الصعيديون يحيون رمضان بساحات التلاوة

يتميّز إقليم الصعيد في جنوب مصر بالعادات والتقاليد والطقوس الدينية والروحانية، وكان لاستقبال شهر رمضان في مدينة الأقصر في الصعيد طقوس عدة منها امتلاء الساحات الدينية بمجالس الذكر الشرعي وجلسات العلم وتلاوة القرآن في ليالي الشهر الكريم.

على مدى الشهر، يحضر الآلاف في كل ليلة إلى ساحات الذكر والتلاوة، والأكثر شهرة هي ساحة الشيخ الطيب في مدينة القرنة غرب الأقصر حيث يقيم الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر، وساحة الشيخ العالم أبوالوفا الشرقاوي في مدينة نجع حمادي وساحة الشيخ أحمد رضوان في الرضوانية وساحة السادة الأدارسة في أسوان وساحة الشيخ الجيلاني والشيخ أحمد مرتضى.

ويشارك الجميع في احتفالات رمضان، مسلمين ومسيحيين، وتبدأ طقوس الاحتفال قبل حلول الشهر بأسبوع، وتستعد العائلات بأعمال التنظيف والتجميل داخل المنازل وخارجها، وشراء مستلزمات الطبخ وتعليق الزينة على واجهات الأبنية وفي الشوارع. ويتشارك سكان كل شارع وكل حارة في شراء الزينة الرمضانية من فوانيس وعقود كهربائية وغيرها.

رمضان
رمضان فى الصعيد

 

يخرج الآلاف قبل حلول أول أيام شهر الصوم في المدن والقرى في مسيرات تعرف بمواكب دورة رمضان، يطوفون الشوارع والميادين والحارات والأزقة، حاملين الأعلام وجريد النخيل ممتطين الخيول والجمال، يهتفون ويهللون ويكبرون على وقع ضربات الدفوف، مرحبين بحلول الشهر الكريم. ويتبارى الجميع في تنظيم الموكب الرمضاني الأكبر، وتتسم بعض المواكب بمظاهر قبلية، إذ تحرص كل قبيلة على إبراز قوتها ووجاهتها وكثرة عدد رجالها المشاركين في الاحتفالات.

وتُعد الزينة الرمضانية ومدفع رمضان عادتين متوارثتين بين المصريين، وتنتشر المدافع في مجسمات صغيرة تصنع من ماسورة حديد يغلق أحد طرفيها ويوضع فيها بعض البارود، لتنطلق تلك المدافع بالعشرات في كل حي وقرية محدثة دوياً هائلاً لإعلان حلول وقت السحور والفطور كل يوم.

وتُعد أفران الكنافة المبنية من الطوب على مداخل القرى والشوارع والحارات في كل ضواحي مصر وليس صعيدها فقط، أحد مظاهر استقبال المصريين لشهر رمضان، ويقبل الناس على الكنافة البلدية المصنوعة يدوياً والتي ما زالت تحظى بشهرة وإقبال في الصعيد على رغم انتشار أفران الكنافة الآلية.

وشهدت مدينة الأقصر هذا العام، أول مواكب دورة رمضان في صعيد مصر، إذ خرج الآلاف في موكب شعبي دعت إليه قبيلة بني هلال، وشارك فيه أهل الأقصر بطوائفهم المختلفة وطاف الموكب الذي خرج من منطقة أبي الجود، أقدم المناطق الشعبية في المدينة، وطاف في ساحة أبي الحجاج ومعبد الأقصر والشوارع والميادين المختلفة وعاد مجدداً إلى أبي الجود.