قصة برج الفتاة أشهر المعالم التاريخية بإسطنبول

قصة برج الفتاة أشهر المعالم التاريخية بإسطنبول
دخولية برج الفتاة

برج الفتاة Kiz kulesi برج الفتاة أو برج البنت هو برج صغير واقع على جزيرة صغيرة في القسم الجنوبي لمضيق البوسفور، يبعد قرابة 200 متر من ساحل أسكدار في إسطنبول وتحكى كثير من الروايات عن السبب الذي دفع لبناء هذا البرج بهذا الموقع وبتلك الطريقة المعمارية الجميلة، الا أن أكثر الحكايات شهرة هي تلك الحكاية التي مفادها أن أحد السلاطين قبل مئات السنين قد رأى في منامه بأن أفعى ستلدغ ابنته الوحيدة التي يحبها حبا كبيرا في عيد ميلاها الثامن عشر، ذلك المنام المزعج أرق السلطان وجعله دائم الخوف على ابنته.

قصة برج الفتاة في إسطنبول

مما جعله يفكر بطريق ليحمي ابنته ويحول دون تحقيق المنام، ولم يجد أمامه طريقة سوى بناء، حيث قام بردم جزء صغير من مضيق البوسفور على مسافة مائتي متر من اليابسة، ليبني في برج عالي على البحر محيطة به المياه من كافة جهاته ليمنع اقتراب الثعابين منها، ذلك الموقع ذلك البرج الذي ارتفاعه ست طوابق نوافذه مطلة على طرف اليابسة، وقام السلطان بتخصيص قوارب خاصة لنقل الملابس والطعام إلى ابنته التي عاشت في ذلك البرج لمدة ثماني عشر عاما.

من بنى برج الفتاة

وفي عيد ميلادها الثامن عشر طلبت الفتاة من والدها السلطان أن يرسل لها بعض الفاكهة، فأمر السلطان الخدم بإرسال سلة مليئة بالفاكهة، ولكن ثعباناً كان قد تسلل الى السلة، وعندما وصلت السلة إلى الفتاة سارعت الفتاة إلى التقاط عنقوداً من العنب لتأكله وما إن التقطت العنقود حتى قفز الثعبان وقام بلدغها ونشر سمه في جسمها وفارقت الفتاة الحياة على الفور ولشدة حزن السلطان على ابنته سمي البرج ببرج الفتاة الذي هجره السلطان بعد وفاة ابنته.

الذي بقي مهجوراً لسنين طويلة وتم استخدامه عام 1110 م كمحطة للسفن القادمة من خلال البحر الأسود، كما استخدم عام 1453 م كبرج للمراقبة أثناء حصار القسطنطينية، وقد دمر جزء كبير منه نتيجة لزلزال ضرب إسطنبول عام 1509 م، بعد ذلك أعيد ترميمه ليستخدم كمنارة عام 1829 م، وفي عام 1832 م رمم البرج في عهد السلطان العثماني ( محمود الثاني ).

واستخدم في وقت لاحق كمركز للجمارك وجمع الضرائب من السفن التجارية الواصلة لمضيق البوسفور، واستخدم بعد ذلك كمشفى ومركزاُ للحجر الصحي ومحطة للإذاعة ومنارة يعتبر البرج من المعالم الأثرية الهامة في إسطنبول، وتم ترميم البرج من قبل الحكومة التركية يستقبل السياح الذين يصلون إليه بواسطة قوارب تستغرق عشر دقائق للوصول للبرج، فهو يعتبر اليوم من أبرز المعالم الأثرية حيث يطل على جسر البوسفور عدا عن أطلالته على مدينة إسطنبول من كافة الجهات، لذلك تقام به الكثير من الأعراس التركية نظراُ لموقعه الجميل بالإضافة إلى طابعه الرومانسي بقصة الفتاة المحزنة التي أصبحت من الماضي الحزين.

برج الفتاة في تركيا من الداخل

وتجهيزه ليصبح مطعما في الطابق الأول منه ومقهى في أعلى البرج أما بالنسبة لشكله الهندسي فهو مثمن الشكل ولديه قبة، يبلغ ارتفاع البرج قرابة الثلاثة وعشرين متراُ، يتكون من ست طوابق ذات أسقف خشبية عالية، وممرات ضيقة يتجول السائح داخلها، ويربط أعلى البرج بأسفله درج لولبي الشكل.

وقد ظهر البرج في فيلم “جيمس بوند” (The World is Not Enough) الذي عرض عام 1991، إن الدخول للبرج مجاني ولست بحاجة لنقود لزيارته إنما التكلفة المدفوعة هي تكلفة القوارب الخاصة لنقل الزوار إلى البرج.