ومن ضمن القاعات المتواجدة في متحف الشارقة للأثار، قاعة شبة الجزيرة العربية منذ حوالي 300 ق . م. أصبحت الإمارات العربية المتحدة وعُمان ضمن شبكة التجارة التي شملت شبة الجزيرة العربية بأكملها والتي تربط أقطار منطقة البحر الأبيض المتوسط مع أقطار المحيط الهندي، وفي هذا الوقت أصبحت اليمن وظفار ذات أهمية خاصة كمصدر لتجهيز البخور، وبينما كان هذا يُنقل نحو الشمال خلال المنطقة الغربية للجزيرة العربية، فان ذلك لا يعني بأن جنوب شرق الجزيرة العربية أصبح ذا أهمية هامشية.
كانت هناك بدون شك طرق برية تؤدي إلى ظفار، وبحلول القرن الأول للميلاد صارت التجارة البحرية ذات انتشار واسع وشملت جميع الخط الساحلي لشبه الجزيرة العربية.
إن من المواقع الرئيسية الممثلة لهذا الدور، موقع مليحة، الواقع جنوب الذيد. وتُؤرخ بداية استيطان هذا الموقع من نهاية العصر الحديدي واستمرت خلال السبعمائة سنة التالية أو أكثر، منذ أقدم الأدوار الاستيطانية وجدت نوع من الجرار (أمفورا) التي تم استيرادها من جزيرة رودس الإغريقية وأوعية رخامية صغيرة ربما صنعت في اليمن وسلسلة متنوعة من المواد الأخرى المستوردة.
الموقع يمثل مدينة مهمة على ما هو واضح ويحتوي على مقابر كبيرة تضم قبوراً تذكارية .
يوجد دليل من أدوار الاستيطان الختامية على وجود حصن كبير ومقبرة كبيرة تضم خيولاً وجمالاً دفنت بجوار أصحابها كجزء من معتقدات دينية في ذلك الزمن، وهناك دليل على أن المدينة كانت تسك عملاتها في دار صب خاصة بها.
من المواقع المهمة المعاصرة لموقع مليحة في أدواره النهائية والذي يشمل القرون الأولى للميلاد هو موقع الدور الواقع على الساحل بالقرب من إمارة أم القيوين، وكان هذا الموقع يمثل على ما يحتمل ميناء للمجتمعات الداخلية في مليحة.
تم العثور على مسكوكات من نفس النوع الذي وجد في مليحة، وكذلك تم العثور على أوانِ زجاجية مستوردة من شرق البحر الأبيض المتوسط، وفخاريات منتجة محلياً ومواد أخرى متنوعة مستوردة من المناطق المجاورة للجزيرة العربية مثل العراق وإيران والهند وشرق أفريقيا.
متحف الشارقة
تحتل الآثار المكتشفة في منطقة مليحة معظم أجزاء هذه القاعة، وهناك نماذج من القبور البرجية والدور السكنية التي تم اكتشافها في الموقع، وكذلك تم عرض مجموعة من القطع الأثرية المتنوعة التي قام صاحب السمو الشيخ الدكتور / سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بإهداءها إلى المتحف، بعد أن وجدت طريقها إلى الخارج في فترات سابقة ، وقام سموه بشرائها وإعادتها إلى مكانها الأصلي، ويشاهد الزائر عند دخوله القاعة فيلماً يصور الصلات التجارية بين الإمارات ومراكز الحضارات المعروفة آنذاك في العراق وإيران والهند وأفريقيا والبحر المتوسط ، بحيث أصبحت الإمارات قبل حوالي 2000 سنة مضت مركزاً للتجارة مثل تجارة الجواهر والبخور والفخاريات، وكذلك فان تطور المجتمعات مكن من اتساع التجارة، وكانت قوافل الجمال تقطع المسافات عبر الصحراء وكذلك القوارب البحرية التي كانت تمخر عباب الخليج.
في القسم الأخير من القاعة نشاهد فيلماً أخراً يتناول المعتقدات الدينية والاستعداد لمرحلة ما بعد الموت ويوضح أهمية بعض الحيوانات خاصة الجمال والخيول كرموز تدل على رفعة المنزلة والأهمية التي يتمتع بها الشخص المدفون كما نشاهد في مقبرة الجمال التي تم اكتشافها من قبل البعثة المحلية في مليحة، حيث تم العثور على جمل وحصان دفنا إلى جانب بعضهما في قبر مجاور لقبر صاحبهما، وقد وجد رأس الحصان مدفوناً بكامل لجامه المؤلف من حلقات معدنية مزينة بعشرة أقراص ذهبية مزخرفة (معروضة الآن في خزانة العرض) بالقرب من شاشة العرض السينمائي.
متحف الشارقة للآثار
يقع متحف الشارقة للآثار في وسط مدينة الشارقة، بجوار متحف العلوم وعلى مقربة من محطة تلفزيون الشارقة، يضم المبنى الجديد للمتحف إضافة الى قاعات عرض الآثار الواسعة، قاعة حديثة للمؤتمرات والمحاضرات وقسم إداري ومكتبة، تحتوي المكتبة على مجموعة متنوعة من الكتب الآثارية والتاريخية والمجلات والدوريات والتقارير المتخصصة، كم يضم المتحف مختبراً مزوداً بالمعدات الحديثة اللازمة لمعالجة وترميم القطع الأثرية. ويضم مبنى المتحف أيضاً مخزناً كبيراً لغرض خزن وحفظ القطع الأثرية الأصلية.
مواعيد استقبال الزوار كالتالي :
- من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الواحدة بعد الظهر.ومن الساعة الخامسة عصراً حتى الساعة الثامنة مساءً.
- يوم الأحد إجازة.
- يوم الجمعة فترة (مسائية فقط) من الساعة الخامسة عصراً حتى الساعة الثامنة مساءً.
- يوم الأربعاء الفترة المسائية مخصصة للنساء.
- الدخول لمتحف الشارقة للآثار: مجاناً.
- عنوان المتحف: دائرة الثقافة والإعلام ـ متحف الشارقة للآثار.