تعد أثينا مدينة الألعاب الأولمبية وكانت قديما عاصمة العالم الغربي، مهد الديمقراطية والحضارة الغربية التى نعرفها اليوم، وتتعانق المعالم الحديثة والكلاسيكية والبيزنطية معا فى شوارع اثينا، خليط من الفن المعماري فى عصوره المختلفة يشهد على التراث الفريد الذى تفخر به هذه المدينة وتشرف على هذه المناظر الرائعة أعمدة أكروبوليس التى تسبح فى أشعة الشمس الساطعة، وتطل على مدينة ترحب بزائريها بموسيقى البزك التقليدية ومطاعم صغيرة لطيفة ومحال الحلوى والمأكولات الخفيفة، ومحال الثياب الأنيقة والموضة.
كريت
جزيرة كريت الجميلة، جوهرة العالم القديم، تحيط بها الشواطئ الهادئة، وهى موطن أوانى مينوان الشهيرة وهى أرض الأعياد والاحتفالات التى لا تنقطع، تحت سماء صافية ترصعها النجوم المتلألئة، وأرض الآثار التاريخية التى بريض تحت شمس اليونان الدافئة، وفى وسط الجزيرة ـ تقف الجبال الراسخة بقممها الشامخة والأودية العميقة التى تشقها ثم تتسع وتمتد الى الأراضي الخصبة، وهى أكبر جزر اليونان وبها أفخر القصور وأفخم القلاع وأقدم الآثار وأروع الفنون وبها أيضا قرى لم تغيرها يد الزمن، فتجد أهلها يلعبون الطاولة فى هدوء، بينما تتوفر بشواطئها كافة ألعاب الرياضة المائية وتعبق مروجها برائحة الياسمين وأشجار الزيتون.
السياحة العلاجية
إلى جانب الآثار القديمة والمناظر الطبيعية الخلابة تشتهر اليونان أيضا بوجود المصحات الطبية، التي تقدم أنواع عديدة من العلاج الترفيهي، والذي يعالج النفس قبل معالجة الجسم المنهك، فإن بقاء الإنسان داخل الحمامات فترة طويلة بعيدا عن هموم الحياة ومشاكلها، وبمداعبات نوا فير المياه الساخنة لكل جزء من جسمه، يحدث له هذا في جو يغلب عليه الجمال والراحة والأكل اللذيذ والجديد على لسانه، فإن هذا يغسل الهموم ويزيل الأوساخ من العقل المشوش، ويعيد الصفاء إليه.
وإحدى الحيل التي تقدمها هذه المصحات للانتعاش النفسي ما تقدمه من علاجات ذات نوعية غريبة، فهي لا تكتفي بما تقدمه هذه المياه الساخنة من ارتخاء للأعصاب، أو انتعاش للجسم، بل ان بعضها يستخدم العلاج المطول والذي يبتدئ بالطين كوسيلة للعلاج، حيث يتم تغطية الجسم بالطين، وهو طين خاص عادة يحضر للمصحات من المغرب أو من الأردن، لوجود طين مشع كما، تتطلب وصفة العلاج، ويترك هذا الطين على الجسم لمدة تزيد عن ساعة، ثم يزال عنه الطين بحمام منعش. ليكون مستعدا للمرحلة الثانية من العلاج.
يستمر تنقل النزيل من سرادق الى آخر بجو مفعم بالجمال والرائحة الطيبة، والعناية الفائقة، حتى تنتهي مرحلة العلاجات الخارجية على الجسم والروح، وينتقل النزيل بعدها هذا إلى متعة أخرى، ولكنها جزء من مراحل العلاج، وهو الطعام الفاخر الذي تقدمه هذه المصحات الفخمة، فهي تعلم أن النزيل يبحث عن الصحة، لذا فإن قائمة الطعام تحتوي على الأطباق الشهية وغير الضارة بالصحة، بل إنها المتعة القصوى التي يشعر بها النزيل حيث يسمح له عادة بأكل ما يشاء وبأي كمية، ولا خوف عليه من التخمة أو زيادة الوزن، فكل الأطعمة من النوع الذي يملأ المعدة بدون أن يسيء إلى الجسم، فالطعام يغلب عليه الفواكه والخضراوات المقدمة بطريقة مشبعة للمعدة والروح والسان الذواق.