كثير منا لا يعرف أضرار الغيبة والنميمة والعواقب التي سوف تحل على الفرد بسبب تلك العادة السلبية التي قد نهانا الله عز وجل عنها وكذلك هناك أحاديث الرسول عليه السلام وهو يحثنا على الابتعاد عنها وتجبنها.
أنواع الغيبة
هناك ثلاثة أنواع من الغيبة ألا وهي كالتالي:
الغيبة المحرمة
- تلك الغيبة هي أن تقوم بذكر أخاك المسلم في أثناء غيابه بما لا يحب، بقول أي عيب يوجد فيه، سواء عيب خَلْقي أو خُلُقي، بدينه أو دنياه.
- كما أنه في الحقيقة أن تلك الغيبة محرمة بالكتاب والسنة، وهناك عدة أدلة تقول بهذا.
- فقد قال ابن القيم؛ (وإذا وقعت على وجه ذم أخيك، وتمزيق عرضه، والتفكه بلحمه، والغض منه، لتضع منزلته من قلوب الناس، فهي الداء العضال، ونار الحسنات التي تأكلها كما تأكل النار الحطب).
الغيبة الواجبة
- أما عن تلك الغيبة فإنها هي التي ينال بها الإنسان نجاة، فعلى سبيل المثال التي تريد النصيحة عند إقبالها على الزواج لكي تعرف حال الزوج.
- كذلك مثل قول شخص لشخص: فلان يرغب في قتلك بالمكان الفلاني، أو يرغب بسرقة مالك بالساعة الفلانية، وذلك من أجل النصيحة.
الغيبة المباحة
- بالرغم من الأضرار العائدة على الفرد بسبب الغيبة، إلَّا أنها من الممكن أن تكون مباحة بضوابطها لغية شرعية صحيحة.
- كذلك ليس من الممكن أن يتم نيل ذلك المطلب، سوى فقط بتلك الغيبة، كما أنها بغير هذه الضوابط تصير محرمة.
عقوبة الغيبة في الدنيا والاخرة
إن الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، وهو خطيب وكذلك إمام المسجد النبوي قد قال: أن الغيبة تأتي بالمهالك في الدنيا والاخرة:
- كذلك قال أن صاحبها سوف يتم عقابه عقاباً شديداً.
- كما أنه قد قال أيضاً في أثناء خطبة الجمعة بالمدينة المنورة، أن عقوبتها جاءت في القرآن الكريم.
- إذ أن الله عز وجل قد قال في كتابه العزيز: “وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا”.
- كما قال الله عز وجل بكتابه: «إِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ، وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ».
- كذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «من رد عن عرض أخيه في الغيب رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ».
- في النهاية قام الشيخ بالتأكيد على أن الغيبة تكون مباحة للضرورة فقط لمطلب صحيح شرعي الذي ليس بإمكان أحد أن يصل إليه بغيرها.
- كما على الإنسان أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى، كما أن تلك التوبة تتوجب التحلل ممن قم باغتيابه مجابهةً أو دعاءً.
- كذلك فالشخص الذي صدق نيته بالتوبة قام الله عز وجل بتيسير أسبابها له.
أضرار الغيبة والنميمة
إن كلاً من الغيبة والنميمة من ضمن كبائر الذنوب، فلا بد إذاً أن يتجنبها الإنسان لينال رضى الله عز وجل ويبتعد عن معصيته، وفيما يلي أضرار كلاً منهما:
زيادة رصيد السيئات
- في الحقيقة أن الغيبة تقوم بنقص رصيد الإنسان في الحسنات، مع زيادته برصيده في السيئات.
- كما قالت عائشة رضي الله عنها: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا.
- فقال صلى الله عليه وسلم: (لقد قلتِ كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)
الإفلاس يوم القيامة
- لقد قال صلى الله عليه وسلم: (أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ)، قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ، فَقَالَ: (إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)
جرح الصوم
- الغيبة تقوم بجرح صيام الإنسان، وللتأكيد على هذا الكلام حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
- حيث أنه عليه السلام قد قال: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).
الفضيحة بجوف البيت
- حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال: (يا معشر من آمن بلسانه لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عورتهم، فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته).
- إذاً فجميع المغتابون يكونوا من ضمن أهل النار.
اضرار النميمة
النميمة أيضاً عدة أضرار والتي من أبرزها كل ما يلي:
- كما أن النميمة مثلها مثل كافة السلوكيات غير الإيجابية، حيث أن لها الكثير من الأخطار، ولهذا فهي محرمة بالدين الإسلامي.
- كما أن النميمة من الممكن أن تقوم بأذية كافة المؤمنين والمؤمنات.
- إذ أنها بها تتبع لعورات الآخرين وخصوصياتهم، وهذا الأمر يقوم برفضه كافة الأشخاص على أنفسهم.
- كذلك من ضمن أضرار النميمة الخطيرة أنها تقوم بالتفرقة بين البشر.
- كما أن هذا من شأنه أن يقوم بأذية المجتمع، فهي أيضاً تقوم بهدم بنيان المجتمع، وتجعله ينهار.
- كما تقوم بجعل العلاقات تنهار أيضاً بين كافة أفراد المجتمع.
- إذ أنه يُقال: “عمل النمام أضر من عمل الشيطان، لأن الشيطان، بالخيال والوسوسة وعمل النمام بالمواجهة والمعاينة”.
- كما أن نتيجة النميمة أيضاً يكون ببعد البشر عن الإنسان النمام.
- إذ أنهم لا يرغبون في التعامل معه، وهكذا يصير وحيدًا لا يوجد أحد من الناس معه وحوله.
- كذلك فالإحساس بالذنب الذي يحل على الإنسان لارتكابه خطيئة النميمة، هو إحساساً صعبًا.
- كما أنه في الآخرة فالإنسان المكان الذي لم تتبع فإنه يتم تعذيبه يوم القيامة، مع حرمانه من الجنة، وإلقائه في النار.