تعتبر عادة مص الإبهام لدى الأطفال من المشاكل التي تعاني منها كثير من الأمهات ، وذلك بسبب تأثيرها السيئ على شكل الفك والأسنان لدى الطفل .
تحكي إحدى الأمهات عن تجربتها وتقول : ” اعتاد ابني إيان أن يمُص إبهامه منذ أن كان رضيعًا ، وقد اعتقدت أنه سوف يقلع عن تلك العادة عندما يكبر ، ولذلك لم أحاول منعه عن تلك العادة ، ولكن حين بلغ إيان سن الثامنة ، بدأت تظهر تشوهات في أسنانه ، حيث بدأت الأسنان الأمامية تبرز للخارج ، كما تداخل السنان الأماميان ، فاضطررنا إلى الذهاب لطبيب الأسنان لعمل تقويم لأسنانه ، وقد أدركنا أنه علينا منعه من مص إصبعه ” .
يقول طبيب الأسنان الدكتور ديلاروسا Delarosa : إن الدراسات العلمية أثبتت أنه يوجد حوالي من 10 إلى 15% من الأطفال بعمر الخامسة ، يعانون من عادة مص إصبع الإبهام ، فقد أكد الباحثون أنه إذا بلغ الطفل الرابعة والنصف من عمره ، فإنه يجب على الأم أن تتخذ إجراء سريع لوقف تلك العادة .
كما أكد الدكتور ديلاروسا : أنه إذا لم يُقلع الطفل عن تلك العادة قبل أن تنمو أسنانه الدائمة ، فإنه سيعاني من مشاكل كبيرة ، قد تحتاج إلى وقت طويل لإصلاحها ، كما أن استمرار الطفل بمص إبهامه قد يسبب له الإصابة بالأمراض خاصة في مواسم البرد والإنفلونزا .
كيف وجدنا الاستراتيجية الصحيحة لعلاج الطفل إيان :
أكد طبيب الأسنان الخاص بإيان على أهمية الإقلاع عن تلك العادة ، وإلا سيضطر الوالدين إلى تحمل نفقات عامين إضافيين من تقويم الأسنان ، وقد كان الطفل يدرك أنه يجب عليه أن يقلع عن تلك العادة ، ولكنه لم يستطع فعل ذلك بمفرده .
ولكن قدم طبيب الأسنان للوالدين حلًا سحريًا لتلك المشكلة ، فقد دلهم على الدكتورة لونا مونتجومري ، وهي طبيبة صحة أسنان سابقة ، ولكنها طورت نشاطها وأصبحت تزور الأطفال في منازلهم لتساعدهم على الإقلاع عن عادة مص الأصابع .
أوضحت الدكتورة مونتجومري أن هدفها من الزيارة الأولى لإيان هو التأكد من أنه يريد أن يفعل ذلك بملء إرادته ، ولذلك قامت بسؤاله بلطف : ” لماذا تعتقد أن التوقف عن تلك العادة فكرة جيدة ؟ ” .
قال لها الطفل : ” بسبب تقويم الأسنان ” ، وقبل أن تترك الطبيبة منزل إيان سلمت الوالدين قائمة بالأدوات المطلوبة وهي ضمادة مرنة وثلاثة دبابيس وشريط طبي .
عادت مونتجومري لمنزل إيان بعد ثلاثة أيام ، وقامت بلف الضمادة بشكل جيد حول إبهامه ، ولفت الضمادة بلطف حول زراعه ، وقد ظل إيان ينام لمدة عشرة أيام وزراعه ملفوف ، مع ربط الضمادة بالدبابيس خلال فترة النهار ، عند رسغه وكوعه وعضلة الزراع حتى يتأكد الوالدين أنه لن يقوم بفكها .
كما تفحصت مونتجومري غرفة إيان ، وقامت بتجميع مجموعة من الدمى المحشوة الصغيرة ، وسألت الطفل : ” هل هذه محفزاتك على مص إصبعك ” ، فلم يجب الطفل .
وقد أخبرت مونتجومري الوالدين أن جميع الأطفال الذين يعانون من تلك المشكلة ، دائمًا ما يكون لديهم شيئًا يجعلهم يشعرون بالرغبة في مص أصابعهم ، وقد أخبر إيان والديه أنه يشعر بتلك الرغبة حين يضغط على دمية القندس الخاصة به ، كما أنه يشعر بها أيضًا حين يرى اثنين من بطانياته الصوفية .
ولذلك قامت الطبيبة بإخفاء تلك الدمى والبطانيات أيضًا ، لأن تلك هي الخطوة الأولى في العلاج ، وقد أخبرت الطفل أن تلك الأشياء سوف تأخذ عطلة ، كما أنها وعدته بأنه سوف يجد مفاجأة جميلة حين يستيقظ ، وأنه سوف يحصل على جائزة كبيرة في نهاية العشرة أيام .
الدفعة الأخيرة :
عانى إيان في أول ليلتين من مزاج عصبي ، وقال إن الضمادات لا تؤلمه ولكنها مزعجة ، وكانت والدته تجلس بجواره في السرير حتى ينام ، ولكن بحلول الليلة الثالثة بدأ مزاجه يستقر ، وقد أعجبته مفاجأته الصباحية حيث كان الوالدين يتركون له كل صباح هدية .
وقد ظلت الأسرة تراقب إيان لمدة أسبوع ، حتى لا يعاود مص إبهامه ، ولكن بحلول اليوم العاشر بدا أنه قد امتنع عن تلك العادة ، وقد زارته الطبيبة مونتجومري مرة أخرى بعد مرور العشرة أيام المقررة ، وسألته إن كان سيعاود مص إبهامه مرة أخرى ، ولكنه أجاب أنه لم يعد يشعر برغبة في ذلك .
وقد أكدت مونتجومري أن الطفل بعد ينسى مذاق إصبعه ، فسوف يشعر بالغرابة إذا وضعه بفمه مجددًا ، وقد حصل إيان على مكافأة 50 دولاًر من والديه ، كما استمر بوضع الضمادة حول إبهامه لمدة شهرين على سبيل الاحتياط .
وحين سألته مونتجومري عن ما إذا كان الإقلاع سهلًا ، أجابها بلا .