بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)
صدق الله العظيم
قدمنا لكم سورة النصر – سورة النصر مكتوبة – قراءة سورة النصر كاملة .. ونرجو الا تنسونا من دعائكم عسي ان يتقبل الله منا ومنكم
معلومات عن سورة النصر :
سورة النصر من سور القران الكريم القصيرة، هى ثاني أقصر سورة بعد سورة الكوثر، عددد آياتها ثلاث آيات فقط، وهي أكبر من سورة الكوثر بفارق عدد الكلمات فقط، وسورة النصر سورة مدنية، نزلت بعد هجرة النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى المدينة المنورة بعد حجة الوداع، وهي آخر سور القرآن الكريم نزولًا، وترتيبها في المصحف الشريف السور ( 110) نزلت بعد سورة التوبة، وعلى الرغم من قصر سورة النصر إلا انها تحمل تفسيرا، ومن أسماء هذه السورة سورة الفتح وسورة التوديع.
تفسير السورة
سورة قصيرة تحمل البشرى لرسول اللة صلى االلة عليه وسلم بنصره ودخول الناس في دين اللة أفواجا، وكما توجهه صلى اللة عليه وسلم حين يتحقق نصر اللة وفتحه واجتماع الناس على دينه إلى التوجه إلى ربه بالتسبيح والحمد والاستغفار. وتكشف في الوقت ذاته عن طبيعة هذه العقيدة وحقيقة هذا المنهج، ومدى ما يريد أن يبلغ بالبشرية من الرفعة والكرامة والتجرد والخلوص، والانطلاق والتحرر … هذه القمة الوضيئة، لم تبلغها البشرية قط إلا في ظل الإسلام.
في مطلع الآية الأولى من السورة إيحاء معين لإنشاء تصور خاص، عن حقيقة ما يجري في هذا الكون من أحداث، وبناء على هذا الإيحاء وما ينشئه من تصور خاص لحقيقة الأمر يتحدد شأن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه إزاء تكريم اللة لهم، وإكرامهم بتحقيق نصره على أيديهم، إن شأنه – ومن معه – هو الاتجاه إلى اللة بالتسبيح وبالحمد والاستغفار في لحظة الانتصار. التسبيح والحمد على ما أولاهم من منة لأن جعلهم أمناء على دعوته حراساً لدينه. وعلى ما أولى البشرية كلها من رحمة بنصره لدينه، وفتحه على رسول اللة ودخول الناس أفواجا في هذا الخير بعد العمى والضلال والخسران. والاستغفار لملابسات نفسية كثيرة دقيقة لطيفة المدخل: الاستغفار من الزهو الذي يساور القلب أو يتدسس إليه من سكرة النصر بعد طول الكفاح، وفرحة الظفر بعد طول العناء. وهو مدخل يصعب توقيه في القلب البشري فمن هذا يكون الاستغفار. ثم إن الشعور بالنقص والعجز والتقصير والاتجاه إلى اللة طلبا للعفو والمغفرة يضمن ذلك عدم الطغيان على المقهورين والمغلوبين. ليرقب المنتصراللة فيهم. فهو الذي سلطه عليهم، وإنها سلطة اللة عليهم تحقيقا لأمر يريده هو. والنصر نصره، والفتح فتحه، والدين دينه، وإلى اللة تصير الامور.
