يُثير ارتفاع هرمون البرولاكتين مخاوف الكثير من الناس سواًء الرجال أو النساء، ولكن الأكثر خطورة هو حدوث ارتفاع هرمون الحليب مع انتظام الدورة الشهرية بالنسبة للسيدات، لأنه بذلك قد يكون إنذار للتنبيه بمرض أكثر خطورة تُسبب في هذا الخلل مثل قصور وظائف الغدة والكلى والكبد، لذا نوضح لكم في المقال التالي أسباب وأعراض خلل هرمون الحليب بالجسم، وكيفية علاجة لتجنب مضاعفاته التي قد تصل إلى فقدان البصر.
ما هو هرمون الحليب؟
- يُطلق عليه هرمون “البرولاكتين” أيضًا وهو المصطلح الطبي له.
- يُفرز هذا الهرمون عن طريق الناحية الأمامية من غدة المخ النخامية وغدة أسفل المهاد، وهو ما يساعد الأم على إنجاب الحليب بعد إنجابها مولودها ليسهل عليها عملية الإرضاع.
- ويؤثر إنتاج هذا الهرمون بكميات متوازنة في الجسم على مستوى الأيض، وقوة الجهاز المناعي وكفاءة أدائه لوظائفه الحيوية، بالإضافة إلى رفع مستوى عمل البنكرياس.
- أما عن معدل الهرمون الطبيعي بالجسم فيبدأ إنتاجه في الدم من 3 نانو جرام لكل مليلتر وحتى 30 نانو جرام لكل مليلتر، وبالنسبة للرجل فالمعدل الطبيعي يكون أقل من 15 نانوجرام، أما الحامل ويتراوح لديها مابين 10 نانو جرام وصولًا إلى 300 نانو جرام وهو أمر طبيعي لتجهيز الثدى للرضاعة الطبيعية.
- فيما يكون اعلى مستوى للهرمون خلال فترات النوم وبعد الاستيقاظ مباشرة.
أسباب ارتفاع هرمون الحليب مع انتظام الدورة
- خلل الشهية يؤثر على توازن الجسم حيث يؤدي لاضطراب بالمستويات الكيميائية بالدماغ لمن يخافون من تناول الطعام حتى لايزداد وزنهم، وهو ما يسبب قصور عمل الغدة النخامية فتنتج المزيد من هرمون الحليب.
- القصور بوظائف الكلى قد يؤدي أيضًا لزيادة مستوى هرمون الحليب، لأن اعتلال الكلى يقوم بإرسال إشارة للغدة النخامية فيقوم بتحفيز إفراز الهرمونات لمحاولة تحسين وضع الكلية وعودة نشاطها للمستوى الطبيعي السابق، ويعد الحليب من بين هذه الهرمونات التي تنتج بكميات زائدة في هذه الحالة.
- يُمكن أن تكون الآثار الجانبية لبعض أدوية علاج الأمراض النفسية سببًا في ارتفاع هرمون الحليب، خاصة مضاد الذهان، ويرجع السبب في ذلك إلى أن التركيبة الكيميائية لهذه الأدوية تستطيع اختراق حاجز الدماغ وبالتالي تؤثر على الغدة النخامية وتؤدي لخلل بها لا يستطيع التحكم في مستوى الهرمون الذي تنتجه بالدم.
- قصور وظائف الغدة الدرقية يرفع مستوى هرمون الحليب بالدم، لأنه يحفز الغدة النخامية بإشارات كيميائية يرسلها له تؤدي لخلل يدفعها لإنتاج المزيد منه.
- الإصابة ببعض أمراض الكبد تؤثر على الغدة النخامية، وبالتالي يتعرض جهاز الغدد الصماء للخلل العام الذي يتسبب في إفراز هرمون الحليب بكمية أكبر من المعتاد.
- يُصاب مريض انخفاض السكر بالدم وارتفاع في هرمون الحليب، لأن الجسم في هذه الحالة يعطي إنذارات لأجزاء من الغدد النخامية بالدماغ، وبالتالي تفرز كمية أكبر من الهرمون لتنشيط البنكرياس المسؤول عن إفراز هرمونات ما يسمى بخلايا جزر لانجرهانس الذي يرفع نسبة السكر ويعيد لتوازنه الطبيعي.
أعراض ارتفاع هرمون الحليب مع انتظام الدورة
- الشعور بمغص شديد بالمعدة، خاصة في محيط البطن والحوض.
- ظهور حب الشباب بشكل كبير يجعل المظهر مؤذيًا للنظر.
- تخدر الجسم بشكل عام مع شعور بالوهن والكسل والخمول المستمر.
- ألم ووخز بسيط بالقدمين والظهر لا يذهب إلا بالمسكنات.
- تشنج كافة أنحاء الجسم بصورة غير طبيعية.
- الشعور الدائم بالقلق والتوتر الذي يصعب التخلص منه بدون أدوية مضادة للقلق والاكتئاب وبعض المهدئات التي يصفها الطبيب المعالج.
- الأرق وقلة النوم.
- خدر بمنطقة الثدي.
- الشعور بالرغبة في الانعزال عن المجتمع.
- بالنسبة للرجال ينمو لديهم نسيج الثدي فيزيد حجمه بشكل غير طبيعي.
- الإصابة بالإعياء المستمر ومشاكل في النظر يصاحبها صداع دائم لا يمكن تحمله.
- تغير واضطراب المزاج العام.
- العقم وقلة فرص الحمل والإنجاب.
- الشعور بآلام شديدة أثناء الجماع بسبب جفاف المهبل.
- فقدان الشعور بالرغبة الجنسية وضعف الانتصاب بالنسبة للرجال.
- توقف أو نقص في إنتاج الحيوانات المنوية عند الرجال المصابين بالمرض.
- إفراز ثدي المرأة للحليب بالرغم من أنها ليست مرضعة.
- الإحساس بألم بمجرد لمس الثديين.
- ظهور بعض أعراض سن اليأس.
- توقف حدوث عملية الإباضة بشكل طبيعي ما يؤدي للشعور بألم أشد من المعتاد وقلة في كمية الدم المتدفق أثناء الدورة الشهرية بالرغم من انتظامها في موعدها العادي.
ما هي مضاعفات ارتفاع هرمون الحليب ؟
- الإصابة بفقدان النظر لأن حجم الورم الحليبي يكبر مع الوقت وبالتالي يضغط على عصب البصر.
- التعرض لهشاشة العظام الناتج عن انخفاض بعض الهرمونات الأساسية بالجسم على حساب زيادة كمية هرمون البرولاكتين المنتجة وهو ما يؤثر على كثافة العظام.
- قصور وظائف الغدة النخامية.
- كبر حجم الورم المسبب للصداع وفقد النظر أثناء الحمل.
- قد يؤدي ارتفاع هرمون الحليب مع انتظام الدورة إلى الإصابة بأمراض المناعة الذاتية بسبب ضعف جهاز المناعة والخلل الذي يصيبه نتيجة إفراز كمية غير طبيعية من البرولاكتين بالدم، وبالتالي لا يستطيع التمييز بين العدو الدخيل والجسم الموجود بشكل أساسي، ما يصيب المريض بالثعلبة أو الذئبة أو الصدفية وأحيانًا مرض التصلب اللوحي.
ما هو علاج ارتفاع هرمون الحليب؟
يلجأ الأطباء لاتخاذ قرار امتناع المريض عن تناول المكملات التي تزيد مستوى هرمون البرولاكتين في الجسم خاصة خلال فترات الرضاعة بالنسبة للأم، كما أن هناك ثلاثة أنواع من العلاج وهي الدوائي والإشعاعي والجراحي، ويحدد الطبيب المشرف الوسيلة المناسبة للتداوي بحسب الحالة، وهو ما يوضح تفاصيله فيما يلي:
1- العلاج الدوائي: يمكن أن ينصح الطبيب المريض بدواء الكابرجولين والبرمكريبتين، والذي يعمل على منع إفراز هرمون الحليب خاصة في حالات الإصابة بالروم البرولاكتيني، أو في حالات ارتفاع الهرمون مجهولة السبب.
وفي حال كان سبب زيادة نسبة هرمون البرولاكتين في الدم هو تعاطي نوع معين من الأدوية، يصرف الطبيب بديل يؤدي نفس المهمة ولكن بآثار جانبية أقل تساعد على عودة الهرمون لمستواه الطبيعي بالجسم.
2- العلاج الإشعاعي: ويستخدم في حالات نادرة مثل فشل العلاج الدوائي في السيطرة على نسبة إنتاج الهرمون بالجسم، أو في حالة لم تنجح العملية الجراحية في إزالة الورم أو تصغير حجمه، وبالتالي يتم اللجوء للأشعة التي تصغر حجم الورم.
3- العلاج الجراحي: يقتصر العلاج الجراحي على الحالات التي يكون سبب الخلل بمستوى هرمون الحليب في الدم هو الورم، فيتم استئصاله، ولكن لا يجب اللجوء للعملية الجراحية إلا في حال كان الورم حجمه كبير لدرجة التأثير على النظر، أو في حالة عدم استجابة المريض للعلاج الدوائي.
في ختام مقالنا، نكون قد استعرضنا أمامكم كافة المعلومات الشاملة الخاصة بأسباب وأعراض ومخاطر وطرق علاج ارتفاع هرمون الحليب مع انتظام الدورة الشهرية، والأمراض التي قد ينذر بإصابة الجسم بها لتؤدي إلى هذا الخلل.
