سلطنة عمان.. تاريخ عريق وحاضر ناصع بالبياض

عندما يكون التاريخ حاضراً بحضارته وثقافته، وتأثيراته، ومؤثراته.. فإن الشعوب المنتسبة له يصعب اندثارها مهما تعرضت لكبوات مرحلية في مسيرتها التاريخية لأن ماضيها كفيل بنهوضها واستعادة روح المبادرة لتأصيل ذلك التاريخ عبر آلية حديثة وتطور يواكب متطلبات العصر..

تلك هي سلطنة عمان.. الوطن الموفور بأصالته التاريخية وميراثه الإنساني الكبير الذي جاء من حقب بعيدة من مشوار الإنسان فوق تلك الأرض الطيبة، وبالرغم من كبوات فرضتها وقائع لم تشهدها عمان منفردة بقدر ما كانت ذات شمولية مست بتأثيراتها وانتكاساتها الواقع العربي كله، بفعل  المؤامرات الدولية والأطماع الاستعمارية التي جعلتها تشبه معتقلاً كبيراً لكل صنوف التخلف وغياب الإنسان عن دائرة الحياة وتطوره إلا أن تلك الحقبة تجاوزتها إبان الاستقلال العظيم في الـ 23 من يوليو 1970م لتثبت للعالم أنها عصية على المستعمر وتعاود القيام بدورها.

لنتجاوز عبر التاريخ بسفنها مساحات شاسعة في نشر الرسالة الإسلامية وجعل الثقافة الإسلامية منارات تتنادى بها أوطان عدة.. لأنها عمان.. المنبعثة من عصر كان قابوس أحد نجوم إشراقاته.

أسماء.. لتاريخ واحد

عرفت عمان بالعديد من التسميات عبر التاريخ، فلقد كانت ترتبط بالسومريين تجارياً وبحرياً فأطلقوا عليها اسم «مجان» و التي تشير في لغتهم إلى صناعة السفن وصهر النحاس والتي كانت تشتهر به عمان، وسميت أيضاً «مُزون» وهي كلمة مشتقة من «المُزن» وهي السحابة والماء الغزير المتدفق.

بينما ارتبط اسم «عمان» بهجرة القبائل العربية من مكان يطلق عليه عمان في اليمن.. وقيل كذلك أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عمان بن سبأ بني يغثان بن إبراهيم.

1624م بدأ حكم اليعاربة من خلال مبايعة الإمام ناصر بن مرشد إماماً على عمان والذي ـ بدوره ـ فرض واقعاً جديداً بتوحيد البلاد تحت قيادته والانطلاق نحو بناء أسطول بحري قوي تمكن خلاله من تقليص النفوذ البرتغالي وتحرير بعض المدن الساحلية، ليأتي الإمام سلطان بن سيف من بعده لمواصلة رسالة التحرير حتى استعادت مسقط في العام 1650م استقلالها وهي المحطة التي شهدت تحولاً بارزاً في تاريخ الخليج بزوال شمس البرتغاليين منه.

ولم يتوقف دور العمانيين عند ذلك بل واصلوا مطاردة فلول البرتغاليين حتى سواحل الهند وشرق أفريقيا.. وفي العام 1744م أطلت على عمان مرحلة أخرى في مسيرة تحولاتها تمثلت في المبايعة للإمام أحمد بن سعيد ـ مؤسس الدولة البوسعيدية ـ المتجذرة بأصولها منذ 266 عاماً وحتى اليوم، وهي الحقبة التاريخية  التي أعيدت فيها وحدة البلاد، وجرى إحداث تطور بارز عبر إنشاء أكبر قوة بحرية إلى جانب الأسطول التجاري.

والذي من خلاله عادت عمان إلى ممارسة دورها  الريادي في المنطقة بفاعلية أكبر ، يدل على ذلك إرسالها نحو «100» مركب تقودهم السفينة الضحمة الطراد المسماه «الرحماني» في العام 1775م إلى شمال الخليج لفك الحصار الذي ضربه الفرس حول البصرة نتيجة استنجاد بغداد بأشقائها العمانيين، حيث تمكنت تلك القوة البحرية من فك الحصار، لتتواصل مسيرة عمان الضافرة في العهد البوسعيدي وبلغت ذروتها في الفترة «1804 ـ 1856م» في عهد السلطان سعيد بن سلطان.

قابوس.. ووطن حَلُمَ به

قد لا تتحقق جميع الأحلام فتظل حبيسة عقول من يطمحون لتحقيقها غير أن هناك استثناءات رائعة يكون فيها الحلم حقيقة ناصعة في حال توفرت الهمم  والعقول النظيفة والتي تستجمع بين قدراتها وعشقها لمحيطها وتؤمن بأن الوطن هو الوجه الأكثر نظارة .

وذلكم هو حلم السلطان قابوس الذي استمد منه المنتمون إليه إشراقة حضورهم في محيطهم الإقليمي والدولي فبين الأمس وتحديداً ماقبل  23 يوليو 1970م وحاضرة أيامنا بفا رقها الزمني المحدد بـ 40 عام  تسكن الذكرى والصورة التي تحدد معالم عمان المطوقة بسور إغلاقها وانغلاقها مع حاضر متوج بأكاليل من المنجزات المختلفة الممتزجة بعدالته ومودته وحُنُّوه على كل شبر في الربوع العمانية..

تعامل مع الزمن بعقلانية وطموح جبار،وآمن بوطنه وحقوق شعبه، وكان أكثر صدقاً في رسالته فاستحق حب من نال شرف قيادتهم، كما نال الإعجاب من الأشقاء والأصدقاء.. حتى بات باني عمان وحضارته الجديدة.

تحولات أكبر من الأرقام

بخطوات هادئة ورسالة إعلامية بمستوى الكلمة ذهبت قيادة السلطنة ومعها شعبها نحو بناء وطنهم، وجاءت الثمار كبيرة بلونها ورائحتها ومذاقها لتأسيس أركان الدولة الحديثة بكل مكوناتها والمبينة على قاعدة تميزت في إعطاء أولوياتها للإنسان، وأدرك القائد أن التحول الفعلي لا يأتي إلا عبر إحداث ثورة تعليمية وثقافية تستنهض مدارك الإنسان والذي منه تصنع أفكار التحولات ومسيرة التحديث.

وتظهر إحصائيات العام الدراسي 2008 ـ 2009م أن عدد الطلاب في مختلف مدارس محافظات السلطنة بلغ 541436 طالب وطالبة، فيما بلغ عدد المدارس 1050 مدرسة وعدد المعلمين والمعلمات فيها 43672 معلم.

و تبرز تلك الإحصائيات مدى الاهتمام بالتعليم من حيث مستوى نسبة الكثافة بالمدارس وفصولها .. كما تكشف الكثافة بعدد المدارس  والمعلمين، حيث تبلغ حصة كل مدرسة من الطلاب 430 طالب وطالبة بينما نسبة المعلمين تبلغ معلماً ومعلمة لكل 13 طالب وطالبة، وهي أرقام تكشف الصورة المضيئة للواقع التعليمي في سلطنة عمان الشقيقة وما توليه الدولة من رعاية خاصة بالجانب التعليمي الذي يعد أساس التنمية في أي بلد  وتؤكد ذلك الأرقام الكبيرة التي ترصدها الدولة في خططها الخمسية للتعليم.

ففي الخطة الحالية التي مضت منها أربع سنوات بلغ مخصص التعليم مليار و 879 مليون ريال عماني علماً أن سعر الريال يبلغ 2.60 دولار أمريكي، أي أن سعر الدولار الواحد «387» بيسة من الريال في بلد تشير الإحصائيات السكانية لعام 2008م أن عدد السكان فيه. 2.867.00 نسمه.

كما أن هناك 57 مؤسسة للتعليم العالي حتى العام 2007 ـ 2008م منها 33 مؤسسة حكومية و24 مؤسسة خاصة، ويبلغ عدد الطلبة المقيدين فيها 78930 طالب وطالبة منهم 52631  يدرسون على النفقة الحكومية و26299 يدرسون  على النفقة الخاصة.

صحة المجتمع .. نجاحات متلاحقة

تحتل الصحة الأولوية في أجندة أي حكومة وطنية تتطلع للنهوض بشعبها نحو المستقبل الأفضل، كون  الصحة ركيزة أساسية في تنقية الجسد البشري من أي عوائق قد تتسبب في إضعاف قدراته وإمكانياته في الإبداع.

والأمراض لا تقاومها إلا عوامل مكافحتها واستئصال مسبباتها، وفي هذا المجال كان لعمان وسلطانها رؤية صائبة تم قياسها بدقة بعد معاناة ما قبل 23 يوليو 1970م وتلك الأضرار التي كانت تخلفها الأمراض بحياة الناس من وهن وضعف وجعلت عجز الإنسان يساوي غبن الوطن، ولهذا عملت الدولة على تحقيق أكبر قدر من النجاحات بهذا المجال، وتبين مستوى نجاحاته تلك الصورة التي يبدو عليها اليوم المجتمع العماني مقارنة بحقبة ما قبل 23 يوليو الخالد في التاريخ العماني، وتكشف وقائعه الأرقام التالية:

ففي عمان اليوم «58» مستشفى و933 مركزاً ووحدة صحية وعيادة يعمل فيها «3620 طبيباً وطبيبة، وكذا 12207 ممرضاً وممرضة، بينما تبلغ عدد الأسرة بالمستشفيات 5473 سرير.

عمان في التاريخ

كانت عمان من أوائل البلدان التي اعتنقت الإسلام طواعية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أرسل عمرو بن العاص إلى «جيفر» و «عبد» ـ ابني الجلندي بن المستكبر ـ ملكي عمان آنذاك ـ يدعوهما إلى الإسلام فاستجابت عمان بقيادتهما.. ومنذ ذلك  التاريخ أسهمت عمان بدور بارز في حروب الردة التي ظهرت بعد وفاة الرسول «ص» كما شاركت بالفتوحات الإسلامية براً وبحراً خاصة في العراق وفارس وبلاد السند، ومن خلال موقعها وعملها بالنشاط التجاري والبحري الكبير في شرق أفريقيا ومناطق  الساحل  الشرقي ووسط أفريقيا أسهمت بنشر الإسلام هناك،وحمل العمانيون الإسلام معهم إلى  الصين و الموانئ التي تعاملوا معها في جنوب آسيا.

وفي الحقب التاريخية التالية شهدت عمان حملات استعمارية وتحديداً في العام 1507م من قبل البرتغاليين الذين تمكنوا ـ نظراً لتفوقهم العسكري ـ من السيطرة على أجزاء كبيرة من السواحل العمانية بعد مقاومة باسلة من العمانيين، إلا أن طبيعة الأوضاع الداخلية لعمان حينها جعلت البرتغاليين وغيرهم من المستعمرين يفشلون في تجاوز بعض المناطق الساحلية والدخول في المناطق الداخلية ، وفي العام

تحفة سياحية

عمان.. أرض استوطنها التاريخ وترك الأسلاف فيه مآثر عظيمة تخلدهم وتدفع بالأحفاد إلى مواصلة مشوار البناء الحضاري الذي وضعوا لبناته منذ آلاف السنين من خلال المواقع الأثرية المتعددة بأشكالها ومراحلها والتي تجعل من عمان منطقة سياحية متميزة بآثارها وطبيعتها وبنيتها المشجعة كما هي بيئتها النظيفة، ومن هذه المواقع:

حضارة سلوت: والتي تم اكتشافها عام 2004م وتقع على سطح هضبة صخرية ترتفع حوالي 20.45 متراً وسط واحة قديمة تشغل مساحة كبيرة من الجزء الغربي للوادي، ويتقاطع معها كل من وادي بهلا ووادي سيفم من ولاية بهلا من المنطقة الداخلية، ويعود تاريخ حضارة سلوت من الناحية التاريخية إلى الحقبة البرونزية في الألف الثالث قبل الميلاد.

منتزه البليدي الأثري : وهي مدينة البليد التاريخية على الشريط الساحلي في ولاية صلالة وتحديداً في المنطقة الواقعة بين الدهاليز والحافة، ويعود تاريخ المدينة إلى فترات ما قبل الإسلام، وقد أضيفت إليها مرافق ومنشآت سياحية وثقافية تخدم الزوار والسياح.

خور روري «سمهرم» : موقع أثري آخر تم اكتشافه في العام 2008م، وقامت حكومة السلطنة بتوفير كل مرافق الخدمات السياحية فيه، وهناك «مدينة وبار» الأثرية في نيابة شصر بالطرف الجنوبي من صحراء الربع الخالي والتي تبعد عن مدينة صلالة بحوالي 170كم.

كما تمتاز عمان بالعديد من المواقع الأثرية الأخرى كالمدن التاريخية والقلاع والحصون التي تزخر بها على مساحات عدة من محافظاتها..

أما عن الطبيعة وجماليات تنوعها فتعد عمان متحفاً طبيعياً خلاباً يصعب في موجز الكلمات وصفها، إذ تتنوع فيها البيئة بتنوع تضاريسها، ففي ظفار تشمخ عدة جبال أبرزها جبل سمحان في الشرق وجبال القمر في الغرب، ولا يزيد عرض هذه الجبال عن 22 كيلو متر وأقصى ارتفاع لها 2500 متر، وهناك 75 كيلو متر من هذه الجبال المزينة باللون الأخضر في طبيعتها الخلابة مصادر إلهام للشعر والإبداع مبعثها الألوان الوردية المرسلة بأريجها نحو الآفاق.

إنها عمان التي حباها الله بجمال الطبيعة ، وأخلص من أجلها رجل كان بمستوى الأمانة التي حملها، وشعب يتطلع للحياة بروح تواقة للتغيير نحو الأفضل، فصار حلم الأمس حقيقة ثابتة في حياته اليوم.

وتشير المقارنات إلى ما تحقق بهذا القطاع من تطور كبير لنسبة عدد الوفيات بين  الأطفال في السنة الأولى من أعمارهم والتي بلغت في العام 1970م 118 طفلاً من بين كل ألف طفل حي.. فيما انخفضت لتصل في العام 2007م إلى 10.1 لكل ألف مولود، وهي مؤشرات تؤكد تواصل جهود الدولة المستمرة في أعمال التطعيم للأطفال وكذا الرعاية الصحية المقدمة للأم العمانية.

الرياضة .. قفزات مذهلة

إن المتتبع لمسيرة عمان خلال ريادة السلطان قابوس لمسيرتها سيدرك تلك النجاحات الكبيرة التي تحققت وواكبت مسيرة التحديث، وأتت بثمار صبر وتحدي فرض أمر الوصول إليها واقع الترابط الصادق بين القيادة والمجتمع، والتي جعلت من المكون المشترك لديهم «عمان» وطن الانتماء.

ففي أواخر القرن الماضي، وتحديداً في ثمانينياته وبداية تسعينياته كان المنتخب العماني متواضعاً وعادياً حيث كانت مشاركاته القارية تمثل حلقة من حلقات الاحتكاك، كان يذهب إلى بطولة كأس الخليج فينظر إليه كمنتخب عبور يهدي بقية المنتخبات نقاط المباريات، لكنهم كانوا يتعلمون بصمت وبروح رياضية عالية، فيتقبلون الهزيمة ويرصدون متتطلبات النجاح.

وبعد سنوات من البناء للطاقات الشبابية والطلائع الرافدة من أجيال عمان وفي كافة الأنشطة الرياضية مع البنيان الآخر لمداركهم لم تعد المشاركة اليوم للقطاع الرياضي ومنشآته ومشاركاته تحصيل حاصل، أي لم تعد مشاركة المننتخبات العمانية ينظر  إليها  كحصان خاسر، وعلى سبيل المثال فقد أصبح المنتخب العماني لكرة القدم رقماً مهماً  ومن المرشحين لاقتناص البطولات كما فعلها في العام 2009م بكأس خليجي 19 حينما فاز بكأس الخليج.

لتمضي عمان إلى انتصارات رياضية وفي كافة الأنشطة على المستوى الإقليمي والعربي والعالمي.. حاصدة العديد من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في بطولات الهوكي، والتي فازت فيها بلقب كأس آسيا، والمركز الثاني عربياً والأول خليجياً في بطولة الجولف، وكذا ألعاب القوى الخليجي، ورفع الأثقال، وبناء الأجسام، وحصوله على  المركز الأول في البطولة الـ 16 المقامة بالأردن، لتسجل عمان بشبابها نقاطاً جديدة في سجل انتصاراتها المختلفة.

مصادر اقتصادية متنوعة

لقد احتل النفط أهم موارد الدولة، إلا أن سياسة عمان وحكمة سلطانها أدركت بوعي مسبق أن النفط ثروة غير مستدامة وأنها معرضة للنضوب يوماً، ولهذا اهتمت السلطنة بالأنشطة الاقتصادية غير النفطية، و عملت على توسيع رقعتها في استغلال أمثل للثروة النفطية ومواردها وإن كانت لا تزال الثروة النفطية تحتل الصدراة للموارد المالية، فقد بلغت في إجمالي الإيرادات المقدرة في موازنة 2009م حوالي 3.522 مليار ريال عماني بنسبة 63 % من إجمالي الإيرادات بالموازنة ، ويبلغ متوسط إنتاج النفط 805 آلاف برميل يومياً وبسعر متوسط 45 دولار للبرميل، بينما إيرادات الغاز المقررة 670 مليون ريال، أي بنسبة 12 % من إجمالي الإيرادات، في حين وصلت موارد الأنشطة غير النفطية إلى نحو 26.7 %.

وقد تأثرت عمان كغيرها من دول العالم بالأزمة المالية العالمية وانعكاساتها على الاقتصاد والمستويات المتدنية التي وصلت إليه أسعار النفط، ففي المقارنة مع العام 2008م تظهر مستويات إيرادات الحكومة بهذا العام بمبلغ 7984.5 مليار ريال، فيما بلغت المصروفات 6403.4 مليار.

وبلغت فيه صادرات النفط 757 ألف برميل وبمتوسط سعر النفط خلال العام بواقع 101.6 دولار للبرميل، كما أن إجمالي الصادرات السلعية وصلت  إلى 14.503.0 مليون ريال، بينما بلغت قيمة الصادرات ذات المنشأ العماني غير النفطي 1.962.9 مليون ريال.

وتعتمد السلطنة على تنويع مصادر إيراداتها من خلال جذب الاستثمار وخلق فرص ذات استثمارات صناعية تعتمد على المواد الخام المحلية، وقد ارتفع حجم الاستثمار الأجنبي  في السلطنة خلال لعام 2007م إلى 9.4 مليار ريال مقارنة بـ 6.2 مليار ريال عام 2006م ، يأتي ذلك بفضل التشجيع والاتفاقيات المتبادلة للاستثمار  مع عدد  الدول الشقيقة والصديقة التي وقعتها معهن.