم آجلا، هنا عليك التوقف في الحال عن ممارسة الرياضة حينها، مع العلم أن الإشارات الأخرى المعتادة مثل الأوجاع والآلام لا تستدعي غالبا التوقف، كونها مرتبطة في معظم الأحيان بعياء العضلات التي لا يتسبب فيها الصيام، ونعاني منها غالبًا في الأوقات العادية، حاول التفطن لإشارات أخرى من جسدك، مثل التعرق المفرط، جفاف الفم والحلق بشكل مبالغ فيه، والارتفاع المهول في دقات القلب إلى جانب الإصابة بالإعياء بسرعة، كل هذه الإشارات تخبرك بأنك تحتاج للراحة.
نظم أوقات ممارستك للجري :
يرى كثيرون أن أفضل وقت للجري أو ممارسة الرياضة في رمضان، يكون قبل ساعة من الإفطار، حيث ستكون قادرًا بعد فترة وجيزة من انتهاء تمرينك على التزود بما ينقص جسدك، ومع كون هذه الفكرة فكرة مُرحبًا بها، إلا أن هذا الوقت ليس هو الوقت الوحيد الذي يمكنك الجري أو ممارسة الرياضة فيه، حيث نجد أشخاصًا آخرين يفضلون الجري مباشرة بعد الإفطار، مع الحرص الشديد على عدم تناول الكثير من الطعام، وعدم الجري مباشرة بعد الأكل، عليك منح جسدك 30 دقيقة على الأقل قبل بدئك بالجري أو التمرين، ولا تنسَ أن تنتبه للوقت لكي لا تفوتك صلاة العشاء والتراويح !
حافظ على قوة عضلاتك :
إذا كنت تفكر بالجري أو ممارسة الرياضة في رمضان أثناء الصيام، فعليك الحرص على تناول البروتينات التي تعتبر ضرورية من أجل التأكد من أن جسدك يتوفر على القدر الكافي من البروتين ليعينك على قضاء نهارك، احرص على تناول الأطعمة الصحية، خصوصًا الأغذية التي تقوي عضلاتك، ولا تُكثر من تلك الأطعمة الدسمة التي يتم تحضيرها غالبا في شهر رمضان، فلا يخفى عليكم مدى تشبع مأكولات مطبخنا العربي بالدهون، لذا لا تنسَ الحفاظ على نظامك الصحي، وكونك ستصوم النهار لا يعني أنك ستحتاج لقضاء الليل كاملا تأكل، حذارِ من مثل هذه المفاهيم المغلوطة، وتذكر تناول الخضار والفواكه الطازجة أثناء الليل.
يبقى القرار قرارك :
إذا قررت عدم ممارسة الرياضة في رمضان، فأنت لا ترتكب بذلك جُرمًا، صحيح أنك ستخسر بعض مميزاتك الجسدية التي اعتدت عليها عبر ممارستك للرياضة في الأيام العادية، إلا أنك تستطيع استرداد قوتك مجددًا بعد رمضان، ففي النهاية، القرار قرارك، وليس هنالك شيء لا يمكنك فعله إذا ضبطت نفسك وشحذت قوة إرادتك.
يبقى شهر رمضان شهرًا خاصًا لنا كمسلمين، فلا يخفى عليكم مدى أهميته والأجر والثواب العظيم الذي يفوز به من صلى وصام وقام خلال هذا الشهر الفضيل، مع ذلك، يمكنك تخصيص وقت بسيط للجري أو التدريب بشكل خفيف، إلى جانب أهمية الأكل بشكل صحي والإصغاء لجسدك وإشاراته.
النصائح السابقة قد تساعدك كثيرًا على الجري وممارسة الرياضة في رمضان، إلا أن القرار يبقى في يدك، ويجدر بك اختيار النصائح التي تراها مناسبة لك، فنحن لسنا جميعًا متشابهين من حيث الأجسام والعقول والظروف، لذا فكر بعقلك واختر ما تراه مناسبًا لك، ورمضان مبارك، وكل عام وأنتم بخير إخواني الأعزاء.