تحدثنا في مقالنا السابق عن الشيب أو الشعر الأبيض، وسنحاول إتمام موضوعنا حول هذا الموضوع لأهميته وحساسيته لكثير من القراء، فالشيب هو ظهور الشعر الأبيض بالرأس أو الجسم، وهو ظاهرة فسيولوجية تنشأ نتيجة شيخوخة الخلايا الملونة التي تعطي الشعرة لونها المألوف، وتبدأ الشيخوخة عادة في منتصف العمر، أ ي مابين 30 ـ 40 سنة، ولكنها قد تتأخر لدى البعض إلى ما بعد الخمسين.
وإذا كان ظهور الشعر الأبيض نتيجة الشيب فمن المفروض ألا يسبب أي انزعاجاً، إذ أنه في هذه الحالة لا يعني وجود أي مرض فهو يظهر بشكل شعيرات بيضاء متفرقة في الرأس أو الذقن أو الصدر ثم، يأخذ عدد هذه الشعيرات في الزيادة تدريجياً مع مرور الزمن، أي أن الشعر الأبيض «الشيب» يظهر تدريجياً.
الصلع
أما ظهور الشعر الأبيض أو «الشيب المبكر» في بعض الأشخاص وأحياناً في بعض العائلات فهو ناتج عن استعداد وراثي في عدد من بصيلات الشعر، يزداد تدريجياً مع الوقت حتى يصيب شعر فروة الرأس كله قبل سن العشرين، وهذه حالة ليست مرضية أيضاً والعلاج أحياناً لا يجدي.
الشعر الأبيض
وفي بعض الحالات قد تظهر بعض الشعيرات البيضاء في الرأس كظاهرة طارئة نتيجة لعوامل خارجية مثل إيذاء الشعر، كما يحدث لدى بعض السيدات بسبب مكوى الشعر أو استعمال بعض المواد بطريقة خاطئة، وأحياناًُ قد يكون ظهور الشعر الأبيض ناتجاً لعوامل داخلية مثل بعض حالات فقر الدم الشديدة أو الأمراض الداخلية مثل هبوط القلب الشديد، وفي هذه الحالات تكون الأعراض الهامة الأخرى لهذه الأمراض أهم اهتمامات المريض وليس الشعر الأبيض، وفي مثل هذه الحالات يختفي الشعر الأبيض بعد زوال العوامل المسببة.
أي يختفي الشعر الأبيض ليحل محله الشعر الأسود مرة أخرى ويكون ملمس الشعرة وسمكها في هذه الحالة مختلفاً عن الشعر المجاور، وذلك بعكس الشيب الطبيعي فإن الشعر يظل محتفظاً بملمسه وسمكه العاديين.
ولكن ظهور شعيرات بيضاء في منطقة محددة من الرأس قد يعني مرضاً جلدياً فقد يكون الشعر الأبيض نتيجة لإصابة الجلد في المنطقة المصابة بالثعلبة أو البهاق، والعلاج هنا بحسب السبب.
أنواع الصلع
الصلع ليس مرضاً ولكنه يعتبر ظاهرة فسيولوجية في بعض العائلات، ويحدث الصلع نتيجة لعاملين متضامنين:
- العامل الأول : وجود نسبة من هرمونات الذكورة لا توجد إلا في الذكور فقط.
- العامل الثاني: هو استجابة بصيلات شعر قمة الرأس لهذا المعدل من هرمونات الذكورة، وهذا يفسر عدم ظهور الصلع في بعض الذكور، إذ لا يحدث الصلع إذا لم تحدث استجابة من بصيلات شعر قمة الرأس للمعدل الطبيعي من هرمونات الذكورة.
- إذن فالصلع يظهر في بعض العائلات دون غيرها، وتختلف درجة انتشاره من شخص إلى آخر.
- كما يأخذ أشكالاً متعددة، وشكل الصلع ودرجة انتشاره في الرأس يتحددان بصفة وراثية، وبالتالي لا يمكن التحكم في شيء قبل بدء الصلع سواء في سرعته أو درجة انتشاره أو شكله.
- والصلع العادي والذي يحدث في بعض العائلات فإنه يؤدي إلى سقوط الشعر في الجبهة أو في قمة الرأس، ولكن الشعرة التي تسقط نتيجة الصلع الطبيعي يلاحظ أنه يقل سمكها وتصبح ناعمة قبل أن تسقط وتختفي نهائياً، والبعض يسأل عن زراعة الشعر، فأقول بأنها عملية معقدة، ولا أنصح باللجوء إليها إلا في حالات الضرورة القصوى مثل حالات سقوط الشعر الدائم في مقدمة الجبهة.
وفي نفس الوقت يمكن علاج معظم حالات سقوط الشعر إذا عُرف السبب وأمكن القضاء عليه، ولنا حديث آخر حول الشعر الجاف وتقصفه وكذا عن كيفية التعامل مع الشعر.