حلول الإسراف في الطعام

حلول الإسراف في الطعام

حلول الإسراف في الطعام، يعتبر الإسراف من أهم الظواهر المذمومة إجتماعيا ودينيا، والتي تشكل ضرراً كبيراً على المجتمع، وقد نهانا الإسلام عن الإسراف والتبذير واعتبرهما من الأمور المكروهة و المحرمة شرعا، لما لهما من أثار سيئة على الفرد والمجتمع، وسنستعرض فى مقالنا اليوم تعريف الإسراف وأسبابه، وكذلك الأضرار الناجمة عنه وحكمه شرعا.

مشكلة الإسراف فى الطعام

الإسراف هو تخطي الحد الطبيعي المسموح به أو المتعارف عليه في فعل الشيء، وينبغي هنا التفريق بين الإسراف والتبذير.

فالإسراف هو تجاوز الحد فى المأكل والمشرب والملبس، أما التبذير فيقصد به إنفاق المال فيما لا ينبغي أن ينفق فيه،أو إهداره فيما لا يفيد.

ويعد الإسراف في الطعام من أهم وأكثر مظاهر الإسراف إنتشارا فى المجتمع، وخاصة في شهر رمضان؛ حيث يحرص الجميع علي إعداد الولائم المليئة بمختلف أصناف المأكولات والمشروبات، والتي يكون مصيرها في النهاية الإلقاء في صناديق القمامة، والتسبب في حدوث خلل في إقتصاديات الأسرة والعديد من الأضرار المادية والصحية أيضاً.

طرق الحد من ظاهرة الإسراف في الطعام

توجد العديد من السلوكيات التي علينا إتباعها للحد من ظاهرة الإسراف في الطعام، أهمها:

  • نشر الوعي داخل المجتمع والحث على ترشيد الإستهلاك بمختلف أشكاله وصوره، والحرص على إتباع تعاليم الإسلام التي تنهى عن الإسراف والتبذير.
  • قم بشراء ما تحتاج إليه فقط، ولا تفرط في شراء كميات زائدة عن حاجتك.
  • قم بحفظ الأطعمة والمشروبات بالطريقة الصحيحة وفى الأماكن المناسبة حتي لا تتعرض للتلف.
  • تبرع بما يزيد عن حاجتك للفقراء والمحتاجين، بدلاً من تركه يتلف أو يلقى فى القمامة.
  • لا تبالغ في إعداد الكثير من الأطعمة في المناسبات أو العزائم وخاصة في شهر رمضان.
  • عند تناول الطعام، لا تقم بملء الطبق، ولكن ضع فقط كمية قليلة، وبعد أن تنتهي ضع كمية صغيرة أخري.
  • قم بإعطاء بقايا الطعام للحيوانات أو الطيور، أو حاول تحويلها إلي سماد عضوي للإستخدام في الزراعة المنزلية، كما يمكن إستخدام بقايا الطعام الصالحة في إعداد وجبات طعام جديدة.
  • تناول الطعام  والشراب بقدر حاجتك، ولا تبالغ في تناول الأطعمة بشراهة.

أسباب الإسراف في الطعام

هناك العديد من الأسباب التي تساعد على إنتشار تلك الظاهرة، أهمها:

  • غياب الوعي وضعف الوازع الديني لدي الكثيرين، والذي يحض على إحترام النعم والمحافظة عليها وإستخدامها دون إفراط أو تفريط.
  • التربية الخاطئة وتعود الفرد على كثير من العادات الخاطئة، مثل المبالغة في إعداد الولائم والأطعمة وخاصة في شهر رمضان.
  • التقليد الأعمى للآخرين، أو حب الظهور والتباهي أمام الناس.
  • المبالغة في شراء الكماليات والملابس وغيرها دون الحاجة إليها.
  • سوء إستخدام الموارد الطبيعية مثل الماء أو مصادر الطاقة، مما يؤدي إلى إهدارها فيما لا يفيد.
  • إصابة البعض بالشراهة في تناول الطعام أو ما يعرف بمرض الإفراط في الأكل، والذي ينتج عن عدة أسباب أهمها التوتر والإكتئاب وبعض الأمراض البدنية، أوتناول بعض الأدوية.

أضرار الإسراف والتبذير

إن للإسراف بجميع أشكاله وانواعه الكثير من العواقب الوخيمة على الفرد والأسرة والمجتمع، والتي سنذكر أهمها فيما يلي:

  • البعد عن الله ومخالفة الشرع وإرتكاب المعاصي، حيث نهى الإسلام من الإسراف والتبذير.
  • يؤدي الإسراف إلى إهدار النعم دون فائدة أو نفع يذكر، مما يحمل الكثير من الأثار السلبية على الفرد والمجتمع، ويؤدي إلى حرمان شريحة كبيرة من المجتمع من حقها في الموارد المهدرة.
  • الإسراف والتبذير يؤدي بصاحبه إلى الكبر والتباهي على الخلق، وكذلك عدم الشعور بالآخرين وخاصة الفقراء والإمتناع عن مساعدتهم.
  •  يتسبب الإسراف في إهدار المال للفرد والأسرة وضياع ثروات المجتمع.
  • الإسراف يدفع الفرد إلى إرتكاب الجرائم والمعاصي كالسرقة وغيرها، لتوفير المزيد من المال.
  • يؤدي التبذير والإسراف إلى التأثير على الصحة النفسية والبدنية للفرد.
  • يؤدي الإسراف في الطعام إلى الشعور بالكسل وعدم القدرة على إنجاز المهام، وكذلك النوم لفترات طويلة مما يؤدي لضياع الوقت
  • كما يؤدي الإسراف فى الطعام إلى الإصابة بالكثير من الأمراض مثل السمنة ومرض السكري وإرتفاع الكوليسترول في الدم.
  • قد يؤدي ايضا الى التهاب في المعدة، وهو من اسباب البحث كثيرا عن مدة علاج التهاب المعدة.

الإسراف في المال

يعتبر الإسراف في المال أحد أهم صور الإسراف وأكثرها ضرراً على الفرد والمجتمع.

يسعى البعض، وخاصة الأغنياء منهم، إلى المبالغة في صرف الأموال في شراء الأطعمة أو الملابس أو الكماليات الفارهة، أو صرف المال في أماكن ومقاصد غير مشروعة، وهو ما يسمي بالتبذير.

وقد نهي الإسلام عن كل صور الإسراف وخاصة الإسراف في المال، وأعتبرها من صفات السفهاء.

ما حكم الإسراف في الطعام والشراب

الإسراف والتبذير من الأمور المذمومة شرعا،

وذلك لقول الله تعالى: “وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” [الأنعام:141]، وقال تعالى:” وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا* إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ “[الإسراء:26-27].

وقد قال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: ” كلوا واشربوا وتصدقوا من غير سرف ولا مخيلة “.

والأدلة في هذا كثيرة.

وقد أجمع أهل العلم على أن الإسراف من الأمور المحرمة، التي يحاسب عليها الانسان، فهو أمر مذموم وغير جائز شرعاً ، فالمؤمن لابد أن يكون مقتصدا فى طعامه وشرابه، ليحافظ على النعم التي أنعم الله بها عليه ويتجنب إرتكاب المعاصي والموبقات، حتى لا يكون من العصاة إخوان الشياطين.

إن صور الإسراف والتبذير كثيرة، وأضرارها على الفرد والمجتمع أكثر، لذا فقد حاولنا في مقالنا عن حلول الإسراف في الطعام إلقاء الضوء على هذه الظاهرة المذمومة وصورها وأخطارها الجسيمة.