تعتبر معلقة عمرو بن كلثوم من مفاخر الشعر العربي الجاهلي، يقال أنها كانت ألف بيت ولكن لم يصلنا منها غير مائة بيت فقط، وقد قالها عمرو بن كلثوم لكي يسترد حقوق قومه حين أراد عمرو بن هند أن تخدم أم عمرو بن كلثوم أمه، وفيما يلي في ميرال نيوز سوف نعرض معلقة عمرو بن كلثوم.
معلقة عمرو بن كلثوم
- وصفت معلقة عمرو بن كلثوم الحرب بين قبيلته تغلب وبين القبائل الأخرى.
- تدور المعلقة حول وصف عمرو بن كلثوم للدماء وكان يتفاخر فيها بأصله ونسبه لأنه سيداً في قبيلته.
- تغني بإعلاء مكانة قبيلته تغلب وامتدحها وتفاخر بها، ومن كثرة الفخر فيها بالقبيلة فقد حفظ المعلقة كل أهل القبيلة.
- حاول عمرو بن كلثوم في معلقته أن يضعف خصمه نفسياً عن طريق الاستهتار والتقليل من قوة الخصم.
- قيل أن عمرو بن كلثوم قال معلقته ليستردّ حق قومه ويدافع عن أمه.
- قيل أن عمرو بن كلثوم قالها في وجود عمرو بن هند عندما قامت قبيلة تغلب و قبيلة بكر بالرجوع إلى عمرو بن هند في أمر الحرب بينهم، وقد قالها عمرو بن كلثوم ليرد على ملعقة الحارث بن حلزة.
- أهتم عمرو بن كلثوم في معلقته يمدح قبيلته تغلب ووصفهم بأنهم أفضل القبائل ونسي أنه في مجلس عمرو بن هند، مما أغضب عمرو بن هند كثيراً وكان حكمه ضد قبيلة تغلب.
- يقال أن عمرو بن كلثوم قال معلقته على أجزاء، جزء وهو عند عمرو بن هند، والجزء الباقي بعد أن قام بقتل عمرو بن هند في مكة.
- بدأ عمرو بن كلثوم معلقته بالبكاء على الأطلال والتي كانت سمة من سمات الشعر الجاهلي، ولكنه يمتاز عن شعراء الجاهلية بأنه طلب الصبوح وكأنه يحاول أن يبعد فكرة الفراق، وبعد ذلك بدأ في التفاخر والدفاع عن قبيلته تغلب، فيقول:
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا
وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا
مُشَعشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فيه
إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخينا
قِفي قَبلَ التَفَرُّقِ يا ظَعين
نُخَبِّركِ اليَقينا وَتُخبِرينا
قِفي قَبلَ التَفَرُّقِ يا ظَعين
نُخَبِّركِ اليَقينا وَتُخبِرينا
بِيَومِ كَريهَةٍ ضَرباً وَطَعن
أَقَرَّ بِهِ مَواليكِ العُيونا
قِفي نَسأَلكِ هَل أَحدَثتِ صَرم
لِوَشكِ البَينِ أَم خُنتِ الأَمينا.
- بعد ذلك بدأ عمرو بن كلثوم في وصف حبيبته وبدأ في ذكر بعض صفاتها مثل أنها بيضاء وفي عز شبابها ويتغزل فيها فهي طويلة وشريفة وعفيفة.
- تحدث عن الفراق وأنه كلما حث المشي وزاد البعد كلما اشتعلت بداخله الذكريات والحنين فيقول:
تُريكَ إِذا دَخَلتَ عَلى خَلاءٍ
وَقَد أَمِنَت عُيونَ الكاشِحينا
ذِراعَي عَيطَلٍ أَدماءَ بِكرٍ
هِجانِ اللَونِ لَم تَقرَأ جَنينا
تَذَكَّرتُ الصِبا وَاِشتَقتُ لَمّا
رَأَيتُ حُمولَها أُصُلاً
حُدينا فَأَعرَضَتِ اليَمامَةُ
وَاِشمَخَرَّت كَأَسيافٍ بِأَيدي مُصلِتينا.
- بعدما تكلم عمرو بن كلثوم عن الحبيبة وفراقها، انتقل إلى لوم عمرو بن هند لأنه أستمع للمغرضين وقلل من قبيلة تغلب وحاول التقليل من شأنهم.
- وافتخر بقومه وعزة نفسهم وأنقص من كرامة من يحاول التقليل منهم، فقال:
بِأَيِّ مَشيئَةٍ عَمرُو بنَ هِندٍ
نَكونُ لِقَيلِكُم فيها قَطينا
بِأَيِّ مَشيئَةٍ عَمرُو بنَ هِندٍ
تُطيعُ بِنا الوُشاةَ وَتَزدَرينا
تَهَدَّدنا وَأَوعِدنا رُوَيد
مَتى كُنَّا لِأُمِّكَ مَقتَوينا
فَإِنَّ قَناتَنا يا عَمرُو أَعيَت
على الأَعداءِ قَبلَكَ أَن تَلينا
إِذا عَضَّ الثِقافُ بِها اِشمَأَزَّت
وَوَلَّتهُم عَشَوزَنَةَ زَبونا
عَشَوزَنَةً إِذا اِنقَلَبَت أَرَنَّت
تَشُجُّ قَفا المُثَقَّفِ وَالجَبينا
فَهَل حُدِّثتَ في جُشَمَ بنِ بَكرٍ
بِنَقصٍ في خُطوبِ الأَوَّلينا
وَرِثنا مَجدَ عَلقَمَةَ بنِ سَيفٍ
أَبَاحَ لَنا حُصونَ المَجدِ دينا
- واستمر في أبيات معلقته بأن يقلل من قبيلة بكر ويهددهم، ويتفاخر بقبيلة تغلب ويصف مدى شجاعة رجالها.
- وأهتم برفع مكانة قومه وذكر أنهم فوق الكل
- يذكر عمرو بن كلثوم في معلقته دور نساء القبيلة في الحرب ووصفهن بالشجاعة وعدم الرهبة.
- وقال عمرو بن كلثوم في معلقته:
وَقَد عَلِمَ القَبائِلُ مِن مَعَدٍّ
إِذا قُبَبٌ بِأَبطَحِها بُنينا
بِأَنا المُطعِمونَ إِذا قَدَرن
وَأَنّا المُهلِكونَ إِذا اِبتُلينا
وَأَنّا المانِعونَ لِما أَرَدن
وَأَنّا النازِلونَ بِحَيثُ شينا
وَأَنّا التارِكونَ إِذا سَخِطن
وَأَنّا الآخِذونَ إَذا رَضينا
وَأَنّا العاصِمونَ إِذا أُطِعن
وَأَنّا العازِمونَ إِذا عُصينا
وَنَشرَبُ إِن وَرَدنا الماءَ صَفو وَيَشرَبُ غَيرُنا كَدَراً وَطينا.
عدد أبيات معلقة عمرو بن كلثوم
تعرف على عدد أبيات معلقة عمرو بن كلثوم تلك المعلقة الشهيرة من خلال السطور التالية:
- عمرو بن كلثوم هو من أشهر شعراء الجاهلية وله معلقة شهيرة حيث يعتبر أفضل من كتب في شعر المعلقات.
- ولد في قرية ربيعة في شمال شبه الجزيرة العربية وذلك عام 526 هجرية.
- وكان فارسا شجاعا قويا، وقد اشتهر بقتله عمرو بن هند حيث كان قتله بهدف حفظ كرامة والدته.
- أما عن عدد أبيات معلقته الشهيرة هي 1000 بيت كلها تتحدث عن الكرامة والعزة.
قصة معلقة عمرو بن كلثوم
سوف نتعرف على قصة تلك المعلقة من خلال الآتي :
- ترجع تلك القصة إلى عمرو بن هند الذي كان يحمل مشاعر الحقد والكره تجاه عمرو بن كلثوم بسبب شموخ وفخر بن كلثوم.
- وحينما كان بن هند في مجلسه سأل حاشيته سؤالا (أخبروني يا رجالي هل يوجد في هذا الكون من هو أعظم قدر وأعز مقاما مني؟)
- لكن تفاجأ هذا الجمع بالسؤال الغريب ولخوفهم منه حاولوا أن يكذبوا عليه وكان ردهم (لا يا أيها الملك لم نر من هو أعز منك مقاما).
- عندئذ غير الملك سؤاله حيث قال (هل تعلمون أحد من العرب مهما بلغ قدره أن تأنف أمه من خدمة أمي.
- كان في الحضور شخص معروف عنه الصدق والأمانة وقف وقال نعم يا حضرة الملك يوجد في العرب من ترفض أمه خدمة صاحبة الجلالة أمكم.
- هنا صاح الملك بأعلى صوته وكان الشر يتطاير من عينيه وقال من ذا.
- رد الرجل قائلا عمرو بن كلثوم حضرة الملك حين سمع بن هند اسمه تغير وجهه لأنه كان يعرفه جيدا حينما وقع بين قبيلة تغلب وبكر خلاف.
- حيث قام بن كلثوم آنذاك بإلقاء جزء من معلقته وهو يفتخر بنفسه دون أن يراعي وجود الملك حتى اضطر الملك أن يحكم لصالح بنو بكر.
- بعد ذلك سأل عمرو بن هند الرجل وقال في رأيك لماذا ترفض أم بن كلثوم خدمة أمي؟.
- أجاب الرجل لأن عمها كليب بن ربيعة وأباها هو المهلهل بن ربيعة الفارس الشجاع.
- وابنها عمرو بن كلثوم سيد قومه وزوجها بن كلثوم فارس العرب.
- بعد انتهاء المجلس فكر بن هند في دعوة عمرو بن كلثوم وأمه إلى قصر بحجة أن أمه تحب بنت المهلهل وذلك باعتبار وجود قرابة بينهم لأنهم كانوا يقربون لامرئ القيس.
- بن كلثوم قبل دعوة عمرو بن هند وخرج مع أمه ليلى بنت المهلهل في موكب من الحشم والخدم ومعه مجموعة من الفرسان.
- لأن أسياد القوم كانوا يخرجون هكذا قديما، وقد وضع عمرو بن هند خطة لإذلالهم.
- حيث طلب من والدته أن تأمر الخدم والحشم بالإنصراف وتطلب من ليلى بنت المهلهل أن تقوم بخدمتهم.
- أثناء تناول الطعام طلبت أم بن هند من ليلى أن تعطي لها الطبق الذي أمامها.
- لكن بنت المهلهل لم تقوم بفعل هذا من قبل حيث كان لديها من الخدم من يفعل لها ذلك.
- فرفضت ليلى إن تفعل ذلك وحينما أصرت أم بن هند صاحت ليلى واذلاه يا لتغلب فسمع عمرو بن كلثوم صوتها.
- حينئذ ثار وأخذ بسيف كان معلق على الحائط وضرب به رأس بن هند وهو ينشد معلقته المعروفة.
تحليل معلقة عمرو بن كلثوم
سوف نعرض لكم من خلال السطور التالية تحليل معلقة عمرو بن كلثوم:
ظروف النص
- تتحدث هذه المعلقة عن الحرب بين تغلب وبني بكر والتي امتدت إلى أربعين سنة ولم يتوصلا ابي اتفاق إلا بعد أن ألف بينهم المنذر.
- وفيما بعد كلف ابنه عمرو بن هند جماعة من بني بكر وتغلب للقيام بأموره، واتهم التغلبيين بنو بكر بالإيقاع بهم.
- وحينئذ احتكموا بن هند الذي اقتضى سبعين رجلا من بني بكر كوثاق عنده.
- وعند يوم الاحتكام انتدبت تغلب عمرو بن كلثوم للدفاع عنها، أما بني بكر انتدبوا النعمان بن هرم الذي قام عمرو بن هند بطرده من حضرته.
- حينها أنشد عمرو بن كلثوم جزء من معلقته، ثم رد عليه الحارث بن حلزة فحكم الملك لبني بكر.
- ورفض تغلب هذا الحكم فقام بن كلثوم فعمد إلى الملك وقتله، وهنا يتضح أن هذه المعلقة كانت مقسمة إلى جزئين الجزء الأول أثناء الاحتكام والجزء الثاني بعد الحادثة وعند قتل الملك.
معمارية النص
على مستوى المعجم
- المعجم هو الأساس الذي يعمل على اشتغال اللغة في النص الشعري ولا يمكن فصل المعجم عن التركيب لأنه هو الأساس الذي تبنى عليه الجملة من الناحية البلاغية والنحوية.
- وإذا نظرنا إلى المعجم خارج التركيب البلاغي والنحوي فإن هذا غير مناسب وذلك يعمل على العودة إلى الكلمة لكنها تكون مجردة من السياق.
- وهنا لا يصلح استخدم المعجم سوى في السياق.
الحقل المعجمي الفخري
- من خلال تكرار مجموعة من الألفاظ والضمائر داخل القصيدة مثل نا التي تدل على الجمع، “نحن” والكثير من الألفاظ التي تدل على الفخر كذلك تدل على القصد من النص.
الحقل المعجمي الاجتماعي والقيمي
- ومن الألفاظ التي تدل على القيم والتي وردت في القصيدة (الكأس، ذي اللبانة، المرأة، ذي اللحز الشحيح، تركنا المنايا مقدرة، الصرم، شمطاء، قفي قبل الفرق يا طغينا، بغاة ظالمينا وما ظلمنا).
الحقل المعجمي الحربي
- هذا الحقل كثير الورود في القصيدة ومنه (نطاعن، نضرب سيوفنا، السمرا).
معلقة عمرو بن كلثوم الديوان
- معلقة عمرو بن كلثوم هذا الشاعر الجاهلي الذي يعتبر من أشراف العرب وسادتهم ومن فرسانها.
- كان سيد قومه وهو لا يزال صغيرا، عُرف بقتله عمرو بن هند تلك الحادثة الشهيرة والتي حاولت فيها أم بن هند إذلال أم بن كلثوم وإهانتها.
- لم يروى عن ابن كلثوم سوا تلك المعلقة لذا عرف بشاعر القصيدة الواحدة.
- المعلقة تحتوي على مئة بيت ومنهم من قال أنها تحتوي على 1000 بيت.
جزء من قصيدة عمرو بن كلثوم (اقتباس).
أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍ نَكُـوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا
بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍ تُطِيْـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا
تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً مَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا
فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ عَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا
إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَـأَزَّتْ وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنَـا
عَشَـوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـتْ تَشُـجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا
فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ بِنَقْـصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا
وَرِثْنَـا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ أَبَـاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا
وَرَثْـتُ مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ زُهَيْـراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا
وَعَتَّـاباً وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاً بِهِـمْ نِلْنَـا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا
وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَــا
وَمِنَّـا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ فَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا