جدة التاريخية.. رحلة الحاضر والماضي والمستقبل

أبدت المملكة العربية السعودية اهتماماً كبيرًا بالمواقع الأثرية والتراثية التي تعزز العمق التاريخي والحضاري للمملكة، وقد جاءت منطقة جدة التاريخية من بين أهم ثلاثة مواقع وضعتها المملكة على قائمة اهتمامها، لتكون في مقدمة مواقع التراث الوطني السعودي المرشحة للتسجيل في قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو، حيث صدر قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 5455/م ب وتاريخ 19/7/1427هـ، بالموافقة على تسجيل ثلاثة مواقع تاريخية في المملكة ضمن قائمة التراث العالمي، وهي (مدائن صالح، والدرعية التاريخية، وجدة التاريخية)، بناءً على برقية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ـ رحمه الله ـ رقم 1/2/4/1943 وتاريخ 4/5/1427هـ، المبنية على اقتراح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة ( قبل تغيير مسماها إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار) تسجيل هذه المواقع الثلاثة ضمن قائمة التراث العالمي.

وكانت الهيئة قبل صدور الموافقة الكريمة بنحو عامين بدأت العمل مع أمانة محافظة جدة على تحويل هذا الاهتمام الذي توليه القيادة لمنطقة جدة التاريخية إلى خطط عمل ومشروعات هدفها الرئيس المحافظة على المنطقة التاريخية في جدة لتظل قلبها التاريخي الحي من خلال إعداد مخطط ونظام للبناء يحافظ على الطابع التاريخي للمنطقة، والعمل على تصنيف المباني التاريخية فيها، ورصف شوارعها بالحجر، وإنارتها بالفوانيس التقليدية.

اخبار السعودية
جدة

 

فتأسست على إثر ذلك إدارة لحماية جدة التاريخية وصيانة المباني التراثية فيها، ثم تم إطلاق مشروع الملك عبدالعزيز لتنمية وتطوير جدة التاريخية عام 1425هـ، وتشكيل إدارة لتتولى تنمية وتطوير جدة التاريخية عبر خطة عمل أولية تمتد من عام (1425هـ إلى1430هـ)، كما تم تفعيل بلدية جدة التاريخية.

وتكليف كادر متخصص بأعمالها، وإعداد واعتماد مخططات لتطويرها، وتحديث نظام البناء بما يكفل المحافظة على النسيج العمراني التاريخي والمباني التراثية في المنطقة بشكل مستدام.

مكانة جدة التاريخية لدى القيادة السعودية

واستمر اهتمام الحكومة بمنطقة جدة التاريخية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز وعلى أعلى المستويات بدءً من خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي خادم الحرمين الشريفين الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، وتجسد هذا الاهتمام بتشكيل اللجنة العليا لتطوير جدة التاريخية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة سابقا وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة حالياً، ونائب اللجنة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار و التي تعمل للارتقاء بواقع المنطقة المتردي.

ومن ذلك تأسيس شركة لتطوير جدة التاريخية، كما انبثقت عنها لجنة تنفيذية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة وعضوية معالي الدكتور هاني أبو راس أمين المحافظة، مما انعكس إيجابياً في الاعتمادات المالية المتزايدة لمشاريع جدة التاريخية التي تهدف إلى المحافظة على المنطقة وتنميتها وجعلها منطقة عمرانية جذابة تحافظ على قيمتها الحضارية والتراثية بصفة مستدامة وتكون صالحة للعمل والسكن والترفيه، وأيضاً اعتماد السياسات التي تكفل ذلك مثل اعتماد مبدأ الاستدامة في التطوير مع إعطاء الأولوية الى إشراك الملاك والسكان.

وتوفير الآليات والميزانيات اللازمة للمحافظة على جدة التاريخية وتنميتها، ودمجها في محيطها العمراني، وجعلها مركزاً ثقافياً وحضارياً على المستوى المحلي والوطني والعالمي، ولتحفيز الجهود الداعمة لتطوير “جدة التاريخية” قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ مؤخراً تبرعاً كريماً لترميم مسجدي الجامع القديم (الشافعي) و(المعمار) بجدة التاريخية لتأكيد رسالة القيادة السعودية في المحافظة على التراث الوطني للمملكة.