الخبز مفقود.. هذا ما جناه العرب من أزمة روسيا وأوكرانيا

حالة من الترقب يعيشها العالم بشأن أزمة روسيا وأوكرانيا، التي شغلت الرأي العام على المستوى العالمي والعربي والتي شهدت خلال الساعات الماضية تطورات كبيرة، بإعلان روسيا الانسحاب من العديد من المناطق المتمركزة فيها في جزيرة القرم والتشكك من ذلك من جانب أوكرانيا والدول الأوروبية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا التي أكدت أنها لا يوجد أي انسحاب على أرض الواقع، في حين تنتظر الدول العربية إلى نتائج الصدام العسكري في حالة حدوثه وتأثيره على الوطن العربي والاقتصاد.

تعقيدات عالمية وراء أزمة روسيا وأوكرانيا

وبعيدا عن الصدام العسكري وأزمة روسيا وأوكرانيا، ينظر العالم إلي الموقف منظور آخر وهو ما يترتب عليه من تعقيدات عالمية، وتكون سلع رئيسية تحت الضغط حال الوضع للصدام بين الدولتين، ويأتي على رأس هذه السلع النفط والغاز والقمح والبلاديوم والتي تمثل سلع أساسية وبالفعل شهدت ارتفاعا كبير في الأسعار خلال الفترة الماضية.

ارتفاع الأسعار بسبب أزمة روسيا وأوكرانيا

وتسبب أزمة روسيا وأوكرانيا في زيادة الأسعار وعلى رأسها النفط، حيث ارتفع سعر خام برنت والخام الأمريكي لأعلى مستوى لهما يوم الاثنين الماضي ولامس سعر خام برنت مستوى 96.78 دولار للبرميل، ووصل سعر خام غرب تكساس الوسيط 95.82 دولار للبرميل، ووصل سعره اليوم الخميس نحو 91.16 دولار للبرميل بزيادة وصلت 1.7% عن الجلسة الماضية، ووصل سعر خام برنت نحو 92.38 دولار بعد أن أنهى تعاملات اليوم السابق على ارتفاع 1.6%.

ازمة روسيا أوكرانيا

ويتوقع أن تنعكس أزمة روسيا أوكرانيا على سوق الغاز، الذي شهد قفزة في العقود الآجلة في أوروبا يوم الإثنين الماضي بنسبة وصل إلى 13.7% فوق مستوى 1000 دولار لكل ألف متر مكعب، وأظهر التداولات أن سعر العقود لشهر مارس في هولندا ارتفع إلى 1031.8 دولار لكل ألف متر مكعب، وترسل روسيا نحو 230 مليون متر مكعب من الغاز إلى أوروبا يوميا ويمر ثلثها من خلال أوكرانيا.

وبالطبع تؤثر أزمة روسيا أوكرانيا، على القمح حيث من المتوقع أن تعصف الأزمة بأسعار السلع الغذائية خاصة في ظل هيمنة روسيا وأوكرانيا على ما يزيد من 62 مليون طن من صادرات القمح العالمية حيث تقدر صادرات روسيا من القمح نحو 44 مليون طن، بينما تصل صادرات أوكرانيا نحو 18.1 مليون طن، واعتمدت بلاد شرق آسيا خلال الفترة الماضية على القمح الأسترالي خاصة بعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا والغرب، وتعتبر أندونسيا هي ثاني أكبر مستورد للقمح بعد مصر الأولى في الاستيراد.

وأثرت أزمة روسيا وأوكرانيا على سعر القمح، سجل مؤشر ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس، للقمح الأبيض الممتاز الأسترالي ارتفاعًا ثابتًا منذ 24 يناير، حيث تم تقييم المؤشر على ارتفاع 6.50 دولار/طن متري في اليوم، عند 350 دولارًا للطن المتري عند الإغلاق الآسيوي في 16 فبراير.

ومع تزايد أزمة روسيا وأوكرانيا فأنه من المتوقع أن تشهد أسعار البلاديوم الذي يسخدم في صناعة السيارات ارتفاعا خاصة بعدما وصل سعره إلى 2310,31 دولار للأوقية، ليصل إلى أعلى مستوياته في 5 أشهر تقريباً.

وبعيدا عن المنتجات السابق ذكرها، من المتوقع أن تؤثر أزمة روسيا وأوكرانيا على 11 سلعة أخري وهي:”اليورانيوم، التيتانيوم، المنجنيز، خام الحديد، الزئبق، الفحم، زيت عباد الشمس، الشعير، الذرة، البطاطس، الأمونيا”.