ظهر النفط في الكويت ومن ثم بدأ تصديره في العام 1946م، هذا وقد كانت الكويت على مشارف مصير مادي مجهول المعالم، وعندما زادت حدة الأزمة الإقتصادية في أثناء الحرب العالمية الثانية، مما قلل من توفر الأغذية والأقمشة التي كان يستوردها الكويت من الخارج، وكانت السفن الشراعية الكويتية لا تستطيع الإبحار مما زاد من أزمتها شيئاً فشيئاً، الأمر الذي جعل الكويت تنتظر المعونة من الخارج، ومن بعد اكتشاف النفط أصبحت الكويت تعمل على تنمية وضعها شيئاً فشيئاً وقد جاء معه تدفق النفط، ومعه الرزق الوفير.
وفي الثلاثينيات قد تم تأسيس شركة نفط الكويت المحدودة مناصفةً مع شركة النفط الإنكليزية الإيرانية “شركة البترول البريطانية”، وشركة غالف للزيت المعروفة الآن بشركة “شيفرون”.
تأسيس شركة نفط الكويت
تم تأسيس الشركة في العام 1934م بالتعاون مع شركة النفط الأنجلو-الإيرانية، وهي شركة البترول البريضانية بي بي بالإشتراك مع شركة غالف للزيت الأمريكية المعروفة باسم شركة شيفرون، وهي تابعة لمؤسسة البترول الكيويتية، إذ أنها الشركة الوحيدة المخول لها أن تقوم بعمليتا التنقيب وانتاج النفط بالكويت.
في العام 1938م اكتشف النفط في حقل برقان، إذ هو ثاني أكبر بئر نفطي في العالم، الأمر الذي شجع الشركة لتطوير الحقل، والإنتاج، ولكن سرعان ما توقفت عمليات التطوير بسبب الحرب العالمية الثانية، وبعد انتهاء الحرب تم تصدير أول شحنة من النفط الكويتي برعاية أمير الكويت الشيخ أحمد الجابر الصباح بتاريخ 30 يونيو من العام 1945م.
بدأت علمليات تأميم الشركة بعد مصادقة المجلس الكويتي في العام 1974م، بحيث تملك الحكومة الكويتية 60% من أسهم الشركة ونسبة 40% يتم توزيعها مناصفة بين شركة البترول البريطانية وشركة غالف.
تملك الكويت كامل أصول الشركة وإدارة عملياتها في العام 1975م، وأصبحت تابعة لمؤسسة البترول الكويتية التي أُنشأت في العام 1980م، وتمت إدارة جميع شؤون النفط في البلاد تحت مظلة واحدة، وتم تدمير الأعداد الكبيرة من منشآت الشركة في العام 1990م في حرب تحرير الكويت على يد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وقد تم اشعال النار في أكثر من 700 بئر نفط، وبعد الحرب حققت الشركة القفزة الكبيرة في القدرات الإستكشافية للنفط، إذ حققت في العام 2005م اكتشاف النفط الخفيف في حقل الصابرية، وتخلت في العام نفسهعن عمليات الإنتاج في المنطقة المقسومة بين الكويت والمملكة العربية السعودية لصالح الشركة الكويتية لنفط الخليج.
وتم اكتشاف الغاز الطبيعي في العام 2006م في حقول بكميات اقتصادية تكفي احتياجات الكويت من الغاز، وكميات الغاز الطبيعي المُكتشف تُقدر ب 35 مليار قدم مكعب.
محطة في تاريخ النفط الكويتي
قام الشيخ أحمد الجابر الصباح بتدشين أول شحنة للنفط الخام للناقلة الإنكليزية فوسيلير، وذلك في العام 1945م، وعمل الشيخ على إنشاء ميناء الأحمدي في الرصيف الجنوبي، بالإضافة إلى معمل تكرير طاقته اليومية تصل إلى 25 ألف برميل يومياً، وقدتم رفع العدد إلى 30000 برميل يومياً بعد ذلك، وبنى محطة لتوليد الكهرباء وتقطير مياه البحر، وقد تم في نفس العام بناء مدينة الأحمدي كبلدة تضم المكاتب الرئيسية والورش وبعضاً من الأحياء السكنية والمرافق، وكل هذا كان ما بين 1945م-1949م.
وفي العام 1977م تم تأميم صناعة النفط الكويتي، وذلك من خلال المفاوضات العربية التي كانت في العام 1970م للسيطرة والتحكم في مصادر النفط الطبيعية، وقد ارتفعت حصة شركة نفط الكويت في الإتفاقيات الثنائية إلى أن تملكت جميع الأسهم.
وفي العام 1975 تم توقيعات اتفاقية مع شركة البترول البريطانية وشركة غالف للزيت تم على إثرها تملك دولة الكويت للمصدر الطبيعي من النفط.
تم اكتشاف الغاز في مكامن العصر الجوارسي العميق في العام 2006م، وقد كان ذلك في حقول الرحية ومطربة وأم نقه، بالإضافة لحقول أخرى توزعت في أنحاء الكويت، وقد حقق هذا الإكتشاف النقلة النوعية في حياة الكويت، وحلم الكويت الذي طال انتظاره، إذ كانت تحلم باكتفائها ذاتياً في مجال الغاز الذي يُستخدم في توليد الطاقة.
ونجحت شركة نفط الكويت في العام 2011م، في تحقيق هدفها المنشود في تخفيض حرق الغاز إلى ما يُقارب 1% مقارنةً مع حرق الغاز الذي سُجل قبل بضع سنوات بنسبة 17%، وهو ما اعتبرته الكويت إنجازاً كبيراً لشركة نفط الكويت.